
كلام كرامي جاء خلال جولة ميدانية على الأقسام التربوية في أزهر البقاع، في حضور مفتي زحلة والبقاع الدكتور علي الغزاوي، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مستشاري الوزيرة فهمي كرامي ومها ضاهر وأمين سر دار الافتاء الشيخ عاصم الجراح، وشكرت دار الإفتاء على الدعوة والفرصة والتشجيع الذي جاء بعد زيارتها للمفتي، واكدت أنها "تمثل في هذه الحكومة صوت البيئة والمجتمع الذي ترعرعت فيه".
واعربت عن "اعتزازها بوجودها في هذه الحكومة التي شكّلها الدكتور نواف سلام، تحت عنوان بيان صريح وتعهد والتزام للمجتمع اللبناني بأن الحكومة أتت للخدمة، ولمساعدة البلد على التعافي وإنقاذه، والعمل تحت غطاء اتفاق الطائف"، وأكدت أنها "نشأت في بيت كانت هويتها العربية فيه مصدر فخر واعتزاز دائمين، سواء في المؤسسة التربوية التي تعلمت فيها، بما تحمله من إرث وثقافة إسلامية ساهمت في الثقافة العربية".
واعتبرت أن "وجودها على رأس وزارة التربية لا يحمل فقط مهامًا وزارية إدارية، بل قيمًا تسترشد بكونها ممثلة لشريحة من هذا المجتمع وموظفة في هذه الدولة"، واشارت الى ان "تميّز لبنان قائم على قدرته على التعايش، وإثبات أن هذه المساحة الجغرافية الصغيرة، التي تجمع عددًا من المدارس الروحية والطوائف، قادرة على العيش معًا من خلال عقد سياسي واجتماعي يترجم في تربية أولادنا في أجواء صحية".
تابعت:"نحن أبناء جيل عاش ظروفًا صعبة وحروبًا متتالية، نحن أبناء جيل الحرب، وهذا زادني تصميمًا، وتشرفت بهذه المهمة لنخرج من هذه الحلقة المفرغة، ونتكاتف مع بعضنا كأبناء مجتمع لبناني، لننطلق إلى الأمام ونترجم تطلعاتنا ونحل مشكلاتنا"، ونوهت بـ"دور المؤسسات التربوية الخاصة ومؤسسات دار الفتوى وتميّزها في المجتمع اللبناني"، مؤكدة "ضرورة المحافظة عليها من خلال تحسين أسس الشراكة، واحترام خصوصية هذه المؤسسات، والتنبه إلى ضرورة تناغمها مع مسيرة الدولة والوطن بما يفعّل دور الدولة".
ختمت لافتة إلى أن "التحدي الكبير بعد كل ما مرّ على لبنان هو التوقف عند أهمية ودور هذه المؤسسات الخاصة التي حملت على عاتقها مسؤوليات كبيرة"، واشارت إلى أن "دور الدولة التربوي يتمثل في وضع المعايير من خلال آليات رقابية تحترم هذه المعايير، ضمن إطار جامع ومنسق تكون فيه الوزارة شريكًا أساسيًا"، مؤكدة أن "وزارة التربية، رغم إنهاكها بالأزمات وتأقلمها معها، تسعى لأن تكون استباقية وتأسيسية، عبر تفعيل أو تعديل القوانين ودراسة الآليات المناسبة، انطلاقًا من فهم هموم نسيج المجتمع اللبناني وخلق لحمة وطنية تعزز دور الدولة من خلال مكوناتها".
الغزاوي
من جهته، رحّب الغزاوي بزيارة الوزيرة كرامي إلى مؤسسات دار الفتوى التعليمية في أزهر البقاع التي "جاءت بناءً على توجيهات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان"، معتبرًا أن "وزارة التربية تعني جميع اللبنانيين، وأن الوزيرة تنتمي إلى بيت كريم كان له دور أساسي في صناعة هذا الوطن وادارته"، وأمل أن "يستمر عطاء هذا البيت من خلال وجودها في الوزارة"، مؤكدًا أن "المطلوب اليوم هو أن نقدم الغالي من أجل بقاء الوطن والأسر والبيوت فيه، وأن نؤسس لأخلاقيات تعيد إلى المجتمع اللبناني قيمه السليمة"، مشيرًا إلى "صورة لبنان كمساحة تلاقٍ وحوار لا ساحة حرب ودمار".
وأكد "أهمية المناهج التربوية في صناعة عقل الأجيال، بحيث تعكس هويتنا وقيمنا"، ولفت إلى أن "بيت الوزيرة كرامي كان ولا يزال يحمل قضية الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين"، وشدد على أن "مرجع هذا البلد هو ما اتفق عليه اللبنانيون وأكده العرب من خلال اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني"، داعيًا إلى "إدارة سليمة تحفظ الحقوق، ولا سيما حقوق الأساتذة والموظفين في مختلف إدارات الدولة".
وختم متطرقا إلى ملف التفرغ الجامعي، وتمنى أن "تتحقق فيه العدالة على أساس العطاء"، مؤكدًا أن "تكريم الوطن يكون بتكريم العقول والعلماء، وأن دار الفتوى لا تطلب حصة من أحد، بل تسعى إلى الحفاظ على الحقوق من أجل العطاء للوطن".
اختُتمت الجولة بتقديم دار الفتوى درعًا تكريميًة للوزيرة.