
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى نعمو كلمة ترحيبية، وقال: "البقاع الشمالي كما كل لبنان يعاني في القطاع الزراعي، مع العلم بأن هذا القطاع ضروري ، والأزمات التي مرت علينا من كورونا إلى الأزمة الإقتصادية أثبتت ضرورة تفعيل هذا القطاع، ومن خلال وجودكم بيننا اليوم نستبشر خيرا، على أمل بأن العهد الجديد سيمضي قدما نحو الأمن والسلام، متمنيا على الدولة فتح خزائنها لدعم المزارعين، لتحفيزهم على البقاء في أرضهم".
ثم رحب رئيس المجلس البلدي سليم نصرالله بالوزير والوفد المرافق، معتبرا أن "هذه الزيارة خطوة غير مسبوقة وهي محط تقدير وإحترام المجتمع البقاعي، وأن القطاع الزراعي بحاجة لمساعدة الدولة ، وهذه المساعدة ستتجسد بوجود الوزير هاني على رأس الوزارة".
وكانت كلمة لبركات قال فيها: "بلدة رأس بعلبك لم تعرف يوما الانفصال عن أرضها، ولا التراخيص في خدمة ترابها، هنا زرع الأجداد القمح، والمشمش، والعنب، وحيث ظلت الأرض عنفوان الكرامة، لا تباع ولا ترهن، وتورث لأجيال تعرف قدرها وقداسة تعب من عملوا فيها. تميز أهل رأس بعلبك عبر الزمن بأنهم ملاكون لأرضهم، يرتبطون بها برابط الروح، لا برابط الملكية المجردة ، هم من حرثوها، وشربوا من نبع عطائها، بخلاف كثير من المناطق التي كانت فيها الأرض ملكا للأمراء، والعمل فيها لغير أهلها، هنا الأرض للجميع واليد التي تزرع، هي اليد التي تحصد، كما وصفت رأس بعلبك منذ القدم بأنها سوق زراعية نشطة، يقصدها المزارعون من القرى المجاورة، لتبادل خيرات الأرض، ونتاج الحقول، فهنا تلتقي جذور التاريخ بعصارة العمل".
وتوجه إلى وزير الزراعة بأن زيارته "ليست مجرد زيارة، بل هي رسالة تقول بأن الوزارة قريبة من مزارعيها، من قرانا، من نبض الريف اللبناني، وإن الزراعة ليست بقايا ماض، بل أساس مستقبل، وقد عرفناك قبل توليك الوزارة، رجلا حمل هم الطبيعة ورفع لواء حماية البيئة في محمية أرز الشوف، حملتم رسالتكم واليوم جئتم بها لتكون الزراعة جزءا من مشروع نهضة وطنية نحتاجها جميعا". وتوجه إلى مدير عام الوزارة لويس لحود بأنه "رجل عرف كيف يجعل من الزراعة قيمة مضافة، وهوية وطنية، وأسهم في جهوده بتعزيز وتسويق النبيذ اللبناني ، والعسل، والزيتون، وغيرها من الزراعات التي باتت سفراء للبنان في العالم، نحلة مجتهدة تستحق لقب سفير الزراعة اللبنانية، كما إنه عمل على الطائفة الكاثوليكية بروح وطنية جامعة، ناضلنا معا للدفاع عن حقوق الطائفة حتى مل أصحاب القرار منا، في حين أن المسؤولين عن الطائفة من روحيين وسياسيين هم في ثبات عميق، لا يبغون إلا لمصالحهم الخاصة الضيقة، وهنا لقبه بحارث الطائفة. وختم القاضي بركات بعدة أبيات من الشعر عربون محبة ووفاء".
وزير الزراعة
وجدد هاني الترحيب بالحضور، وشكر الإهتمام والتنظيم لهذا اللقاء، وقال: "وزارة الزراعة تستعيد لعب دورها مع المزارعين، بالتعاون مع فرق العمل والمراكز الزراعية في المناطق، وسنكون بجانب البلديات وبجانب المهتمين بالقطاع الزراعي، لنقل إلى قطاع زراعي تشاركي نتشارك فيه التحديات والهموم، حتى نكون قادرين على إزالة هذه التحديات وهي كثيرة ومنها التحدي المناخي، فالكرة الأرضية بما فيها لبنان، تعاني من التغيرات المناخية، فكل الدراسات، تقول بأن الأمطار ليست على إزدياد، والفترة طويلة، لذلك يتوجب علينا إقامة قطاع زراعي يتكيف مع التغير المناخي، التقنيات موجودة ومعروفة بإسم التقنيات الذكية ، وأضاف بأن وزارة الزراعة تبني خطة زراعية عشرين 2026. 2035 عنوانها العريض تحويل القطاع الزراعي إلى قطاع أكثر إخضرارا، أكثر ذكاء، قطاع أكثر تكيفا مع التغيرات المناخية، والمطلوب اليوم التسجيل في سجل المزارعين، بحيث يحصل كل مزارع على بطاقة ممغنطة، من ثم يصبح لكل مزارع سجل زراعي، وذلك من خلال تسجيل المزارع يومياته بالزراعة، والوزارة أبوابها مفتوحة للتعاون والاستشارات للاعتماد على آلية العمل الزراعي، ومن أول العام المقبل محلات بيع الأدوية الزراعية ستعتمد نظام الوصفة الزراعية لصرف الأدوية الزراعية. كما نعمل على إعتماد الزراعة التعاقدية ، لمعرفة محصول المزارع أين سيذهب قبل الزراعة، وأفصح هاني عن المشروع المشترك مع البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار، مخصص للقطاع الزراعي، ولدينا هبات من عدة جهات من المنظمات الدولية، كما أن كفالات ستعطي قروضا زراعية ، لإنشاء مشاريع زراعية، وجزء من هذه القروض ستعمل عل حل مشاكل المياه، من بناء برك جديدة، وتطوير عملية الري، وترشيدها ، ومن خلال مراكز وزارة الزراعة في المناطق سنصل إلى كل مزارع ومزارعة ونعمل إيد بإيد لتطوير القطاع الزراعي".
بعدها انتقل الجميع لتناول العشاء وأهدى رجل الأعمال حسان بشراوي هاني درعا تقديرية.