قاسم
بعد النشيد الوطني ونشيد "التقدمي الاشتراكي" وترحيب وتقديم من ريان فتوح، ألقى مدير فرع دلهون عبد الكريم قاسم كلمة، إستعرض فيها "تاريخ الحزب وتقديماته في المنطقة على المستويات كافة، وأبرز المحطات النضالية منذ تأسيسه قبل 75 عاما الى اليوم"، مؤكدا انه "الحزب العابر للطوائف، الكاسر للحواجز الطبقية، حزب المساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق العمال والفلاحين"، مشيرا إلى أن "هذا اللقاء هو لتكريم مجموعة من الحزبيين في البلدة الذين ناضلوا في صفوف الحزب، كل من موقعه وعلى طريقته، سواء بالفكر أو العلم او بالعمل او من خلال جيش التحرير الشعبي"، معاهدا اياهم "بالسير على خطاهم واستكمال مسيرة الحزب، على مساحة الوطن وفي منطقة إقليم الخروب التي كانت ولا زالت وستبقى مثالا للتنوع والعيش الواحد".
عبد الله
ثم تحدث راعي الاحتفال النائب بلال عبدالله، فاستهل كلمته بالوقوف دقيقة صمت "حدادا على ارواح شهداء لبنان وشهداء فلسطين وجنوب لبنان"، وقال: "ونحن نحتفل باليوبيل المأسي لحزبنا التقدمي الاشتراكي، انوه بخطوة فرع دلهون الذي كان سباقا بتكريم مجموعة من الرفاق المناضلين الأحياء والاموات، أنها لفتة كريمة جدا. ونحن نحتفل بعيد الحزب في ظل هذه الظروف المأساوية، لنؤكد إننا نستمر من جيل إلى جيل، نحترم هذه الطاقات الكبرى التي قدمت وأعطت في أصعب المراحل، ونحترم ونستوعب هذا الجيل الجديد الذي يكمل مسيرة الآباء والأجداد والأهل في كل لبنان وفي إقليم الخروب وفي دلهون تحديدا".
أضاف: "إذا كان لا بد من الإشارة إلى دلهون فيجب الإشادة بهذه البلدة، فهي عروس الإقليم بالمعنى الحضاري والثقافي والرقي والعلم والعطاء، التكافل والتضامن والرياضة، فتحية إلى أهل دلهون"، وقال: "ليست المسألة خطوط حمر او خضر، المسألة الأساسية أننا في صراع وجودي اليوم، ولسنا في صدد أن نقول مإذا قدمنا او ماذا يجب أن نقدم، فقط لأنه في أمكنة عدة نعتبر أنفسنا لا زلنا مقصرين، فهناك الكثير المطلوب لهذه المنطقة التي لها دينا علينا أن نقوم به، نجير كل طاقاتنا وامكاناتنا، ولكن أعتقد أن هناك هوة كبيرة بين الإمكانات والحاجات، لذلك نتكاتف جميعا ونتعاطف ونتساعد جميعا كل من له باع في العمل العام الاجتماعي والسياسي والانمائي في هذه المنطقة، لكي نكون بجد متكاتفين مع أهلنا في هذه الظروف الصعبة".
وتابع: "يجب ان ننظر الى الحزب التقدمي الاشتراكي من منظار المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي انتقل من موقع التقليد والاقطاع، إلى موقع العمل المباشر الذي حمل شعارات العدالة الاجتماعية والمساواة وحسن توزيع الثروة والبناء ووحدة البلد وتكريس المواطنة وإلغاء الطائفية السياسية. كمال جنبلاط الذي حمل شعار فلسطين في قلبه وادائه، كمال جنبلاط الذي فتح وشرع عمل كل الاحزاب، بعد أن كان الكثير منها ممنوع أن يعمل في لبنان، كمال جنبلاط رفض أن يدخل السجن العربي الكبير، ولهذا السبب اغتيل، وأعتقد أن من اغتال كمال جنبلاط كان يراهن أن هذه المسيرة توقفت، الرفاق في الحزب التقدمي الاشتراكي بكل مندرجاتهم يستكملون المسيرة، والحزب كما كان معطاء وجريئا في الظروف الصعبة، كان جريئا أكثر ومتحمسا أكثر ومصرا أكثر من أي وقت مضى على طي صفحة الماضي، لذلك كانت زيارة البطريرك صفير واللقاء الشهير في المختارة، والذي من خلاله طوينا معا إلى ما لانهاية صفحة الحرب الداخلية وقررنا سويا أن نعيد اللحمة الى هذا العيش الواحد، ليس فقط في الجبل، وإنما في كل لبنان. هذه المحطات التاريخية هي اهم شيء، فنحن نتحدث عن العمل الوطني الذي كرس الحزب نفسه في كل المحطات وكان في أدق الظروف يحاول حماية البلد".
واردف: "يتهمنا البعض بالتسويات احيانا. اؤكد لهم واقول انتم على حق، نحن بكل جرأة نقوم بالتسويات وبكل قناعة نتراجع احيانا ليس لمأرب فئوية او لمصالح حزبية، بل نقوم بذلك لحماية البلد. المحطات كثيرة ولن اكرر أين كنا واين اصبحنا، إلا إذا كان هناك من يريد أن نستمر في استجرار الأزمات والحروب الداخلية، لذلك ونحن اليوم نكرم هذه النخبة من الأهل والرفاق في دلهون، نؤكد للجميع إننا مستمرون في هذا الخط، مستمرون في حماية لبنان، وهناك محرك واحد لكل ذلك وهو إننا نحرص على هذا البلد، نحرص على وحدة لبنان وعلى العيش الواحد فيه. وانتم تسمعون هذا الكم الهائل من الشعارات السياسية والسقوف العالية من كل الاطراف وليس من فريق واحد، لذا ليس بالسقوف العالية في هذا الوقت بالذات لن تنجز ما هو واجب علينا، انتخاب رئيس جمهورية حكومة كاملة الصلاحيات، مؤسسات دستورية تعمل للتعافي الاقتصادي، إعادة أموال المودعين والناس من كل هذه الأمور بحاجة إلى وحدة وطنية، إذ لا يستطيع أي فريق في لبنان مهما اشتد ذراعه ومهما قويت امكاناته، لا يستطيع أن يبني هذا البلد إلا ابناؤه، وابناؤه يجب أن يكونوا بالحد الأدنى موحدين على أرضية وطنية. هذه الرسالة التي يحملها الحزب الاشتراكي وسنحملها بكل جرأة ولن نهادن لا يمينا ولا يسارا، نحترم الجميع ونحث الجميع كما كنا وفي 7 تشرين عندما قلنا نحن مع فلسطين، ولكن مع عدم استدراج لبنان إلى مواجهة شاملة، لسنا بإمكانات مواجهتها وتحمل اعبائها، وما زلنا عند هذا الموقف".
وعن موضوع النازحين السوريين قال: "وضعنا خطة لمعالجة هذه المسألة ولكن حسابات الافرقاء الآخرين الذين نسمع خطاباتهم اليوم وتبجحهم احيانا، كان موقفهم مغايرا وكانوا مرتبطين ولن افسر أكثر، لأننا نحرص على الوحدة الوطنية، وعندما كان هناك ضرورة لمعالجة هذا الملف للأسف لم يبادر هؤلاء، اي من كان في السلطة، غريب أن من كان في السلطة طوال الوقت هو من يحاول اليوم أن يحمل غيره المسؤولية للأسف هذا لبنان. مع هذا كله، مع كل هؤلاء من يزايد ومن يطرح الحق، من يوصف المشكلة ومن يطرح الحل، ونحن نتواصل مع الجميع ونحاول أن نؤمن أرضية وطنية موحدة لمعالجة ومواكبة هذه الأعباء الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والامنية لهذا النزوح، بعيدا عن العنصرية، ولكن على قاعدة عدم جلد النفس، لأننا نسمع خطابات وكأن المطلوب من لبنان أن يعادي كل العالم، صحيح كل العالم متأمرعلى لبنان وهي ليست المرة إلاولى، وعندما تأمر كل العالم على الشعب السوري لم يكن الموضوع بعيدا عنا، ولكن اليوم اذا كان المطلوب أن نعادي كل العالم أعتقد أنه ليس من هنا الطريق، هناك مسؤولية مباشرة على الدولة السورية، وعلى من
هجّر، أن يساعد بإعادة النازحين، وقلنا هذا الكلام واعطينا توصية للحكومة لأن نتفاوض، على كل المستويات والاصعدة، هذا الموضوع لا موانع ولا ضوابط تجاهه اذا كان هناك جدية من الدولة السورية بأن تقرن القول بالفعل، وأعتقد المرحلة المقبلة ستثبت ذلك. نعم المجتمع الدولي مقصر، وأحيانا متواطىء بشكلين: أولا ما نسمعه جيدا، والثاني يدفع من خلال مؤسساته وليس من خلال الدولة ، وحسب لقاءاتنا مع هؤلاء وكلامنا المباشر معهم يترحمون على الدولة، عندما يرون فساد هذه المنظمات للأسف".
اضاف: "في هذه المناسبة وفي هذا الظرف بالذات سعينا وسنسعى إلى تأمين أرضية وطنية لحوار داخلي ولتشاور داخلي، وأن نؤمن هذا المناخ الداخلي لكي يستطيع الاخر أن يساعدنا. سمعتم بيان اللجنة الخماسية، هو بيان ممتاز، ولكن هل هناك من يسمع ومن يترجم هذا الموضوع بالداخل، للأسف لا، لأن المواقف لا زالت في نفس المكان والسقوف ما زالت مرتفعة، وأعتقد أنه إذا كان هناك إصرار أن تبقى الرئاسة محجوزة إلى ما بعد غزة، فللأسف يبدو إننا سننتظر طويلا، لأن هذا الاستشراس بالعدوانية والوحشية والتواطؤ الغربي ضد قضية وشعب فلسطين واغماض العينين عن كل ما يجري وعن الدم البريء الذي يسيل في كل فلسطين، وأعتقد هو إشارة واضحة بأن هذا المجتمع الدولي، يعطي الفرصة الكاملة للعدو الاسرائيلي بأن يستكمل إجرامه ووحشيته ضد الشعب الفلسطيني، وربما سيعيد نفس الكرة ضد الشعب اللبناني ولبنان، لذلك في هذا الظرف بالذات نحن بحاجة إلى وحدة وطنية، وإلى خطاب وطني موحد وبحاجة أن نحرص جميعا على بعضنا البعض وأن نحصن هذا البلد بالحد الأدنى من خطاب وطني جامع بعيدا عن الكلام الذي نسمعه احيانا من هنا وهناك، والذي يرفع بعض الشعارات التي طوينا صفحتها من فترات طويلة".
وختم محييا "فرع دلهون والرفيقات والرفاق والمكرمين وعائلاتهم، ونتمنى أن نكون دائما كما كنا في هذا الاقليم، لأن ما يميزه أنه يفخر بكل الطاقات العلمية والسياسية والأنمائية وإذا كان هناك من تنافس فليكن من أجل الناس. والحزب الاشتراكي كان وسيبقى الوعاء الذي يتسع للجميع".
بعدها تم تقديم دروع تقديرية على الحزبيين القدامى.
وقدمت خلية دلهون في منظمة الشباب التقدمي باقة من الورد لمدير الفرع عبد الكريم قاسم عربون شكر وتقدير.