وألقى الأبيض كلمة لبنان، وأشار إلى أن "التفشي العالمي لوباء كورونا كشف أن انتشار الأوبئة يتخطى حدود الدول وأن الأمن الصحي هو أمن عالمي لا يتجزأ وهو مسؤولية مشتركة بين الجميع". وتناول التحديات التي يواجهها لبنان في هذا الإطار، مؤكدًا أن "النظام الصحي الهش في لبنان يرزح تحت أعباء كبيرة نتيجة احتضان لبنان عددًا كبيرًا جدا من النازحين في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية ومالية شديدة الصعوبة والتعقيد". وقال: "رغم ذلك، كانت استجابة لبنان ممتازة لجائحة كورونا وفاشية الكوليرا، حيث تمكن النظام الصحي من استيعاب هاتين الأزمتين الصحيتين الكبيرتين ما يؤكد أن القدرات في لبنان موجودة ولكن الموارد ضئيلة جدا، وقد استهلكت بالفعل. وإذا كان المجتمع الدولي يتوقع المزيد من لبنان لدى انتشار أي وباء أو مرض معد خطير فإن لبنان قد لا يستطيع تكرار الإستجابة لافتقاده إلى الموارد الضرورية".
أضاف: "هذا التحدي يطرح في الوقت الراهن مع تبلغ لبنان خفض المجتمع الدولي الدعم المخصص للنازحين فيه، فيما من المؤكد أن موضوع النازحين الذي يؤثر على كل العالم، هو أيضًا مسؤولية مشتركة لكل العالم وليس فقط للبلدان المضيفة مثل بلدنا لبنان".
وختم: "هذا المؤتمر يركز على ضرورة أن تحظى الأنظمة الصحية الهشة بالدعم لكي تتمكن من القيام بمسؤولياتها، وهذا يعني انسحاب المسؤولية العالمية الصحية المشتركة على النظام الصحي الهش في لبنان الذي يحتاج إلى الدعم ليواصل مسار صموده في مواجهة الأزمات غير المسبوقة التي تحيط به من النواحي المالية والاقتصادية والأمنية".
وكان الأبيض زار البرلمان في سيدني حيث اجتمع مع مقرر مواضيع الصحة النائب الدكتور هولاند، وبحث مع مسؤولين أستراليين في وزارة الخارجية في مسائل تتصل بالتعاون في قطاع الصحة.
الجالية اللبنانية
وعقد وزير الصحة سلسلة لقاءات مع أعضاء الجالية اللبنانية بحضور قنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون ورئيس شركة VITEX للدواء في أستراليا الدكتور أنيس شامي.
وأبدى الأبيض تقديره لما وجده لدى الجالية من "أثر طيب في المجتمع الأسترالي ينعكس في حسن استقبال الوفود الرسمية من قبل المسؤولين الأستراليين". ونوه "بالدور الكبير والمهم الذي تلعبه الجالية اللبنانية سواء عبر التحويلات المالية المستمرة أم عبر فتح القنوات للتعاون الثنائي بين لبنان وأستراليا. وقال: "إن الجالية اللبنانية في أستراليا هي بمثابة القلب النابض الذي يدعم لبنان ويساعده على الصمود ومواجهة الأزمات. أما أكثر ما يثير الإعجاب فهو أن هذا الدعم يتم بصمت ومن دون السعي لأي مكاسب بالمقابل. بالفعل إن الجالية اللبنانية في أستراليا تستحق كل التحية".