
حضر اللقاء نائب ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور يوتارو سيتويا ورئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة السيد ماثيو لوتشيانو وممثل محافظ بيروت الدكتور إيلي ربيز ومديرة البرنامج الوطني لمكافحة السل والإيدز الدكتورة هيام يعقوب والمستشار التقني للبرنامج البروفسور جاك مخباط وممثلون لعدد من الشركاء الوطنيين والدوليين بما في ذلك منظمات المجتمع المدني الناشطة في الاستجابة لفيروس HIV.
وفي كلمته، أعلن وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين عن قراره بتغطية الوزارة لكل المصابين بفيروس نقص المناعة الموجودين على الأراضي اللبنانية من مواطنين ومقيمين لأن هذا المرض ينتقل بالعدوى وقد يصيب الجميع. وانتقد الوصمة مؤكدًا ألا حق لأي شخص في أن يحاسب شخصًا آخر، إنطلاقًا من مبدأ العدالة الصحية والاجتماعية.
وطمأن الوزير الدكتور ركان ناصر الدين أن الدواء موجود، مضيفا "أن وزارة الصحة العامة تسعى تدريجيًا لاستعادة قدرتها على شراء الدواء بعدما اعتمدت على الشركاء في هذا المجال". وقال "إن شركاءنا سيواصلون تقديم الدعم بنسبة 50% في العام المقبل 2026، أما في ما بعدها فستبدأ الوزارة بتأمين الدواء للجميع على نفقتها".
وأقرّ بوجود الكثير من المشاكل في تأمين الدواء والإستشفاء، ولكن الخطوات الإصلاحية مستمرة بشكل تدريجي ولا بد أن يلمسها المواطن والمريض بحيث يتم تأمين حماية صحة المواطنين جميعًا.
يعقوب
وكان اللقاء قد بدأ بكلمة لمديرة البرنامج الوطني لمكافحة السل والإيدز الدكتورة هيام يعقوب أكدت فيها التزام البرنامج بتعزيز الاستجابة الوطنية لفيروس HIV مشددة على التضامن بين الجهات المعنية والمسؤولة كافة لضمان الوصول العادل إلى خدمات الوقاية والعلاج والرعاية ولا سيما للفئات الأكثر عرضة للخطر.
سيتويا
وفي كلمته، شدّد الدكتور يوتارو سيتويا على الأهمية البالغة لمعالجة أوجه عدم المساواة التي تعيق الحصول على خدمات HIV.
"إن شعار هذا العام، «تجاوز الاضطرابات وتحويل الاستجابة للإيدز»، يذكّرنا بالحاجة الملحّة للحفاظ على خدمات HIV في ظل الأزمات المتواصلة والانخفاض العالمي في المساعدات. لقد حافظ لبنان على انخفاض انتشار الفيروس بفضل التعاون القوي بين المجتمعات والعاملين الصحيين وصنّاع القرار والشركاء. وتبقى منظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعم وزارة الصحة العامة مع انتقال البرنامج الوطني للإيدز بالكامل تحت قيادتها، لضمان خدمات متكاملة وعادلة وقائمة على الحقوق للجميع."
لوتشيانو
ومن جهته، أكّد السيد ماثيو لوتشيانو، ممثل المنظمة الدولية للهجرة، صمود القطاع الصحي في لبنان وجهود البرنامج الوطني لمكافحة السل والإيدز في الحفاظ على استمرارية خدمات HIV رغم الظروف الصعبة.
"في اليوم العالمي للإيدز، نتذكّر أن التقدّم ممكن عندما تعمل الحكومات والمجتمعات والجهات الصحية معاً. وفي لبنان، ورغم التحديات المستمرة، أسهم الصمود والتعاون الوثيق في الحفاظ على الاستجابة الوطنية. ومن خلال شراكتنا مع الصندوق العالمي، تفخر المنظمة الدولية للهجرة بدعم الجهود التي تضمن التوافر المستمر للأدوية، وتعزيز القدرات المخبرية، والاستثمار في بناء القدرات بشكل متواصل. كما أن تركيزنا على التدخلات المجتمعية الموجّهة والوصول المستهدف للفئات الأكثر ضعفاً يساهم في حماية كرامة وحقوق المتعايشين مع فيروس HIV، والحد من الوصمة والتمييز. ومع وزارة الصحة العامة وشركائنا الوطنيين، نواصل التزامنا باستجابة شاملة، قوية، ولا تترك أحداً خلفها."
ربيز
وكانت كلمة للدكتور إيلي ربيز ممثلا محافظ بيروت ذكر فيها أن بيروت كانت من أوائل المدن التي انضمت إلى مبادرة "fast track cities"، واضعة نصب أعينها هدف إنهاء وباء الإيدز بحلول عام 2030. أضاف أنه رغم التحديات التي نواجهها، فإننا نؤمن أن التعاون والتكامل بين الجهات الرسمية والمدنية هو السبيل لتحقيق هذا الهدف النبيل. وأكد أن التعاون الوثيق بين وزارة الصحة العامة والمحافظ وبلدية بيروت ودائرة الصحة التابعة للبلدية يشكل ركيزة أساسية في تعزيز الاستجابة الوطنية لمواجهة وباء الإيدز، حيث تتكامل الطاقات والإمكانات لضمان الوقاية وتوفير الدعم والرعاية، وبناء مجتمع أكثر صلابة وقدرة على التصدي لهذا التحدي الصحي.
عرض للبيانات
خلال الفعالية، قدّمت مسؤولة المتابعة والتقييم في البرنامج الوطني لمكافحة السل والإيدز سكينة بسمة عرضاً للبيانات الوطنية لعام 2025، وأبرز إنجازات البرنامج، وأولوياته الاستراتيجية للعام القادم. كما تمّ التأكيد على الخدمات التي يقدّمها البرنامج، بما في ذلك توسيع اللامركزية في الفحص والعلاج، وتعزيز التكامل بين خدمات السل والسيدا، وتوسيع التعاون مع منظمات المجتمع المدني.
وفي بيان صحفي صادر عن البرنامج الوطني، تم التأكيد أنه على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية المعقّدة التي يواجهها لبنان، يواصل البرنامج العمل مع الشركاء الوطنيين والدوليين لضمان استمرارية الخدمات، والحد من الوصمة، وتعزيز الكشف المبكر. كما شدّد البرنامج على الدور الأساسي الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في التوعية والوصول إلى الفئات الرئيسية ودعمها. وفي اليوم العالمي للإيدز 2025، دعا البرنامج الوطني وشركاؤه إلى تعزيز التضامن وتجديد الجهود الجماعية لضمان عدم ترك أي فرد خلف الركب، والاستمرار في التقدّم نحو تحقيق الأهداف الوطنية والعالمية المتعلقة بفيروس HIV.