
وقد عزّزت الوزارة حضورها الميداني خلال الأيام التي سبقت الزيارة وخلالها، فانتشرت فرق الصيانة على الطرقات السريعة والرئيسية من الشمال إلى الجنوب، مرورًا بالمتن والمناطق الجبلية وصولًا إلى الحدود السورية، لتأمين مسارات خالية من العوائق تتيح للوفود والمواكب الرسمية الانسياب بسلاسة. كما جرى التعامل فورًا مع أي طارئ يطرأ على الشبكة الحيوية، لضمان أعلى مستويات السلامة العامة واستمرارية الحركة على المحاور المؤدية إلى مواقع الاحتفالات.
وفي بيروت، اتخذت الوزارة التدابير اللازمة لضمان جهوزية المحاور الأساسية، فوضعت آلياتها حيث دعت الحاجة، خصوصًا في محيط الصيفي والكرنتينا، للمساهمة في معالجة تراكمات المياه وتأمين انسيابية الحركة نحو الواجهة البحرية، بالتنسيق مع الجهات المختصة حفاظًا على السلامة العامة.
أما في مطار رفيق الحريري الدولي، فقد تولّت المديرية العامة للطيران المدني إدارة دقيقة لرحلتي وصول ومغادرة طائرة قداسة البابا، عبر تنسيق محكم مع شركة ITA، جهاز أمن المطار، الحرس الجمهوري، القوات الجوية اللبنانية، فرق الملاحة الجوية، وعمليات المطار. وسبقت ذلك اجتماعات تقنية مشتركة بين الجانبَين اللبناني والإيطالي لضمان توحيد الإجراءات، وتسهيل حركة الوفد، وضمان أعلى معايير الانضباط والجودة في كل مراحل التحضير.
كما عملت الوزارة عبر إدارة مرفأ بيروت، على إعداد موقع النصب التذكاري لشهداء الإهراءات الذي شكّل إحدى أبرز محطات الزيارة. فجرت تهيئة الساحة، تنظيفها وتمهيدها، وتنسيق الموقع ورفع الأعلام، إلى جانب التعاون مع الأجهزة الأمنية لإخلاء المسار وإجراء المسوحات المطلوبة وتسهيل حركة الزوار بما يضمن تنظيمًا دقيقًا يليق بالمناسبة.
وعلى صعيد النقل العام، وضعت الوزارة من خلال مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، خمسون حافلة بتصرّف المواطنين على امتداد يومي القدّاس والاحتفالات، لتأمين انتقال منظّم لعشرات الآلاف من المؤمنين، وإسناد الحركة العامة في مختلف المحاور المؤدية إلى مواقع التجمعات.
وتأتي هذه الجهوزية الشاملة استكمالًا لورش العمل الواسعة التي كانت الوزارة قد أنجزتها في الأسابيع التي سبقت الزيارة على المسارات الأساسية المرافقة للحدث. فقد شمل ذلك إعادة تأهيل وتزفيت وتخطيط الطرق المؤدية إلى دير مار شربل وطريق المحبسة في عنايا، وتطوير المسارات الممتدة من جونية إلى بكركي وحريصا وصولًا إلى بازيليك سيدة لبنان وبيت عنيا، فضلًا عن إعادة تأهيل كامل للطريق المؤدي إلى مستشفى دير الصليب في جلّ الديب.
وتؤكد الوزارة أن الجهود التي بُذلت، تعكس نهجًا ثابتًا في صون السلامة العامة، وتطوير البنى التحتية، وتعزيز جاهزية الدولة في إدارة الاستحقاقات الوطنية الكبرى، بما يليق بصورة لبنان القادر والمضياف والمستعد لاستقبال ضيوفه وفق أعلى المعايير.