
اضاف:" في " السفير" أدار صفحة الشؤون العربية والدولية التي استقطبت السياسيين والديبلوماسيين والمتابعين من القراء، وافرد لها موقعا مميزا بين نظيراتها في الصحف اللبنانية والعربية. كانت تحليلاته تتسم بالموضوعية والرصانة والدقة، ولم يحد به هوى عن جادة المنطق. على أنه كان شديد التعلق بعروبته التي كان يركز على إطارها الحضاري الجامع العابر للنزعات المذهبية، والفروقات الاثنية. لم يعرف الصخب في حياته المهنية، مؤثرا التواضع، وكان تواضعه شبيها بتواضع السنبلة المليئة،فلم يكن متشامخا كتلك الفارغة.كان كبنفسجة حيية توزع عطرها وهي مستكينة إلى الظل".
تابع:"ومن " السفير" إلى " العربية" حيث حل محللا مدققا، ومتابعا مجتهدا لمجريات الاحداث ومآلاتها، وكان قارئا ممتازا لها، وصاحب رؤية واضحة تمكنه من استشراف الخواتيم. وكان مقدرا له أن يبلغ عاليات الذرى في عالم المهنة لولا المرض الذي دهمه على نحو مفاجيء وادخله دائرة الظل، حارما الصحافة اللبنانية والعربية من موهبة إعلامية متوهجة كان ينتظر منها الكثير".
وختم القصيفي:" ابكيك يا صديقي غسان واعذر انقطاعي عنك طوال سنوات، لاني لم اكن لأحتمل رؤيتك بالحال التي كنت عليها، بعدما كانت الحياة ملء برديك تتدفق كما السيل. آثرت أن ابقي في ذاكرتي وباصرتي صورة الشاب الذي امضيت معه سنوات لا تنسى، كانت مسبوكة بالمودة والاحترام والاخلاص. رحمك الله رحمة واسعة، وأكرم مثواك في جوار عباده الصالحين، والابرار، وسيبقى ذكرك دائما لدى الحديث عن " الاوادم" الذين أطاح الحظ العاثر بطموحاتهم واحلامهم الكبيرة".