ولفتت رئيسة الجمعية حول الأهداف التنموية الصادرة من قبل هيئة الأمم المتحدة إلى "أن هذه الأهداف التي وضعت عام 2015 تتكون من 17 مؤشّراً، تشمل جوانب عدة من الحياة البشرية، الإقتصادية، السياسية، الإجتماعية، والبيئية. وتم تحديد هذه الأهداف من أجل تحسين الحياة البشرية على صعد مختلفة، لترتقي بظروف العيش بما يليق بكلمة "إنسان". ولتحقيق التنمية المستدامة والتي من شروطها وجود التوازن والتفاعل الإيجابي بين التنمية الإقتصادية والبيئية والإجتماعية".
وسألت: "لكن إلى أي مدى إستطاعت دول العالم العمل على بنود الأهداف ودعم تحقيقها، في ظل العوائق والصعوبات التي تواجهها على صعد مختلفة؟ ليجيب إذا ما نظرنا الى تلك الأهداف، نرى في طياتها عمقاً إنسانياً كبيراً، وسعياً لتأمين العيش الكريم للجميع. ولكن هذه الأهداف تواجه الكثير من العواقب والعراقيل، منها ما هو من صنع الإنسان، وأخرى من صنع الطبيعة، فبدءاً بجائحة كورونا وانعكاساتها على القطاعين الصحي والإقتصادي، مروراً بالكوارث الطبيعية التي تضعنا تحت ضغط التغيّر المناخي الذي يهدد بقاءنا على كوكب الأرض وتضع الدول في تأهب دائم لمواجهة الفيضانات والحرائق وكمية ونوعية المتساقطات، وانعكاس كل ذلك على إنتاج المحاصيل الزراعية، والأمن الغذائي العالمي، وتهديد التنوع البيولوجي".
وأضافت: "الى تلك التهديدات الخارجة عن إرادة الإنسان، تأتي الخلافات السياسية الدولية لتعيق تقدم العمل على تلك الأهداف. فبدءاً من الحرب الروسية الاوكرانية منذ شباط 2022 وصولاً إلى حرب غزة 2023 شهد العالم عدة مجازر لا تمت إلى الإنسانية بصلة.
وإن ما نراه اليوم في غزة من ظروف معيشية قاسية، من جوع وذل لتأمين أبسط مقومات الحياة ما هو إلّا انتهاك لقوانين حقوق الإنسان، وتأكيد على أن قرار الحرب اقوى من القرارات التنموية الدولية".
ورأت "أننا أضعنا الفرصة سابقاً في الحفاظ على طبيعتنا، ولم نستدرك خطر التغير المناخي ومخاطر الإحتباس الحراري، والآن بدلاً من توجيه قدرات الدول والبشر للحد من التلوث والإنبعاثات الضارة والتحول نحو اسلوب حياة مستدام، ها نحن نفوّت الفرصة مرة أخرى ونضيع في زواريب الحقد والكراهية ولعبة السياسة والحرب".
وختمت: "إن الكوكب بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق أهدافه البيئية والتنموية لخطة عام 2030 بحسب ما نشر معهد البيئة والأمن البشري التابع لجامعة الأمم المتحدة في تقريره "مخاطر الكوارث المترابطة لعام 2023"، ورغم كل المناشدات الدولية والظواهر الطبيعية التي تنذر بالأسوأ، لا يزال صوت طبول الحرب يعلو على الخطط الدولية للتنمية المستدامة، مما يهدد كوكبنا ويجعل مصير البشرية قاتماً".