افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وكل شهيد سقط دفاعا عن فكرة لبنان الدولة، وتقديم وترحيب من الزميل عمر العاكوم، ثم ألقى الغصيني كلمة حيا فيها "شهداء الاستقلال والجيش والقوى الامنية"، ولفت الى "ان عيد الاستقلال ال82 هو يوم نستحضر فيه تضحيات رجالات الوطن الذين آمنوا بلبنان عربي، سيد، حر، مستقل، وان الاحتفال اليوم في بسابا يحمل رسالة واضحة اننا متمسكون بأرضنا وهويتنا وقيمنا الوطنية مهما أشتدت الظروف"، مشيرا الى "ان غرس شجر الأرز هو فعل ايمان بأن جذور هذا الوطن اقوى من الازمات، وان حماية الاستقلال تبدأ من حماية الارض والبيئة والإنسان".
ووجه "تحية تقدير الى بلدة بسابا التي تجمع بين جمال الطبيعة وعمق الانتماء، والتي شكلت عبر عقود محطة اساسية في اقليم الشوف، وبيئة حاضنة للتعاون الاهلي، وليس غريبا ان تكون اليوم مكانا لزراعة الارز، فهذه الارض اهل للغرس والثبات وأهلها اهل وفاء وانتماء". وأكد ان "لا حماية للبيئة ولا مواجهة للتغيير المناخي من دون البلديات، لانها خط الدفاع الاول عن الغابات والمياه والهواء وصحة الانسان"، معتبرا ان "ما تقوم به بلدية بسابا والبلديات والاتحادات من زراعة الشجر ومشاريع الطاقة الشمسية وحماية الغابات والموارد الطبيعية هو ترجمة عملية لما يطرح على المنصات الدولية، ودليل على ان البلديات قادرة على ان تكون جزءا من الحل".
وشدد على ان "العمل البلدي لا يكتمل الا بتعاون البلديات والاتحادات"، مؤكدا ان "الشوف بكل اتحاداته وبلدياته بشكل جسدا واحدا ينمو معا ويحمي بيئته معا".
أبو عرم
وألقى رئيس بلدية البرجين محمد ابو عرم كلمة رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي فهنأ بالاستقلال بأسم الاتحاد وقال: "نلتقي في بسابا البلدة المنبسطة على احدى تلال الشوف، جامعة بين حلاوة اقليم الخروب بعسله الاسود وشموخ الشوف وعنفوان الجبل وديمومة لبنان. لبنان لم ينعم بالاستقلال نتيجة الحروب الداخلية والاحتلال والوصايات، فبقي الاستقلال هامشيا، ولكن اليوم الأحتفالات بالاستقلال عمت المناطق رغم القصف الاسرائيلي اليومي على الجنوب، ورغم ان استقلالنا منقوصا، وهذا دليل على ان الشعب اللبناني كشجر الارز يموت واقفا ولا ينحني".
أضاف: "نمر اليوم بأصعب الظروف وعلى الجميع ان يقرأوا وإلا يكابروا وإلا يتنكروا للواقع، وان يكونوا واقعيين لنحفظ الوطن ويحيا لبنان ."
ودعا إلى "التوحّد حول العلم اللبناني والالتفاف حول الجيش اللبناني الذي يحب ان يكون وحده مع القوى الامنية الشرعية حاملا للسلاح ومدافعا عن حدود الوطن".
العاكوم
وكانت كلمة لنائب رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي رئيس بلدية بسابا( الشوف) جمال العاكوم، فرحب بالحضور وألقى قصيدة من وحي الاستقلال، وقال: "في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، نحتفل اليوم بعيد الاستقلال وفي القلب غصة نتيجة الاوضاع المأساوية، وأمل بان نحمي ما تبقى من استقلال. ولفت الى ان بلدة بسابا تشبه لبنان بروحيته وجوهره وسبب وجوده كما اراده رجالات الاستقلال الاوائل، فلبنان همزة الوصل بين الشرق والغرب، ولبنان العيش المشترك الذي كرسه الاستاذ وليد جنبلاط مع البطريرك صفير".
وقال: "كما لبنان ها هي بسابا همزة وصل ما بين اقليم الخروب بجناحيه الجنوبي والشمالي والجبل من بيقون الى غريفة الى مزرعة الشوف الى بعقلين الى اعالي الباروك.هذا الموقع المميز الذي يجعل من بسابا الشوف تعمل بمثابرة لتصبح البلدة المركزية في التواصل، ومن هنا اتت فكرة زرع الارزات الاربعة لتكون شاهدا على التقاء الاتحادات الثلاث في قلب بلدية بسابا، الارز الذي يذكرنا بنهائية خلود الوطن لبنان".
أضاف: "نتمنى ان تكون عملية غرس الارزات بداية القيامة لورشة عمل مشتركة بين الاتحادات الثلاث لما فيه مصلحة البلدة".
وأكد ان "بسابا اتخذت القرار بان تنطلق وتتوجه نحو الجميع، ونطلب منهم ان يلاقونا على منتصف الطريق ،ويفتحوا الايدي لنتلاقى ونعمل سويا من اجل النهوض بمنطقتنا. كنائب لرئيس اتحاد بلديات الاقليم الجنوبي، ادعو من هنا من بسابا ان نقيم اجتماعا ثلاثيا لنعمل يدا بيد، فالقواسم المشتركة بيننا كثيرة، فعلينا مسؤولية الطرقات والمياه وحماية مرج بسري ، وهذه مسؤولية مشتركة بين اقليم الخروب والشوف السويجاني".
وختم: "في هذا اليوم الكبير فلنرفع رؤوسنا عاليا ونؤكد ان حب الوطن والولاء له دون سواه هو الطريق نحو مستقبل مشرق مليء بالانجازات".
هاني
كلمة راعي الاحتفال ألقاها ممثله مازن الحلواني وقال: "لا يمكن الحديث عن استقلال اذا لم نتحدث عن السيادة الغذائية، وان نأكل من انتاج ارضنا، فالانتاج الوطني مهمة كل فرد منا، داعيا البلديات الى حث المجتمع على استهلاك الانتاج المحلي والتخفيف من الاستهلاك المستورد،فهنا يكون الاستقلال الحقيقي عندما نأكل من جنى ارضنا. دعوة من بسابا الى كل مزارع ومزارعة التوجه الى المراكز الزراعية للتسجيل في السجل الزراعي، لان العلاقة بين وزارة الزراعة والمزارع ستكون عبر السجل الزراعي، وهناك مساع حثيثة بين وزارة الزراعة ووزارة الشؤون الاجتماعية لإدخال المزارع الى الضمان الاجتماعي".
ودعا إلى "حماية التنوع البيولوجي في ظل التحولات المناخية"، داعيا المزارعين الى "التواصل مع الوزارة لتكون بخدمتهم، وتعمل على حماية الانتاج الوطني والمستهلك"، مشيرا الى انه "عندما يتكامل دور وزارة الزراعة مع وزارة الاقتصاد، والمجلس النيابي واتحاد البلديات والتعاون مع الإدارات الرسمية نعبر الى بر الأمان".
وختم: "قريبا ستكون هناك حملة لتشجير جوانب الطرقات، واتمنى على كل البلديات المشاركة في هذه الحملة لنزين قرانا".
بعدها قدمت بلدية بسابا شهادات حق تبني شجرة ارز غرست في خراج البلدة باسم اتحاد بلديات الشوف السويجاني، واتحاد بلديات الاقليم الشمالي، واتحاد بلديات الاقليم الجنوبي، وبلدية بسابا.
بعدها جرى غرس اشجار الارز .