
وقال في بيان: "في مثل هذه الأيام ومنذ 67 عاماً، أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وقال في خطاب الإعلان إن دولة الوحدة "تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تشد ازر الصديق وترد كيد العدو"، في تأكيد مباشر وإيمان مطلق بحقيقة ثابتة وهي أن حلم النهوض العربي لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الاتحاد العربي بكل المجالات".
أضاف: "لقد كانت تلك الوحدة استجابة للأمر الطبيعي بين مصر وبلاد الشام، وترجمة لآمال الشعب الذي تحرّك في كل ساحات الوطن العربي تضامناً مع مصر عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، حيث انطلقت على وهج هذا الانتصار الحركة القومية العربية لتنهي حقبة الاستعمار الاوروبي عن الأمة كلها، وترد على معاهدة سايكس بيكو التقسيمية بإعلان الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958، فضلاً عن تحصين سوريا من الحصار التركي والحلف الاطلسي، وتكوين كماشة تحيط بالعدو الصهيوني من الشمال والجنوب. وإذا كان الانفصاليون قد نجحوا بالنيل من هذه الوحدة عام 1961 بفعل التدخل الاستعماري وعملاء الداخل، ما أدى لاحقاً إلى نكسة عام 1967، فإن إستعادة إحدى صور هذه الوحدة من خلال التضامن العربي في قمة الخرطوم عام 1968، مكّن الرئيس عبد الناصر من قيادة حرب إستنزاف أنهكت العدو الصهيوني طيلة ثلاث سنوات، ثم حقق هذا التضامن انتصار حرب تشرين عام 1973، قبل أن تعود العصبيات القطرية للتفشي في المنطقة بعد معاهدة كامب دايفيد المشؤومة، لتوصل الأمة الى حالنا المأساوية في هذه الأيام".
وتابع: "إن نظرة موضوعية على أوضاع العرب منذ عام 1958 الى يومنا هذا، تؤكد أن الوحدة على قاعدة المشروع النهضوي العربي الذي طرح ثوابته المعلم جمال عبد الناصر، هي القلعة الحصينة الوحيدة القادرة على مواجهة الاستعمار والصهيونية، وأن العصبيات القطرية والحركات الطائفية والمذهبية التي طرحت نفسها بديلاً من الوحدة، أضاعت بوصلة فلسطين ولم تنتج إلا الانقسام والتدمير والتبعية والتدخل الأجنبي"، معتبرا ان "الوحدة التي يتطلع إليها العروبيون الوحدويون، هي وحدة تجمع العرب على قاعدة التكامل بين الوطنيّات، إستناداً إلى إيمان لا يتزعزع بجوهر الدين الحنيف، وتطوير حديث لجامعة الدول العربية، وتفعيل حاسم لمؤسسات العمل العربي المشترك، عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعيا وتربوياً، في إطار نظم ديمقراطية تحافظ على الحريات العامة وحرية المعتقد وحقوق الإنسان".
وأشار الى ان "الوحدة بين مصر وسوريا لو قدر لها الإستمرار والتطور والتوسع تكاملياً إلى بلدان عربية أخرى، لكانت حالة العرب في مكان آخر مختلف تماماً عن وضعنا الحالي، ولكان العدو الصهيوني في وضع متقهقر، ولكانت الإدارة الأميركية في حالة تمنعها من طرح مشاريع تخدم الكيان الصهيوني وتضر بالأمن القومي والمصالح العربية العليا، من مثل مشروع الأوسط الكبير أو المشروع الإبراهيمي أو ترحيل أبناء فلسطين من غزة والضفة".
وختم حديد: "في ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا، تحية إجلال لروح المعلم القائد جمال عبد الناصر ولأرواح الشهداء العرب الذين قاتلوا العدو الصهيوني والإحتلال الأميركي ولم يضيعوا البوصلة، وندعو النظام الرسمي العربي لوقفة مع الذات والعودة الى سلوك طريق الوحدة قبل فوات الأوان، فالعروبة هي أبداً الحل كما كان يقول دائماً فقيدنا الكبير الأخ كمال شاتيلا".