
وقال:"أيها العمال والمستخدمون، أيها الصيادون والمزارعون والكادحون، أيها الشباب العاملون في الاقتصاد المنظم وغير المنظم، أيها النقابيون الشرفاء، أيتها الرفيقات ، أيها الرفاق الحاضرون في ميادين النضال والكفاح. نلتقي اليوم في مدينة صيدا الأبية، مدينة الشهداء، مدينة الشهيد معروف سعد التي احتضنت نضالات الطبقة العاملة والمقاومة الوطنية.
نلتقي تحت راية الأول من أيار، عيد العمال العالمي، حاملين قضاياهم، آمالهم، طموحاتهم وتطلعاتهم لوطن حر وشعب سعيد . ونحو مستقبل إنساني أفضل، في زمن تغرق فيه بلادنا في أدق الأزمات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأخطر التحديات في مواجهة العدو الصهيوني".
ولفت الى ان "لبنان اليوم يمر بأخطر مرحلة في تاريخه الحديث:
- أزمة اقتصادية غير مسبوقة ضربت كل مقومات العيش الكريم.
- انهيار مالي سقطت معه الليرة اللبنانية، وضاعت مدخرات العمال والفقراء في المصارف.
- انهيار اجتماعي تتزايد معه نسب البطالة والفقر والجوع، فيما تتراجع الخدمات الصحية والتعليمية والسكنية الأساسية".
وسأل :"من يدفع الثمن؟". وقال:"يدفعه العمال والمستخدمون والمزارعون والصيادون وأصحاب الدخل المحدود وكل الفئات الاجتماعية المهمشة من عرقهم وتعبهم والآم اولادهم . ومن يتفلت من المحاسبة والعقاب؟ هي منظومة الفساد السياسي والطغمة المالية التي اعتمدت سياسات اقتصادية غير منتجة لنهب الناس وصغار المودعين والصناديق الضامنة . وحمت المصارف وكبار التجار ومافيات النهب على حساب حياة الكادحين والفقراء وصغار المودعين".
تابع:" لقد أصبح الحد الأدنى للأجور مأساة حقيقية تقض مضاجع ملايين الفقراء، وقيمته الشرائية لا تعادل إجرة النقل إلى العمل. لقد بات العامل عاجزا عن تأمين الحد الادنى للعيش. وخياراته ضيقة جدا بين أن يُطعم أولاده الخبز الناشف، أو شراء دواء، أو إرسال اولاده الى المدرسة. ولم نتحدث عن كارثة قوانين الايجارات السوداء السكنية وغير السكنية، ولا عن غياب خطط الاسكان وحق السكن المقدس. هذا عدا عن أن الضمان الاجتماعي بات عاجزًا عن حماية المضمونين لديه، فيما يحرم مئات الآف العمال في القطاعات غير المنظمة من أي تغطية صحية أو اجتماعية".
واعلن ان "هذا البعض القليل مما نعيشه كأبناء الطبقة العاملة في بلد الصمود والمقاومة، ومن هنا، من صيدا المقاومة إلى كل لبنان، نعلنها صرخة مدوية:
لا عودة إلى الوراء. ولا مساومة على حقوق العمال والكادحين والفقراء. لقد آن الأوان لتنظيم صفوف العمال، والمواجهة السياسية الوطنية والشعبية ضد تسلط برجوازية الفساد والتطييف والنهب المنظم، وضد سياسات الافقار والتجويع والتهجير. والعمل بكل الوسائل الديموقراطية المتاحة لتكريس دور الطبقة العاملة وتعزيز الحركة النقابية الديمقراطية المستقلة، بعيدا من الالتحاق والتملق والوصاية والتدجين السياسي الطائفي".
وقال :"موقفنا أمس واليوم واضح وصريح:
- نطالب باعتماد خطة اقتصادية وطنية منتجة . وبتصحيح الأجور والرواتب فورا على ألا يكون الحد الأدنى أقل من 1000دولار، وربطها بالسلم المتحرك للاجور الامر الذي يوفر ضمان وامان وحماية وكرامة العمال والعاملات.
- ندعو إلى إقرار قانون عادل وشامل للتقاعد والحماية الاجتماعية.
- ندعو إلى توسيع مظلة الضمان الاجتماعي، لتشمل كل العمال، خصوصًا الصيادين وعمال البناء والعاملين في الزراعة، والاقتصاد غير المنظم، وكل من يعيش بلا حماية ولا ضمان.
- نطالب بتعديل قانون الإيجارات بما يكفل حق السكن للأسر العاملة، ويمنع تشريد المستأجرين القدامى والجدد.
- نطالب بإقرار حق التنظيم النقابي بحرية تامة، بعيدًا من تدخل السلطة وأصحاب العمل، كحق أساسي ومقدس مكفول بالدستور والمواثيق الدولية، ونطالب بالتصديق على الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص".
تابع:"ان الربط بين النضال الاجتماعي والوطني ، ضرورة من أجل التحرير والتغيير الديموقراطي. فالعدو الصهيوني ما زال يحتل النقاط الخمس ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقسم من قرية الغجر المحتلة وبعض الاسرى وجثامين الشهداء المقاومين ، ويستهدف بعدوانه الوحشي اليومي الابرياء في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية، ويمنع أهلنا من العودة الى قراهم المهدمة الامامية، ويضرب عرض الحائط مندرجات الاتفاق 1701. هذا العدوان الصهيوني الفاشي المدعوم من الامبريالية الاميركية والاطلسية وبتواطؤ من الرجعية العربية لن يستطيع أن يثني شعبنا ومقاومتنا الوطنية عن الثبات والصمود والمقاومة حتى التحرير الكامل".
أضف:"نؤكد من هذا الصرح الوطني في صيدا المقاومة، ومن مقاومة معروف سعد ومصطفى سعد ونزيه قبرصلي والآف الشهداء المقاومين الوطنيين وملايين الصامدين من أبناء شعبنا المناضل :
- أن قضية فلسطين هي قضيتنا المركزية العربية وستبقى حتى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني كاملة في تحرير تراب وطنه وحق العودة.
- رفض كل أشكال التطبيع مع العدو.
- التأكيد على أن تعزيز الصمود الشعبي هو جزء من معركة الدفاع عن الوطن".
واشار الى ان "الأول من أيار ليس مجرد احتفال، بل محطة كفاحية لتجديد العزم، لتوحيد الصفوف، ، وفرض التغيير الديمقراطي الجذري. ندعوكم اليوم، ن
الى الالتفاف حول الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان والعمل سوياً لبناء حركة نقابية ديموقراطية مستقلة، تشكل جزءا من جبهة سياسية وشعبية واسعة للنضال من أجل التغيير الديمقراطي الشامل، وإسقاط نظام الازمات والتبعية والفساد والطائفية والتخلف".
وختم:"فلنرفع أصواتنا اليوم عالية:لا للجوع والفقر والذل، نعم للكرامة والعدالة الاجتماعية، نعم لدولة الرعاية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، لا لدولة الاحتكار والفساد، أيها العمال، لن تكسرنا الأزمات مهما اشتدت، ولن تهزمنا المؤامرات مهما عظمت،
لأننا نحن الطبقة العاملة، بنا تُبنى الأوطان، وبنضالنا تُصان الكرامات.
عاش الأول من أيار يومًا للنضال والوحدة العمالية،
عاشت الطبقة العاملة اللبنانية والعالمية،
عاش الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان،وعاشت فلسطين حرة عربية،وعاش لبنان وطنا موحدا مقاوما ديمقراطيا عربيا مستقلا
المجد للشهداء. والف وردة وتحية للسواعد السمر التي تبني وطن العزة والكرامة والاباء والتحرير".