كلام حمية جاء خلال إلقائه كلمة لبنان أمام اجتماع المنظمة العربية للطيران المدني في دورتها الثامنة والعشرين ، وذلك بصفته رئيسا للجمعية العامة للمنظمة ، وذلك بحضور ومشاركة العديد من وزراء النقل العرب المشاركين في أعمال هذه الدورة والمدير العام للمديرية العامة للطيران المدني في لبنان فادي الحسن .
وقال :"إنه لشرف عظيم لي ، بأن أكون معكم وبينكم في الدورة الثامنة والعشرون للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني ، لا بل أنه من دواعي فخري أيضاً بأن كان لي شرف تمثيل لبنان في رئاسة الجمعية العامة للمنظمة في دورتها السابعة والعشرون ، والتي شارفت اليوم على نهايتها ".
وتابع "ها نحن نلتقي مجدداً في ظل تطورات عصفت وتعصف بالمنطقة والعالم على حد سواء ، وها نحن ما زلنا نجتمع في كنف منظمة عربية جامعة ، نعتز بالإنتماء إليها جميعاً ، وها نحن ومن خلال اجتماعنا هذا ، نبعث إلى أمتنا العربية بأسرها رسالة أمل مفادها ، بأن الظروف مهما كانت قاسية ، وأن الأزمات مهما تفاقمت وتثاقلت ، فإن ذلك لم ولن يشكل حائلاً وحاجزاً أمام تصميمنا الدائم على اللقاء والإرتقاء بكل ما يحقق مصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا ، وبما يعود بالنفع على تعزيز حداثة وتقدم قطاعاتنا الحيوية ، وفي مقدمتها قطاع الطيران المدني ".
وأضاف:"من المعلوم أنه من بين الأهداف السامية للمنظمة العربية للطيران المدني ،هو سعيها الدائم لتزويد سلطات الطيران المدني في الدول الاعضاء بإطار من العمل المشترك ، ولأجل هذا ، فإننا وخلال ترؤس لبنان للجمعية العامة لها خلال هذه السنوات الثلاث ، انصب عملنا على تعزيز مسار النهوض بين دولها الأعضاء كافة ، وكان سعينا أيضاً ، متواصلاً لاستمرار التنسيق بينها في مجال قطاع الطيران المدني ، وذلك من خلال وضع الأسس الكفيلة التي تحافظ وتعزز طابعه الموحد ، وهذا الأمر تجلى من خلال العمل الدؤوب على تنمية وتطوير قطاع الطيران المدني في الدول العربية ، بما يستجيب لحاجيات الأمة العربية في نقل جوي آمن وسليم ومنتظم، هذا إضافة إلى حرصنا خلال ترؤسنا للجمعية العامة للمنظمة على تعزيز حضورها ومكانتها داخل منظمة الطيران المدني الدولي الايكاو ، وذلك كان عبر مشاركة المنظمة في مؤتمر وقود الطيران البديل الثالث ، والذي عقدته الإيكاو في مدينة دبي من ٢٠ الى ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣ ".
ولفت إلى أننا " نعيش في عالم ، سمته التسارع ، وضالته الحداثة ، ودأبه الريادة ، ولأننا في قلب هذا العالم ، ولسنا على هامشه ، ولأن إيماننا بطاقاتنا وبمقدراتنا ، هو إيمان راسخ، ولأننا نمتلك داخل دولنا كل مقومات النهوض والمنافسة، فإننا ولأجل هذا وذاك ، كانت رؤيتنا في وزارة الأشغال العامة والنقل، في كيفية النهوض ، ترتكز على النهوض بالمرافق والقطاعات العامة ، وفي طليعتها كان ، قطاع النقل الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي-بيروت ، وذلك على قاعدة التفعيل والإصلاح والتحديث وتحسين الخدمات وإيجاد أخرى جديدة فيه بما يضاهي تطلعاتنا نحو الريادة على هذا الصعيد ".
وأشار في هذا السياق إلى انه " وانطلاقا من هذه المبادئ ، فإن مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت ، ومن اليوم الأول لتسلمنا مهامنا الوزارية ، كان قرارنا تجاهه جازماً ، وإصرارنا حوله متواصلاً ، بأن نجعله مرفقاً جوياً ، ليس مراعياً فقط للمعايير الدولية الحديثة في قطاع الطيران المدني الدولي ، إنما بجعله أيضاً مرفقاً يليق بموقع لبنان الجغرافي من جهة ، ويؤدي دوره الذي يستحق من جهة ثانية ".
ولفت إلى "إن نقطة الانطلاقة ، كانت قد استندت على رؤية منهجية وعلمية ، بحيث عملنا بداية على إعداد دراسة تفصيلية وشاملة لوضعية وطبيعة وآلية ومعوقات سير العمل في المطار ، وكذلك الإجراءات المطلوبة فيه – وذلك وفقاً للمعايير الدولية التي تحددها المنظمة الدولية للطيران المدني الإيكاو - ، بحيث بوشر العمل سريعاً على مختلف الصعد ولدى كافة المستويات لتحقيق ذلك ، التزاما منا بتطبيق هذه المعايير" .
وتطرق حمية إلى المخاطر التي تقوض تأمين السلامة العامة والملاحة الجوية وأمن الطيران في أجواء وطني لبنان ، مشيرا إلى أن " تأمين السلامة العامة والملاحة الجوية وأمن الطيران في أجواء وطني لبنان ، ولاسيما في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي بيروت ، لا تتعلق فقط بتلك المعايير والإجراءات التي لابد منها ، إنما هناك عامل دخيل عليها، شكّل ويشكل خطراً على فقدانها لأهميتها ، لا بل أنه قد يجعلها في مهب الريح أيضاً ، إنه عامل الخروقات الجوية المستمرة للعدو الإسرائيلي ، والتي تناهز الألف سنويا لأجواء لبنان وأجواء مطاره على حد سواء ، الأمر الذي عرَّض ويعرِّض قطاع الطيران المدني وسلامة المسافرين من كل البلدان إلى خطرٍ محدق ، هذا إضافة إلى التشويش والتزييف لإشارات GPS التي يقوم بها وباستمرار ومن دون أن يعبأ بالمخاطر الناتجة عنها ، وهذا ما أكدته ووثقته وكالة السلامة الجوية الأوروبية في نشرتها المعلوماتية الأمنية SIB 2022-02R ، الصادرة بتاريخ بتاريخ 6 نوفمبر 2023 ، علماً بأننا كنا قد تناولنا مخاطر هذا التشويش مع الإتحاد الأوروبي ، فضلاً عن أن الحكومة اللبنانية كانت قد تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذه الأعمال ، ولكن ومع الأسف الشديد ، فإنه ولغاية اليوم ، لم يطرأ أي تغيير على هذه الإعتداءات !لا بل أننا أصبحنا بالأمس القريب أمام اعتداء من نوع آخر ، ولكنه أشد خطراً ووقعاً ، وخصوصاً عندما يُتناول المطار بمقالات ومعلومات صحفية ، مضمونها سخيف ومنافٍ للعقل والواقع ، فضلاً عن أن مصادرها مختلقة من جهة ، ومُضَلِّلَة وغير ذات صفة من جهة أخرى " ، متسائلا "أيعقل أن يستمر كل ذلك"؟.
وختم:"إيماننا سيبقى راسخاً بنهضة ودور وريادية مرافقنا الحيوية ، وفي مقدمتها مطار رفيق الحريري الدولي بيروت ، وعملنا الدؤوب سيستمر ويتواصل في زيادة رفعة قطاع النقل الجوي اللبناني وتعزيز حضوره ومكانته على الصعيد العالمي أكثر فأكثر، ونهجنا في الإستمرار بالتكامل بين دولنا العربية كافة ، نعتبره المعبر لتطوير جهود منظمتنا الكريمة ، كي تعزز حضورها ومكانتها الدولية، مصرين على أن الأهداف التي نطمح بتحقيقها على مستواها ، على الصعد الفنية والتقنية والتنظيمية، هي بمثابة مسار سنبقى نعمل على الإرتقاء به ، وفي أي موقع للمسؤولية كنا ".