
تضمّن كتاب "أبحاث حية في ذاكرة مجلة الحياة النيابية"، محطات تؤرخ للإنسان في سَيْره في سفين القانون والعدالة، وترصد تاريخ حياة بأكملها، بحلوها ومُرّها، برجالاتها وسيّداتها، كنبراس يهتدي بضوئه الحكماء، ومرجع لكل مُدمن على المعرفة والوعي والعلمية. لأن المجلس النيابي – كما قالت الدكتورة أبو شقرا في تقديمها للكتاب- هو السلطة التشريعية المؤتمنة على تشريع ما يحفظ الإنسان والكيان، ولأنّ القانون والعدالة ومعرفة تبدلاتهما، وأحوالهما، أمر أساس في أي بُنية اِجتماعية وطنية سليمة.
صعب
بداية، شدد مدير المكتبة غازي صعب على "الدور الرائد في التأريخ والتأليف للدكتور غنّام، وعلى أهمية ما قدّمه في مؤلفاته المختلفة لكل مكتبة وللفكر والذاكرة، والإنسان".
زهر الدين
ثم تحدث المؤرخ الدكتور صالح زهر الدين عن "العلاقة الإنسانية والصداقة التي تجمعه بالمؤلِّف، وعن موضوعيته في التأريخ، وأمانته العلمية التي تعتمد على البحث والتدقيق حتى في اختيار المراجع والمصادر التاريخية التي يستند إليها، بالإضافة إلى اعتماده على وثائق غير منشورة، وإيرادها في كتبه بصورتها، وبنصِّها، وذلك بعبارة حسنة السبك، متآلفة التركيب، سهلة الأسلوب، فصيحة، وبليغة من دون تكليف، شيّقة، لا تصعب على الأفهام، ولا يملُّ منها القارئ".
ختم:" غنّام كتب في القانون ما لم يكتبه قانونيّ، وأرّخ ما لم يؤرِّخه مؤرّخ في القانون، فغدا المؤرّخ الحقوقي، والحقوقي المؤرّخ".
معوض
اما المدير العام والمستشار في مجلس النواب سيمون معوض، الذي رافق غنّام في مسيرته الطويلة في المجلس النيابي، فتحدث عن مؤلفات الأخير، ووقائع تعرّض بعضها للضياع أثناء الحرب الأهلية. وذكر منها:"الرقابة البرلمانية" التي هي في أساس الحياة السياسية البرلمانية الديموقراطية، والتي على ضوئها يستقيم العمل البرلماني الصحيح لجهة المحاسبة، والمساءلة. وكتاب "المعجم النيابي" و"المعجم الوزاري" و"المعجم الرئاسي"، التي تتضمن سير شخصياتها.
وقال:"هذه المؤلفات، والتي منها كذلك المجالس النيابية ومجلس النواب في ذاكرة الاستقلال النيابي، فقد كتبها الدكتور غنّام بالتعاون مع ألامين العام لمجلس النواب، عدنان ضاهر".
زيدان
بدوره، تحدث أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور ناصر زيدان، وجمع في كلمته بين السياسة والتاريخ ل"تشكّل صورة شاملة للكتاب موضوع الندوة، والذي غطّت فصولُه اختصاصات المجلس النيابي لجهة صلاحياته التشريعية، والسياسية، والتأسيسية، والقضائية، والمالية، ومسألة التمثيل النسائي في البرلمان اللبناني، إلى جانب مسألة التقويم عبر العصور وصولاً إلى التقويمين الميلادي والهجري، والامتيازات الأجنبية في السلطنة العثمانية وأثرها السلبي زمن ضعف السلطنة، كما في السياسة المشرقية منذ العام ١٥٢٥م، فضلاً عن الإرساليات الأجنبية وما طبعته في التعليم، وصولاً إلى الأسر الحاكمة التي حوّلت مهامها زمن السلطنة، من الالتزام الضريبي إلى الوظيفة ذات المردود المالي، خصوصا العمل في السياسة تشريعًا، وتنفيذًا، نواب ووزراء وموظفي دولة".
ثم انتقل الحضور وغنّام إلى باحة قاعة المكتبة لإهداء الكتاب، وأخذ الصور التذكارية مع كل من حضر، "تقديرًا لهم، ووفاءً للمعرفة، وإيمانًا بالكتاب، والعقل".
اشارة الى ان غنّام احتفى بالمناسبة ، بأول توقيع لكتاب من تأليفه، على الرغم من تجاوز مؤلفاته ال21 مؤلّفًا، ليكون تكريمًا لمسيرته التأريخية الطويلة، وتكريم للعلم وأمانة التاريخ، التي يدّعيها كثر، لكنّ القلة فقط من تستطيع الوفاء بها، والنهوض فيها إلى حيث العلياء، وخير الإنسان بكل موضوعية. وهذه القلّة مثالها الدكتور رياض غنّام.
من جهتها، تمنت الباحثة والأستاذة في ملاك التعليم الثانوي الدكتورة ليلى ابو شقرا للمؤلف "المزيد من العطاء والتأليف الذي يغني المكتبة الإنسانية، والتاريخ الذي إنا له لحافظون وصانعون وكاتبون".