الحاج
بداية، تحدث صاحب الدعوة مدير صالون أبو رضا الثقافي علي الحاج فرحب بالحضور، وقال:"نحن ابناء الشوف، أبناء الكرم، وأبناء البوصلة الرئيسية للوطن الحقيقي، الذي نسعى له جميعا، فاذا نظرنا الى هذا النموذج الموجود من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز، هذا هو لبنان الذي نسعى اليه، لبنان الذي سعى اليه الامام القائد السيد موسى الصدر، والزعيم الوطني الكبير كمال جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا البلد الذي نصبو اليه كما أراده غبطة البطريرك صفير وقبله البطريرك خريش وما قبلهم".
وأضاف: "نريد اقليم الخروب في كسروان والجنوب وفي بلدة الرئيس نبيه بري، وبلدة السيد حسن نصرالله في البازوربة، ونريده في المختارة وفي كل بلدة، هذا دوركم والدور الاكبر لكم ان نترك السياسة للسياسيين والمقاومة الشريفة لاصحاب السواعد السمراء الذين يسطرون افضل ملاحم البطولة من غزة الى العراق الى اليمن الى لبنان".
وختم: "نريد منكم خلق مناعة ثقافية في مجتمعنا".
منصور
أدار الندوة الصحافي منصور فاستهلها بالقول: "في زمن الوحشية الاسرائيلية المستمرة والجيش الاكثر توحشا في العالم، وفي زمن قتل الاطفال والنساء وهدم المستشفيات والمساكن على رؤوس ساكنيها، في غزة وفي جنوبنا الصامد، كم نحن بحاجة لان نطرح هذا السؤال ليس فقط عن دور رجال الدين في حماية القيم الأسرية، بل عن دور كل مؤسسة في حماية حقوق الانسان، في عالم ينحاز الى القاتل ضد الضحية، وإلى الباطل ضد الحق، وإلى محتل الارض ضد اصحابها وضد المقاومين من أجل تحريرها."
أضاف: "وفي زمن اكبر تفجير في العالم بعد هيروشيما وناغازاكي انفجار بيروت الذي دمر مرفأها، واطار نصفها قتلا وتدميرا، جميع اللبنانيين ضد العدو الصهيوني من مسيحيين ودروز وسنة وشيعة، وكما قال الرئيس بري: نحن شيعة بالهوية ولكن سنيو الهوى ولبنانيو الانتماء، فلبنان يجمعنا. نطلب منكم كرجال دين التوعية، لان البورصة والمراهنات تغزو شبابنا واولادنا، نريد منكم تقوية المناعة الثقافية".
أبو كسم
ثم ألقى المونسنيور أبو كسم كلمة، أعرب فيها عن سروره لهذا اللقاء، وتحدث عن الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم، "الذي يمثل المرجعيات الروحية الأساسية في لبنان، ليكون مرجعية رسمية لمواجهة كل التحديات التي تواجه العائلة في لبنان".
وأكد ان "المرجعيات الدينية في لبنان، تصدّت لضغوطات ومحاولات تشريع المثلية الجنسية التي تتكاثر في لبنان، تحت ستار كرامة الإنسان"، لافتا الى "رفض فكرة تشريع الإجهاض، التي هي جريمة قتل، بالإضافة الى مواجهة محاولات التفكيك الأسري (الجندرة) لإختيار الفرد الجنس الذي يريده"، مؤكدا "العمل على حماية العائلة من الآفات التي تهدم الأسرة ( العنف الأسري وتجارة البشر وعمالة الأطفال)".
وشدد أبو كسم على أن "حماية العائلة، تعني حماية الوطن"، معتبرا ان "لبنان بدأ يتفكك، حيث لا رئيس جمهورية، والمؤسسات تنهار، والبلد يئن تحت الأزمات إدارات مقفلة وفساد مستشر"، داعيا الى "حماية المدرسة التي هي شريكة العائلة في التربية".
وأضاف: "نحن نعمل على حماية العائلة، ومواجهة هذا الخطر الكبير الذي يضرب لبنان، بالتعاون مع جمعيات تهتم بالأسرة والأطفال، وقد تدخلنا في المنهج التربوي الذي يعده المركز التربوي للبحوث لكي لا تمرر الفقرات التي تمس بالقيم الإنسانية والأخلاقية، كما حاولوا تمريرها في الحقيبة التربوية".
وتحدث ابو كسم عن الدور الروحي لرجال الدين في مواجهة التحديات، "المؤتمنين على حفظ القيم الروحية والأخلاقية في مجتمعنا"، مؤكدا انه "لا يمكننا أن نصلي ونترك الشبيبة تتجه نحو المخدرات والجنس والعنف والإجرام"، لافتا الى ان "هذه القيم يمتاز فيها لبنان، الذي يتكون من 18 طائفة ورسالة، وكلها تهدف الى تمجيد الله والى خير الإنسان وكرامته"، وهذا ما أكده البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته للبنان انه بلد الرسالة .
وشدد على "تحصين وحماية العائلة وحفظ القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية والدينية النابعة من كتبنا السماوية، والتي تدعو الى السلام والمحبة والتلاقي والقيام بأعمال خيرة والابتعاد عن اشكال الفساد"، مؤكدا ان "دورنا الوقوف الى جانب الفقراء والمعوزين والمحتاجين، لتأمين الممكن لحفظ كرامتهم بغياب دولة مهملة لا يهمها الإنسان ولا كرامته، بل همها تحقيق المكاسب السياسية والمالية".
وأضاف: "ان المشكلة الأخرى هي مشكلة الشباب"، معتبرا ان "هجرة شبيبتنا، هي هجرة لبنانية وليست هجرة مسيحية أو اسلامية، بل هي هجرة شاملة"، مبديا الأسف ان "لبنان الذي كان سويسرا الشرق اصبح اليوم في المرتبة الأخيرة من الإنماء وتأمين مقومات الحياة، من كهرباء ومياه"، مثنيا على "دور الشباب اللبناني خارج البلاد، بينما نحن نخسر طاقاتنا وشبيبتنا"، داعيا الدولة الى "القيام بخطوات لتشجيع الشباب للعودة الى وطنهم وإعادة بناء لبنان".
وشدد على ان "إعادة بناء لبنان، يتطلب إرادة سياسية، وتكاتف جميع طاقاتنا"، معتبرا انه "حتى الساعة ليس هناك أي قرار بهذا الشأن"، مؤكدا ان "رجال الدين مؤتمنون على تأمين التواصل بين كل الناس"، مؤكدا "أهمية أن نكون في حالة حوار دائم إنفتاحي وتواصلي، لنكون المثل لشعبنا"، مشيرا الى ان "الكنيسة في لبنان والعالم هي أم الحوار، التي تدعو الى الإنفتاح والتلاقي وبناء ثقافة السلام واللقاء".
وقال: "نحن خصصنا يوما للسلام العالمي، يوما للحوار العالمي، يوما للقاء الأديان لبناء ثقافة اللقاء، وفي هذا الإطار وقع البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر والشيخ السيستاني وثيقة الأخوة والتعاون بين الأديان".
وختم: "الكنيسة تتحاور مع الجميع في لبنان، المطلوب اليوم من الكنيسة وكل الأحزاب التي تتحاور مع حزب الله وغيره، الذهاب الى حوار جدي وصريح لتقريب المفاهيم من بعضها البعض وتؤسس لثوابت وطنية تبني مستقبل البلد".
حجازي
وكانت كلمة للشيخ محمد حجازي، فشكر الحاج على هذا اللقاء، ثم تناول الإهتمامات الدينية لدى العائلات اللبنانية، معتبرا ان "الإنتماء الديني لدى العائلات اللبنانية من الطوائف كافة، هو انتماء ديني وليس انتماء سياسيا".
وأضاف: "ان الخلفية الدينية الروحية لأبناء لبنان، هي خلفية أساسية ومنطلق أساسي للكثير من النشاطات الإنسانية والإجتماعية. والامام موسى الصدر اكد هذا الموضوع من خلال الإنتماء السياسي ودور رجال الدين، عندما قال: نحن لسنا قادة سياسيين، انما نحن رجال دين خبراء في القضايا الدينية ونهتم بالقضايا الإجتماعية الى جانب إهتمامنا بالواجبات الدينية"، مؤكدا العلاقة الوثيقة بين التاريخ والأسرة، ولافتا الى "قوة في الحضور الديني والروحي في لبنان"، معددا الأسباب والتي منها ان لبنان يعد موطئا للشرائع السماوية كافة ضمن منطقة بلاد الشام ومنطقة الشرق الأوسط التي هي مهبط الوحي الرسالات السماوية".
وتوقف حجازي عند تاريخ حضورية الأنبياء في المنطقة في جبل لبنان وصيدا والجنوب وغيره من المناطق، لافتا الى "مؤشرات ودلالات كبيرة في هذا الأمر، والى كثرة دور العبادة من كنائس ومساجد وخلوات، 3907 دار عبادة، موزعين على 18 طائفة في لبنان، 2405 كنيسة، 1502 مسجدا"، مشيرا الى ان "عدد دور العبادة في لبنان يزيد على عدد المدارس والجامعات التي عددها 3315، 18 %، فدور العبادة أكثر بكثير من دور التعليم"، معتبرا ان "هذا الامر لم يأت من فراغ، انما من عمق الانتماء للرسالات السماوية، فلبنان له ميزة عالمية على هذا المستوى".
وأشار بحسب مراكز الدراسات، الى ان "88 % من اللبنانيين ملتزمون دينيا، واننا أقرب الى التمسك بالمبادئ الدينية من طرح أي بديل آخر، ومنها "عقد الزواج المدني".
كما لفت الى ان "أسماء العديد من العائلات ومن مختلف الطوائف، ملقبة بأسماء دينية ( شمس الدين وخير الدين والبابا وخوري والشمعة ومطران وشربل والحاج..) مشيرا الى انه "كان هناك حرص من الأجيال السابقة في التاريخ القديم بالانتماء الى الهوية الدينية قبل الانتماء الى الهوية السياسية"، مؤكدا "رفض مشاريع الشذوذ والمثلية والإنحرافات الفكرية والعقائدية وكل ما يمس بهذه القيم".
وأكد ان "الشراكة الروحية لازالت قوية في لبنان"، منددا بالحملات التي تستهدف فصل الناس عن رجال الدين، ومنوها ب"الروحية التي تتمتع بها العائلات والمتشابكة مع الدين"، مضيفا "نحن أبناء الحوار، ولا نريد لبنان إلا واحدا موحدا"، منوها ب"روحية الحوار بسبب التربية الدينية، فلبنان هو بنك القيم الروحية والدينية والأخلاقية للعالم أجمع".