
حضر الحفل وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، وزير الاقتصاد عامر بساط، النائبان كريم كبارة وجميل عبود، الوزيران السابقان سمير الجسر ورشيد درباس، محافظ الشمال بالانابة الاستاذة ايمان الرافعي، نقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن، نقيب المهندسين في الشمال شوقي فتفت، رئيس غرفة الصناعة والتجارة والزراعة السيد توفيق دبوسي، رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة، رئيس بلدية الميناء عبد الله كبارة رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، مدير المرفأ الدكتور احمد تامر، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد والسفيرة هند درويش وفاعليات ومهتمون.
وأكد الوزير رسامني في كلمته "أهمية طرابلس والشمال بالنسبة للبنان"، مشددا على أن "هدف الحكومة هو تحقيق الإنماء المتوازن في جميع المناطق اللبنانية، وخصوصا في منطقة الشمال التي تتمتع بإمكانات وقدرات كبيرة على التطور. ومع هذا التطور، تزداد فرص العمل وتتحسّن ظروف الناس، وهذا هو هدف الحكومة التي تسعى إلى العمل الفعلي لا الاكتفاء بالكلام".
بدورها ، أعلنت رئيسة جمعية تراث طرابلس جمانة شهال تدمري،: "إن هدفنا في جمعية "تراث طرابلس – لبنان" هو تنفيذ مشاريع إنمائية مستدامة تضع طرابلس على الخريطة الوطنية، وتسلّط الضوء على قيمتها التاريخية والتراثية، وعلى مقوماتها السياحية والاقتصادية".
اضافت : تقع جزيرة عبد الوهاب على بعد 200 متر فقط من الشاطئ ولا تتجاوز مساحتها نحو 500 إلى 600 م2، تتمتّع بمكانةٍ خاصّة في تاريخ طرابلس وتتميّز بمناظرها البحرية. محليًا، تُعرف باسم "جزيرة البقرة" نسبة إلى حيوان "بقرة البحر" الذي كان يعيش في مياهها قديماً كما كانت عائلة عبد الوهاب تستأجرها كموقعٍ لبناء وإصلاح السفن على مدى قرون، ومن هنا اكتسبت اسمها الحالي. فساهم هذا النشاط التراثي في تكوين الهوية البحرية الطرابلسيّة المرتبطة ارتباطا وثيقا بصياديها، وحرفييها وأحواض بناء السفن التي تُزيّنها".
ولا تزال الجزيرة تحتفظ ببقايا معمارية تاريخية بما فيها آثار لمبنى "دير سان توماس" الذي يعود للفترة الصليبية. فإلى جانب التنوع البيولوجي الغني يأتي هذا التراث المعماري ليضفي على الموقع أهميّة تاريخيّة وبيئيّة وثقافيّة. تتميّز أيضًا الجزيرة بنظامها البيئي الثمين المليء بالصخور والنباتات البحريّة النادرة كما إنها موطن للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض ومقصد موسمي للطيور المهاجرة، فإنّها بمثابة نموذج مُصغّر حقيقي للساحل اللبناني. وإنّ موقع الجزيرة على مقربة من كورنيش الميناء الطويل، يزيد من إمكانية جعلها منارة ساحلية ووجهة مثاليّة للمشي، للاكتشاف الثروة البيئية أو القيام بنشاطات ثقافية وإدماجها في حياة السكان اليوميّة".
وتابعت :"لكن منذ آخر إعادة تأهيل عام 2015 -الذي تضمن بناء جسر للمشاة، إنشاء الممرات وزراعة المساحات الخضراء - لم تجر أي صيانة أو ترميم. أمّا اليوم فباتت علامات التراجع واضحة. بالفعل، إنّ بعض أجزاء الجسر مفقودة ويُهدّد السلامة العامة، وتتراكم فيها النفايات وتنتشر بعض البسطات التي تشوه المنظر الطبيعي العام وتؤثر سلباً على قيمة المكان وجاذبيته. وعلى ضوء هذا الواقع، سعت جمعيّة "تراث طرابلس- لبنان" لتحويل حفل ليلة 18 آب إلى مثابة تظاهرة تجمع المجتمع المحلي، والسلطات والزوار تحت رايةٍ مشتركة ألا وهي حماية وتعزيز جزيرة عبد الوهاب وتأمين التمويل لترميم دار فاطمة وتحويلها إلى مكانٍ نابض بالحياة جاهز لاستضافة الأحداث الثقافية المستقبليّة".
حوّلت هذه الأمسية الجزيرة إلى مساحةٍ ترحيبية وفيّةً لهويتها التراثية. استمتع الضيوف بالعشاء الريعي المستوحى من الضيافة الدافئة والنكهات الأصيلة النابعة من المنازل التقليديّة الطرابلسية. وتخلّلت الأمسية حفل موسيقي في الهواء الطلق مع تركيباتٍ صوتية وضوئية محترفة للفت الأنظار وإبراز القيمة التراثية والطبيعية للجزيرة.
وبيعدًا عن الأجواء الاحتفالية، تحمل هذه المبادرة أهدااف مدنية ورسالة ثقافية عميقة. فإنّها تسعى لإحياء العلاقة بين المجتمع وتراثه البحري، لتأكيد أهميّة الحفاظ على تلك المواقع ضمن إطار التنمية المستدامة، ولتشجيع إدماجها في حياة طرابلس الثقافية والسياحية. فبفضل الترميم المناسب والإدارة المسؤولة يمكن لجزيرة عبد الوهاب أن تصبح مساحةً مفتوحة ومتاحة للزوار أي رمزًا للحفاظ على البيئة، للترويج للسياحة البيئية ولنقل التراث.
وأردفت تدمري :" منذ تأسيسها عام 2009، كرّست جمعيّة "تراث طرابلس – لبنان" جهودًا لحماية وتعزيز التراث المادي والمعنوي للمدينة. تقوم الجمعيّة بمشاريع ترميم وتُنظّم ورش عمل تدريبية وزيادة التوعية العامة حول قيمة التراث. تعتمد الجمعية على نهج تشاركي يشمل السكان بشكل مباشر ويعزّز الشعور بالانتماء ويضع التراث في قلب التنمية الاجتماعية والاقتصادية في طرابلس. حازت الجمعيّة على تقدير محلي ودولي بفضل مشاريعها، وأقامت شراكات مع مؤسسات مرموقة مثل معهد العالم العربي في باريس، مجلس الشيوخ الفرنسي، المجلس الاقليمي لمنطقة "إيل دو فرانس" ووزارات متعدّدة في لبنان مثل وزارة الثقافة والسياحة والتربية".
وختمت تدمري: الحفل جسد في 18 آب هذه الرؤية كاملةً حيث دمج بين الثقافة والمشاركة والتفاعل وذكّرَنا بأن التراث هو ثروة مشتركة لا يمكن أن تستمر إلا من خلال اهتمام ومشاركة الجميع".