أخبار ساخنة

منى الصلح سيّدةُ الأميرات الوزير السابق جوزف الهاشم


  رحيلُ الأميرة ، استحتَّ عندي خاطرةً مكنونةً يطيب لي أنْ أسلِّطَ عليها الضوء .
         ليس إشادةً بصفاتها ومواصفاتها فهي شاملةُ الشمائل : ربيبـةُ البيت الوطني العريق ، فتٓـاةُ الإستقلال ، عروسةُ سلالةِ خادم الحرمين الشريفين التي تكاملتْ بها شرَفاً .
        عرفتها ، وقد كانت لي محطّـةٌ في باريس وأنا في طريقي إلى تونس ممثِّلاً لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب .( دورة كانون الأول 1984) .
      بأصالةٍ لبنانية عربية ، شاءت شقيقتها عليّـه أن تستضيفَني إلى مائدةٍ في جناحها الفندقي معها ومع دولـة الرئيس تقي الدين الصلح والصديق الراحل جان عبيد .
      تشعّبـت الإحاديث والتحليلات بما كانت عليه حـال لبنان ، وما كان عليه الشأن الفلسطيني في محيطٍ عربي مضطرب ، فرأيتُني أمام سيدةٍ بارعة : ثقافـة سياسية راجحة ، مداركُ واسعةٌ فكراً ورؤيا ، وموهبةُ بصيرةٌ في الأدب والتاريخ .
      ولأنّ ، مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس كانت على جدول أعماله بنـودٌ شديدة الحساسية تتعلّق بالتحوُّلات الفلسطينية وتفاعلاتها في العالم العربي ، فإنني ـ وشهادةً
للحـق ـ تناولتُ في مداخلتي لدى هذا المؤتمر ما استلهمتُـهُ من حديثِ الأميرة منى الصلح حول مائدة الغداء ، وهو ما حسَمَ  المساجلةَ الحارَّة التي كانت بين ممثِّل السلطة الفلسطينية فاروق القدومي وبعض الوزراء العرب .
     وسنة 1988 مع نهاية عهد الرئيس أمين الجميل يوم كان تأليف حكومة إنتقالية يصطدم بتشكيلات تعذَّر إنجازها ، أجريتُ بموافقة الرئيس إتصالاً بالأميرة عليّـه ، لعلّني أستوحي منها ومعها مخرجاً ،فأشارت إليَّ ببعض الملاحظات ،  وبنباهة ولباقة قالت : شكِّلوها وخابروني .
      ولكن ، عند تأليف الحكومة العسكرية برئاسة قائـد الجيش ميشال عون ، خشيتُ

أن أزفّ إليها الخبـر .
      نعم .. هذه الأميرة جليلةُ المآثـر والفضائل ، يصـحّ فيها ما قاله المتنبي :
    ولـوْ كان النساءُ كمَنْ فقَدْنا       لفُضّلتِ النساءُ على الرجال .

عن جريدة الجمهورية
بتاريخ : 8/1/2025