أخبار ساخنة

ممثل هاني خلال تكريم المهندسين الزراعيين والمزارعين في برجا واقليم الخروب: نولي أهمية قصوى لتكريس شراكة فعلية مع الجمعيات التعاونية والبلديات


اقليم الخروب -  أقيم في مهنية المفتي محمد علي الجوزو في برجا احتفال تكريمي للمهندسين الزراعيين والمزارعين في برجا والاقليم، بدعوة من الجمعية الزراعية في برجا، وبرعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني ممثلا بمدير مكتبه الأستاذ سامر خاوند في حضور ممثل مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو حامد الجوزو، ممثل النائب بلال عبد الله فادي شبو، محمد شبو ممثلا النائب السابق محمد الحجار، خضر سرور ممثلا وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب، المديرة العامة للتعاونيات المهندسة غلوريا أبو زيد ممثلة برئيسة دائرة التعاون في الجنوب الدكتورة رنا صعب، رئيس بلدية برجا المهندس ماجد ترو ونائب الرئيس الشيخ أحمد الطحش، رئيس بلدية البرجين محمد عبد العزيز بوعرم، مدير مهنية الجوزو فايز المعوش، رئيسة النادي الثقافي في برجا المحامية إيلان دمج، رئيس جمعية "العالم الرقمي للذكاء الاصطناعي" الدكتور حمزة حمية، رئيسة المركز الزراعي في شحيم المهندسة ميليا شبير، المدير التنفيذي لجمعية "الوعي والمواساة" محمد يحيى، ومسؤول مكتب الأحراج محمد وهيب عبد الله، رويدة الدقدوقي ممثلة جمعية "الشوف للتنمية "ومخاتير وجمعيات ومهندسين زراعيين ومزارعين .    

 

رمضان 

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ترحيب وتقديم من زينب محمد الجعيد، وألقى  عارف رمضان كلمة المزارعين شارحًا معاناة الزراعة والمزارعين ، لافتا الى ان تجربته الطويلة  شملت أنواعا عدة من المواشي والخيل والدواجن وسلالاتها، والأشجار والمزروعات  والاهتمام بالأرض .

  وتوقف عند الأوضاع الصعبة التي تعيشها الزراعة في اقليم الخروب، نتيجة الهجمة المستمرة للحشرات والآفات والأمراض، مشددا على "أهمية وضرورة  دعم الحماية والوقاية المسبقة"، داعيا الى" اعلان حال طوارئ زراعية في المنطقة ومراقبة الادوية".

 كما تناول الإنتاج الحيواني، فأشار الى أن "الإنتاج أقل بسبب التكاليف الباهظة وغلاء الأعلاف والأدوية البيطرية وعدم وجود وحدات صحية وطوارئ في منطقتنا". 

حمية

  ثم ألقت المهندسة امل حمية كلمة المهندسين الزراعيين وهي مهندسة زراعية في مؤسسة "المقاييس والمواصفات اللبنانية" -ليبنور، دائرة المواصفات الزراعية والغذائية واستاذة في المدرسة الزراعية الفنية في بعقلين، فشددت على  "أهمية نشر ثقافة الزراعة المستدامة وسلامة الغذاء." 

وتناولت التحديات التي يواجهها  قطاع الزراعة،  ودور المهندس  الزراعي، وأشادت بدور المزراع  "الذي  حافظ على هوية الارض وانتمائه لها وتمسكه بها"، وأكدت أن "الزراعة شكلت عبر العقود وما زالت  محور حياته اليومية. وامدته بسلة غذائية متنوعة وقاعدة اقتصادية واجتماعية. " 

   واعتبرت ان "الزراعة هي العمود الفقري لكل الاقتصادات في العالم، وان تطورها واستدامتها دليل قاطع على وعي الشعوب وثقافتهم."  وأشارت الى "ان التحديات التي تواجه هذا القطاع اليوم  فهي مختلفة عن تحديات الأمس، فنحن نلمس نتائج تغيير المناخ، وشُح الموارد المائية، وتقلُّص المساحات الزراعية والأزمات الاقتصادية، التي زادت العباء على كاهل المزارع، من خلال ارتفاع تكاليف الإنتاج، وصعوبات التسويق، وضغط المنافسة والحروب والصراعات التي تلحق اضرار بسلاسل الامداد، والبنى التحتية، وممارسات زراعية غير مستدامة التي تضر بالموارد الطبيعية ، وتزداد التكلفة يوما  بعد يوم كلّما ابتعدنا عن تطبيق الزراعة المستدامة). "

وشددت على "أهمية دور المهندس الزراعي وجميع الجهات المعنية كالجمعيات والتعاونيات الزراعية،  والمصالح الاقليمية لوزراة الزراعة، في تحديد المشاكل وطرح الحلول ودعم المزارع. واهم ما يمكن العمل به لمواجهة هذه التحديات، على سبيل المثال وليس الحصر، تقديم الارشادات التي تتعلق بالممارسات الزراعية الجيدة   كالتخطيط الزراعي  واختيار الموقع ، ادارة المياه، استخدام المبيدات  والاسمدة،  استخدام تقنيات المكافحة المتكاملة، للحد من استخدام المبيدات، الصحة وسلامة العاملين، حماية المحصول من التلوث، ادارة المحصول والحصاد. التتبع والتوثيق، وحماية البيئة. "

وأكدت ان "الممارسات الزراعية الجيدة تضمن جودة المحصول، وحماية  الصحة العامة، وتقليل تأثير الزراعة على البيئة، كما تفتح المجال للحصول على شهادات جودة (مثل GlobalGAP) التي تزيد من قيمة المنتج وتفتح له أبواب التصدير. وفي هذا الاطار اشير الي المواصفة  القياسية اللبنانية "المتعلقة بالممارسات الزراعية الجيدة" التي تعتمد على  المواصفة العالمية GlobalGAP التي  تمهد  للمزارع اعتماد الطريق GlobalGAP.   وأكدت "ان سلامة الغذاء تبدأ من المزرعة . ويبقى انتاج مواد اولية صحية غير ملوثة بمتبقبات المبيدات و الادوية البيطرية، الضمان الامثل، وليس الوحيد،  لانتاج صناعتات غذائية صحية وآمنة."

وختمت بالإشارة الى "الديناميكية التي تعمل بها وزارة الزراعة، بقيادة  الوزير الدكتور نزار هاني،  من تفعيل اللجان الزراعية ، (لجنة الزيتون وزيت الزيتون، لجنة الزراعة العضوية، لجنة النبيذ). بالاضافة إلى سعيه لتعزيز الشراكات الوطنية والدولية، وتطوير البرامج والسياسات الزراعية، وتطوير العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار، ومواكبة التكنولوجيا الزراعية الحديثة والزراعة الذكية. بالاضافة الي تفعيل دور المصالح الاقليمية وتعزيز الارشاد الزراعي،  صياغة الخطط الاستراتيجية  والسعي لتحقيق تنمية ريفية مستدامة ."

الجوزو  

 ثم تحدث رئيس الجمعية محمود الجوزو فقال :" إن الجمعية التعاونية خاضعة لنظام تعاوني إنتشرت مؤسساته على إمتداد الوطن حيث قامت التعاونيات على إختلاف موضوعاتها وتنوع نشاطاتها من ثقافية وسكنية وحرفية وزراعية يملكها ويديرها أشخاص يعيشون صعوبات متشابهة ، أدركوا أن تضامن جهودهم هو الحل الأنسب للتغلب عليها بالمساواة فيما بينهم."

  أضاف: " ان الجمعية التعاونية الزراعية العامة في برجا تندرج في هذا السياق لتأخذ دورها في الميدان الزراعي ولتستجيب لنداء الحياة التي تتطلب منا جميعا تزاوج الجهود وتجميع الطاقات لإنجاز مشروع حياة قائم على التعاون بين الجمعية والأرض، بين الجمعية والمجتمع، بين الجمعية والمؤسسات، بين الجمعية والأفراد. وفي ممارسة هذا الدور، تستلهم الجمعية التعاونية الزراعية العامة عالم الخير والفضيلة وتستنهص بشرية الإنسان إلى التعاون والتعاضد فيما بين الأفراد والجماعات" .

 تابع :"إنطلاقا من قناعاتنا وإيماننا بفعالية العمل التعاوني في ترسيخ بناء الحياة على أسس التعاون بين الناس نرى أن العمل التعاوني لا يكون بغير الجماعة. وعلى الرغم من الطابع الجماعي للعمل التعاوني ، فإن هدف الجمعية التعاونية الزراعية العامة الأساسي هو الإنسان مالكا ومزارعا ومنتجا  وعاملا ومستهلكا والنظر  إلى هؤلاء جميعاً نظرة تنموية. فالجمعية التعاونية الزراعية هي بحد ذاتها  تحمل فكرة المشروع وهي الإدارة الصالحة للمشروع الزراعي، تأخذ على عاتقها إعادة تجميع هذه القوى والتنسيق  بين عناصرها البشرية والمادية عن طريق تجميع هذه الطاقات والجهود وتمحورها حول عملية إنتاج ذات شأن وتأثير في حركة التنمية الإقتصادية والإجتماعية. من هنا كانت الخطوات الأولى ثابتة في إتجاه ترسيخ بناء الجمعية على أسس ومفاهيم تلبي طموحات العمل البناء" .

وقال :" ان الزراعة هي الأرض مصدر الثروات والمنافع للناس جميعا، هي الأرض الصالحة للزراعة، هي الأرض بعد استصلاحها وتهيئتها لتكون صالحة للإنتاج والخصوبة. فكان الامتداد في المكان هاجساً ذات مضامين متعددة من بينها الخروج عن العزلة المناطقية، وتأكيد  التاريخ الاجتماعي والسياسي المشترك بحكم الجغرافيا وإرادة المشاركة بين الناس ساحلاً وجبلاً.  فكان الإنتماء إلى الشوف الجغرافيا والتاريخ والمجتمع انتماء يأخذ مداه الحيوي بكل أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل إنه انتماء تتجاوز فيه الجمعية معايير المذهبية والطائفية والفئوية والمناطقية إلى الأخذ بمعايير التعاون والتآلف والانسجام بين الناس على اختلاف عقائدهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم في ما يحقق أهداف التنمية للجميع".  واعتبر اننا "أمام واقع يتميز بالتهميش والغياب شبه الكلي لمقومات التنمية الزراعية، وكأن الزراعة أصبحت من تراث الأجداد والآباء، يوم كانت الأراضي تشكل القسم الأكبر من موارد الرزق. وفقدوا صلتهم بالتربة دون أن يفقدوا صلتهم بالأرض المسكن والمأوى، حتى باتت أرضنا بلا أرض، وحقولنا بلا حقول، وغذاؤنا بلا غذاء. "

 أضاف: "ان الجمعية تدعو الناس من المالكين والمزارعين والعمال وأصحاب المهن الزراعية والمهندسين والمختصين إلى ممارسة دورهم في الاطار التعاوني. من هذا المنطلق الهادف إلى تحقيق إنجازات على مستوى التنمية الزراعية فان مجلس الادارة يعاهدونكم بأن تكون الجمعية بأعضائها والمنتسبين إليها وفية للأرض والمجتمع والوطن. وقد ترجمت الجمعية هذا الوفاء في خطوات تهدف إلى تحقيق التكامل بين الأرض والانسان. فكان الاتصال بالمالكين من أصحاب الاراضي والمزارعين وأصحاب مشاريع الاستثمار الزراعي. وكان الاتصال بمربي البقر والمواشي والنحالين ووضعهم في مهمة التعاونية ودورها في تقديم المساعدات والتسهيلات لهم.  وكان الاتصال بالفعاليات في الاقليم والشوف التي يمكن للجمعية أن تتعاطى معها في الشأن الزراعي وطلب الرعاية والدعم والتشجيع بتحقيق أهداف العمل التعاوني. وقد شكلت الجمعية لجان الإحصاء منها لجنة إحصاء الأشجار المثمرة لا سيما شجرة الزيتون ولجنة إحصاء المواشي في منطقة برجا والجوار. ووضعت برامج لدورات التدريب والارشاد الزراعي والحيوي تقوم بها لجان متخصصة. ولا أملك في هذه المناسبة إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير للزميل وهبي ابو عرم الذي عاوننا في احصاء اسماء المهندسين الزراعيين والمزارعين. "

 

هاني

وكانت كلمة لممثل الوزير هاني قال فيها :" المشكلة الكبيرة تكمن في سياستنا الخاطئة التي اعتمدناها منذ عقود طويلة، اذ اعتبرنا بان الزراعة هامشية، واعتمدنا ان لبنان  بلد خدمات وسياحة، ونسينا الزراعة والصناعة، واصبحنا نصنف الوزارات على ان هناك وزارة سيادية واخرى خدماتية واخرى هامشية. ان موازنة وزارة الزراعة تمثل 0،31% من الموازنة  ، اي انها لم تصل الى نصف في المئة، فكم  يكون لديها إمكانات من اجل العمل والمساعدة".

 أضاف: "بالنسبة للأمراض العابرة للحدود والتي تصيب المواشي، فان الوزارة تحاول جاهدة مع كل القوى والشركاء في الوطن، منع هذه المشاكل من الدخول الى البلد، فكل الابقار التي تدخل الى البلد يتم تحصينها وتطعيمها على المرفأ قبل دخولها الى البلد، الا ان المواشي الآتية من سوريا هي المشكلة الاكبر، لانها تدخل الى البلد بطريقة التهريب، والاطباء البيطريون من قبل وزارة الزراعة يتوجهون الى المزارع ويعملون على تطعيم المواشي. .واليوم لدينا مشروع مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية من اجل تحصين اكبر عدد ممكن من المواشي."

 وتابع: "اما بالنسبة للنخيل والفواكه، فمن المؤكد بان جشع التجار هو الكارثة الاكبر، كما ان ذبابة الفاكهة فتكت بالمانغا وغيرها، من الثمار التي كانوا يستوردونها بطريقة غير شرعية، ولا تخضع للآلية التي كانت تفرضها وزارة الزراعة من تعقيم او شهادات موثقة للحقول تفيد بان الاراضي خالية من الحشرات والافات."

أضاف: " يشرفني ان انقل إليكم تحيات وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وتقديره العميق لما تمثلون من قيمة وطنية وانمائية ، وما تبذلونه من جهود اصيلة في خدمة الارض،وصون التراث الزراعي وتعزيز ركائز الامن الغذائي في لبنان. نلتقي اليوم في برجا، بلدة الجذور الراسخة في الارض، والقلوب المتجذرة في الانتماء لنحتفي بمن يستحقون التكريم حقا، المهندسين الزراعيين الذين يحملون العلم والخبرة، والمزارعين الذين يحملون الارادة والإيمان، في وجه التحديات المتعاظمة والظروف الإقتصادية الصعبة."

تابع: "ان وزارة الزراعة بقيادة  الوزير هاني تولي أهمية قصوى لتكريس شراكة فعلية وفاعلة مع الجمعيات التعاونية والبلديات وسائر  الفاعليات المحلية، ايمانا بان التنمية الزراعية لا يمكن ان تكون ناجحة الا اذا انطلقت من قاعدة الناس من الريف . وفي هذا الاطار اطلقت الوزارة خلال الاشهر الماضية حزمة من البرامج الاستراتيجية أبرزها: 

1- البرنامج الوطني للإرشاد الزراعي المنفذ ميدانيا تحت شعار "الزراعة نبض الارض والحياة", والذي يسعى الى تعميم المعرفة الزراعية الحديثة عبر سلسلة ندوات وورش موجهة مباشرة للمزارعين في  مختلف المناطق اللبنانية ،

فالزراعة الحديثة تخفف كلفة الانتاج. وتشجع المزارعين والتعاونيات الزراعية ، لان العمل التعاوني هو الاساس ، ويخفف من كلفة الانتاح، وينقل الخبرات بين المزارعين.

2- خطة تسويق الانتاج الزراعي التي تشمل تنظيم الايام الوطنية للزراعة بهدف دعم التصريف المحلي وفتح آفاق تصديرية جديدة للمنتجات الزراعية.

ودعا المزارعين الى التسجيل في سجل المزارعين لانه الاساس ، ما يساعد الوزارة في إحصاء المزارعين والمنتجات الزراعية، وترسم على اساسها الخطط والسياسات الزراعية، وتمنى عليهم التعاون مع المركز الزراعي في شحيم.

3- برنامج تعزيز سلامة الغذاء القائم على تكثيف الرقابة وتشجيع الممارسات الزراعية الجيدة، وضبط المخالفات الجائرة بحق الطبيعة من قطع الاشجار او الصيد العشوائي، وإحالة المخالفين الى القضاء المختص.

4- مبادرات دعم الزراعة  العائلية والبديلة ، وتمكين المرأة الريفية بوصفها ركيزة اساسية في مجتمعاتنا الزراعية."

 ختم: "ان ما تقوم به الجمعية التعاونية الزراعية العامة في برجا  هو تجسيد حي لروح المبادرة المحلية والإنتاج المشترك، واحتفال اليوم هو اكثر من تكريم، بل هو فعل اعتىراف وامتنان  لفئة تمثل العامود الفقري للزراعة، وركبزة اساسية لصمود المجتمعات. المهندسون الزراعيون والمزارعون هم جنود الارض الحقيقيون من دون صخب ولا ضوء، ولكن بحضور دائم في وجدان الوطن، يعملون بصمت ويزرعون الرجاء في كل حبة تراب، ويكتبون مستقبل لبنان الاخضر بايمانهم  وثباتهم. وزارة الزراعة ستبقى صوتا لكم وسندا لجهودكم  وشريكا لكل مشروع تنموي هادف".

ختامًا، تم توزيع الدروع والشهادات على المزارعين والفاعليات والمهندسين .