والقى وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم، الذي يشارك في المؤتمر على رأس وفد من الوزارة، كلمة لبنان وقال فيها: "نرحب بـ"إعلان الدوحة الذي يشكل فرصة للحوار وللهجرة الآمنة وللعمالة البعيدة عن العمل القسري، ولكن احتراما لانسانيتنا، لا يمكننا ان نغفل عما يحصل من حرب ابادة في فلسطين وفي غزة تحديدا، وفي اعتداءات مستمرة على لبنان من قبل النظام العنصري المجرم الذي يضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والانسانية ومصيره الزوال كما سقط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، واننا نحيي دولة جنوب افريقيا و الدول الافريقية على موقفها الذي حصل في محكمة العدل الدولية، وايضا نحيي دولة قطر على هذا الحوار البناء والمهم وعلى بناء الجسور في زمن الجدران التي تفصل بين الشعوب وبين البلدان".
اضاف: "هذا الحوار يشكل فرصة للاستفادة من العمالة الوافدة من الدول المرسلة ومن الدول المستقبلة، وأيضا في الحفاظ على حقوقهم ومنع العمل القسري والاتجار بالبشر والاستثمار بالمواهب الانسانية. ولقد حان الوقت لنقول ان الانسان السويّ والعامل السويّ هو الذي يستطيع ان يبدع لان الانسان الذي يعيش ازمات وجودية يعيش قلقا في الحياة وقلقا وجوديا يمنعه من التطور والإبداع" .
وتابع: "اننا نؤمن بالحوار الاجتماعي والحكومي لأنه الذي يوصلنا الى الاهداف المرجوة، وحان الوقت للنظر الى افريقيا بأنها منجم انساني وليس منجما طبيعيا، كما نظر المستعمرون فقط، بل انها منجم انساني للاستثمار في مواهب البشر لان الانسان يجب ان يبقى هو العنوان ويجب ان يكون هو الاساس في ظل التحولات التي تحدث في العالم من تحولات رقمية ومن ذكاء اصطناعي قد يطيح بالانسان".
واردف: "في لبنان و نظرا لموقعه الجيو - سياسي وابداعية ابنائه والتعددية فيه فإننا نصنع نموذجا في الحوار ونطلق " ثقافة جسور التواصل في مواجهة جدران الفصل" وآلينا على انفسنا احترام الانسان الوافد وقمنا بالعديد من الاجراءات التي لم تصل بعد الى حد الكفاية المطلوبة لكننا على الطريق الصحيح. ومن هنا لا يمكننا ان نغفل المهجرين الفلسطينيين قسرا وظلما في لبنان من وطنهم فلسطين والنزوح السوري الذي بات يشكل ثلث سكان لبنان وهذا يلقي بثقله على هذا البلد الذي يتحمل كل الصعوبات".
وختم: "اخيرا ان دور قطر المتوازن والمنفتح يعلي من شأنها ويعطيها دورا بنّاءً في هذا الزمن، وبالتالي اختم لاقول هناك قاعدة تقول اذا اردت ان تستثمر لسنة واحدة ازرع سنبلة قمح، واذا اردت ان تستثمر لسنوات عديدة ازرع شجرة مثمرة، فستثمر بعد سنوات، لكن اذا اردت ان تستثمر للابد اصنع انسانا فلنقم معا بصناعة الانسان من اجل خير شعوبنا"..
لقاءات
وعلى هامش المؤتمر إلتقى بيرم وزراء عمل المغرب والبحرين والصومال والسنغال، وممثلة دولة الكويت حيث إتفق معها على آلية للتعاون بين البلدين ستظهر لاحقا ، كما إلتقى والوفد المرافق وبحضور قنصل لبنان شانط وارطانيان بتكليف من السفيرة فرح نبيه بري وزيرتي عمل أوغاندا وكينيا وتم الإتفاق على توقيع مذكرتي تفاهم".
لقاء المري
والتقى بيرم وزير العمل القطري الدكتور علي المري، حيث شكره بيرم على "حسن الضيافة ونجاح المؤتمر"، ووضع بين يديه "دعم الهبة التشغيلية لتعويض عمال وأصحاب العمل في جنوب لبنان عن الإعتداءات الإسرائيلية"، مشيرا الى ان "اللبنانيين في قطر هم أمانة لدى الأخوة القطريين لمزيد من تعزيز رواتبهم في ظل إرتفاع تكاليف المعيشة في قطر".
بدوره وعد الوزير القطري "ببذل كل الجهد لدعم وتنفيذ الهبة التشغيلية والإهتمام اللازم وتطوير كل أوجه التعاون" شاكرا لبيرم "حضوره ودوره وكلمته".
ثم كان الختام وبطلب من الوزير المري، الإجتماع التفصيلي للتعاون المتطور بين البلدين من خلال لقاء السيد أبو محمد البرقان المدير التنفيذي لمؤسسة "جسور" المملوكة من دولة قطر، والذي عرض لبيرم "التسهيلات المزمع إعتمادها وأوجه التعاون الواعدة حيث سيكون هناك لقاء تنفيذي في لبنان خلال شهر تموز المقبل".
تقرير المؤتمر
وإختتم مؤتمر "حوار الدوحة" في قطر لتنظيم العمالة الوافدة بين أفريقيا والخليج ولبنان والأردن على مستوى وزراء العمل في البلدان المعنية، بإصدار " إعلان الدوحة " الذي يعتبر مرجعا ارشاديا مهما لتنظيم العمالة واحترام الحقوق وإفادة الدول الأعضاء".
وإنقسمت النقاشات والكلمات الى شقين :
الاول، تقني، وقد تكلم فيه المستشارون والخبراء التقنيون، حيث ألقت المستشارة الدكتورة بتول الخنساء الكلمة التقنية لوزارة العمل اللبنانية، والتي فصلت الاجراءات التقنية للوزارة وخطة التحول الرقمي وإجراءات حماية العمال وتنظيم مكاتب الإستقدام، وشرحت تدابير وزير العمل وكيفية الإلتزام بتنفيذها وعرضت لتجربة نموذجية تمت أخيرا مع دولة أثيوبيا.
وقد لاقت هذه الكلمة إشادات متنوعة خاصة في ظل ظروف لبنان الصعبة.
أما الشق الثاني للمؤتمر، فكان على المستوى الوزاري حيث ألقى وزراء الدول المشاركة كلماتهم وكانت كلمة لبنان التي ألقاها الوزير مصطفى بيرم الذي أشاد بـ"إعلان الدوحة" ودور قطر المتوازن والتقريبي وإرساء الحوارات البناءة وجدد الإدانة لحرب الإبادة في غزة والإعتداءات على لبنان ، واعلن التمسك بالحوار وإطلاق مسار " ثقافة جسور التواصل في مواجهة جدران الفصل " وضرورة إحترام حقوق العمال وأولوية الإنسان لان الإنسان السويّ هو الذي يمكنه أن يبدع بعيدا عن القلق الوجودي"، وشدد على "أهمية النظر إلى افريقيا كمنجم للإنسان وليس كمنجم لموارد طبيعية لطالما كانت عرضة للنهب الإستعماري، وأشار إلى مظلومية المهجرين الفلسطينيين وخطورة النزوح السوري ووجوب عودتهم لبلادهم من أجل إعمارها في إطار الأخوة العربية".