
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة ألقى الدكتور صبحي الدن كلمة اكد فيها ان "المؤتمر شهادة على اصرارنا على خدمة مجتمعاتنا ودراسة كل جديد لتحسين الرعاية الصحية".
من جهته الدكتور مروان شديد رحب بالجميع ، لافتا الى "انه المؤتمر الخامس، الذي يعبر عن عمل المستشفى، والى العمل على التكنولوجيا بدون إهمال الجانب الانساني، شاكرا أساتذة جامعيين أتوا من امكنة بعيدة لتقديم خبراتهم.
ونوه الدكتور بشارة عيد ب"الجهود المستمرة لتطوير المستشفى الصرح الصحي الانمائي العظيم".
وأشادت عميدة كلية الصحة في جامعة بيروت العربية وفاء السحلي باللقاء المتميز، مشددة على ان "الانسان يبقى الهدف الأسمى".
بدورها شددت نقيبة الممرضين عبير الكردي علامة على أهمية المؤتمر الذي يحمل مفهوما جديدا مع تطور التكنولوجيا، وتطرقت الى ظاهرة العنف ضد مقدمي الرعاية، داعية وزارة الصحة وكل الجهات "لخطة وطنية وتحديد العقوبات لحماية الكوادر الصحية".
مقدسي
وألقى نقيب أطباء الشمال ابراهيم مقدسي كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم في زمنٍ يمرّ فيه قطاعنا الصحي بمرحلةٍ دقيقة من تاريخه، وتحدياتٌ متشابكة تواجه الطبيب والمستشفى والمريض على حدّ سواء: تحدياتٌ اقتصادية أرهقت المؤسسات الصحية، وتحدياتٌ اجتماعية زادت من الضغط على العاملين في المجال الطبي، وتحدياتٌ مهنية وأخلاقية تهدّد أسس الرسالة الإنسانية التي نحملها جميعًا. لقد أصبحت مهنة الطب في لبنان معركة صمود يومية، صمود في وجه الضائقة، في وجه الهجرة، وفي وجه الإهمال. ومع ذلك، يبقى الطبيب اللبناني واقفًا، مؤمنًا برسالته، صادقًا في عطائه، متشبّثًا بإيمانه بأنّ خدمة الإنسان فوق كل اعتبار. لكننا، ونحن نواجه هذه الصعوبات، لا يمكن أن نقف عند حدود الشكوى. بل علينا أن نحول الأزمة إلى فرصة، والمعاناة إلى دافعٍ للتجديد. فالعالم من حولنا يسير بسرعةٍ نحو مستقبلٍ جديد في الطب، مستقبلٍ عنوانه الابتكار والتحوّل الرقمي"
اضاف: "لقد دخلت الرعاية الصحية عصرًا جديدًا، حيث أصبح الطب الحديث قائمًا على المعرفة، والبيانات، والتكنولوجيا. لم يعد الطب محصورًا بالمستشفيات والمختبرات فقط، بل امتدّ إلى العالم الرقمي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يساعد في التشخيص، والأنظمة الذكية تراقب صحة المريض عن بُعد، والمنصات الرقمية تربط الطبيب بالمريض مهما بعدت المسافات. وفي لبنان، رغم الأزمات، ما زالت لدينا القدرة والعقول لندخل هذا العصر بثقة. شبابنا المبدع، وأطباؤنا الأكفاء، ومؤسساتنا الجامعية، كلّها طاقات كامنة تنتظر الدعم والرؤية لتتحول إلى قصص نجاح".
وتابع: "علينا أن نعمل جميعًا لبناء نظام صحي رقمي متكامل، يربط المستشفيات ببعضها، ويؤمّن المعلومة الطبية بسرعة وأمان، ويحفظ حقّ المريض والطبيب معًا. فالتحوّل الرقمي ليس رفاهية، بل هو ضرورة للبقاء والتطور في هذا العالم المتغيّر. وفي خضمّ هذا التحوّل، لا بدّ أن نُذكّر أنفسنا أن الطبّ قبل أن يكون علمًا وتقنية، هو إنسانية ورسالة. علينا أن نحافظ على القيم التي تأسّس عليها الطبّ: الرحمة، والصدق، والضمير المهني. فالابتكار الحقيقي لا يُقاس فقط بما نملكه من أجهزة وبرامج، بل بما نحمله من مسؤولية تجاه الإنسان، أيًّا كان موقعه أو قدرته أو ظروفه".
وقال: "إنّ نقابة الأطباء، ومعها كل مؤسسات القطاع الصحي، تتحمّل اليوم مسؤولية كبيرة في إعادة تنظيم المهنة، وحماية حقوق الأطباء، وتأمين بيئة عمل تليق بتضحياتهم. كما تقع على عاتقنا مسؤولية التعاون مع الدولة والجامعات والمستشفيات الخاصة والحكومية لوضع استراتيجية وطنية شاملة، تُعيد إلى الطبّ اللبناني مكانته المرموقة، وتواكب التطوّر العلمي والتحوّل الرقمي العالمي".
وختم مقدسي موجها "رسالة أمل إلى كل لبنان: قد تكون الأزمات قاسية، لكن عزيمتنا أقوى. وقد تُثقِلنا الظروف، لكن إيماننا برسالتنا لا يتزعزع.ومن طرابلس، نقول: سنبقى نحمل مشعل الطبّ والعطاء، لنحوّل الألم إلى أمل، والأمل إلى عمل".
صابوني
وألقى الدكتور سعد الله صابوني كلمة باسم وزير الصحة شدد فيها على ان "هذا اللقاء صرخة ثمينة لتبادل المعرفة واستكشاف احدث التطورات في التكنولوجيا الطبية وتعزيز التعاون من اجل نظام صحي اكثر عدالة وفاعليات ويضع المريض في صلب الاولويات"، مشيرا الى ان "الوزير ناصر الدين اكد دائما اهمية المؤتمرات التي تنظمها الجمعيات العلمية التي تحقق الشراكة بين القطاعين العام والخاص لجهة تامين الرعاية الصحية النوعية بناء على احدث الابحاث والاكتشافات العلمية".
اضاف: "رغم التحديات التي يمر بها لبنان سواء على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي او الصحي فان وزارة الصحة العامة وبتوجيه مباشر من الوزير ناصر الدين استطاعت ان تحرز في الاشهر الاخيرة انجازات ملموسة، نذكر منها دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية من ناحية تأمين المعدات الطبية الأساسية وتامين الأدوية المزمنة مجانا وتاهيل وتجهيز المستشفيات الحكومية بالتجهيزات الأساسية وفتح اقسام جديدة لغسيل الكلى والقسطرة القلبية وتغطية عمليات زرع الكلى بالكامل على نفقة وزارة الصحة، مما منح مئات المرضى املا جديدا وفرصا حقيقية، ودعم وتطوير الصحة النفسيه حيث خصصت الوزارة أولوية خاصه لملف الصحة النفسية عبر دعم وتوسيع نطاق عمل البرنامج الوطني للصحة النفسية".
واشار الى ان "الوزير ناصر الدين اعلن منذ ايام انه الحادي والعشرين من تشرين الاول في كل عام، هو يوم وطني لهشاشة العظام ليكون نقطة انطلاق نحو خطة وطنية شاملة للوقاية والعلاج بالتعاون مع الوزارات والجامعات والجهات الضامنة"، معلنا "تأسيس اللجنة الوطنية لامراض استقلاب الكالسيوم وهشاشة العظام، لافتا الى "اعلان الوزير ناصر الدين بتاريخ 22/10/2025 ان كل شخص يحتاج الى زرع نقي العظم سيخضع لهذه العملية على نفقة وزارة الصحة".
وقال: "ان التكنولوجيا المتقدمة هي وسيلة لا غاية ولا تكتمل فعاليتها الا عندما توضع في خدمة رعاية شاملة ومستدامة وان مستقبل الرعاية الصحية يعتمد على الشراكة بين السياسات الصحية والتكنولوجيا الحديثة والعنصر البشري المؤهل، وكلنا ثقة ان هذا المؤتمر سيشكل محطة مهمة لتعزيز هذه الشراكة".