أخبار ساخنة

مؤتمر في ذكرى مئوية جبران خليل جبران: "مئة عام على رسالته العالمية... كتاب النبي"


عقدت مؤسسة الفكر اللبناني ILT التابعة لمكتبات جامعة "سيدة اللويزة"، بالتعاون مع مدير مركز الكرسي الرسولي للبابا بنديكتوس السادس عشر للثقافة والتعاليم الدينية والفلسفية، وقسم اللغة الإنكليزية والترجمة في كلية العلوم الإنسانية في الجامعة، مؤتمرا بمناسبة مئوية جبران خليل جبران بعنوان: "مئة عام على رسالته العالمية "كتاب النبي"، اليوم الأول في قاعة "عصام فارس" في حرم الجامعة، والثاني في فندق Le Notre- الأرز.

حضر المؤتمر مدير الشؤون العامة في السفارة الأميركية في بيروت ماثيو غوشكو، رئيس لجنة جبران الوطنية البروفيسور فادي رحمة وأعضاء اللجنة، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري ونوابه ومساعدوهم، إضافة إلى العمداء والهيئة التعليمية والإدارية واللجنة التنظيمية، مؤسسة الفكر اللبناني، كلية الإنسانيات من خلال قسم اللغة الإنكليزية والترجمة، كرسي بندكتوس السادس عشر، الى شخصيات ديبلوماسية، قضائية، عسكرية، نقابية، فكرية، ثقافية، أدبية، أكاديمية، بلدية، اختيارية، اجتماعية، إعلامية، وطلاب جامعة سيدة اللويزة.

 

بعد النشيد الوطني وكلمة لمدير الشؤون العامة والبروتوكول في الجامعة ماجد بو هدير، عرض فيلم قصيرا فيه ومضات عن هذه المئوية.

 

نصر الله

وألقى الباحث في مؤسسة "الفكر اللبناني" الدكتور طوني نصرلله كلمة باسم اللجنة التنظيمية قال فيها: "يصادف هذا العام بداية الذكرى المئوية الثانية لكتاب "النبي" لجبران خليل جبران، والذي ظهر للمرة الأولى في عام 1923 في نيويورك. لقد ترجم كتاب النبي إلى أكثر من 100 لغة، وبيع منه أكثر من عشرة ملايين نسخة بلغته الإنكليزية الأصلية".

أضاف: "يشرفنا وجود مشاركين من خارج لبنان في هذا المؤتمر، خصوصا المتحدثة الرئيسية التي أتت من بلغاريا لتقديم بحثها حول خليل جبران وسفراء يقرؤون مقتطفات من كتاب النبي بمختلف اللغات".

 

رحمة

وقال رئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة: "حتى بعد مرور 100 عام، ما زلنا بحاجة إلى الأفكار التي طورها جبران خليل جبران وإلى روحانيته. ففي القرن الحادي والعشرين، نشهد تجدد الحروب والتطرف وظهور الذكاء الاصطناعي الذي قد يجهل الأبعاد الإنسانية العاطفية والروحية في حياتنا. ولذا، حان الوقت اليوم لإعادة قراءة تحفة جبران التي تتناول قضايا مثل الرحمة والعدل، وحب البشرية، وتقبل الغير، وحوار الأديان، واحترام الآخر".

أضاف: "يمكننا جميعا أن نكتسب من خلال جبران الحكمة اللازمة لمعالجة قضايا حاسمة مثل النزاعات القائمة بين الأجيال أو إيجاد التوازن في حياة الأزواج".

وتابع: "حتى بعد 100 عام على نشر كتاب "النبي"، يظل الكتاب بالنسبة للكثيرين منا مصدر إلهام في اتخاذ القرارات اليومية".

ودعا "الجميع إلى إعادة قراءته والتعمق في تفاصيله"، وقال: "أنا على يقين أن الجميع سيجدون المزيد من عناصر التفكير والروحانية والشعر التي يمكن أن تغذي الروح والعقل".

 

الخوري

بدوره، قال رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري: "أيها المشاركون، رجاء كونوا في السكوت لأنه هنا، بيننا ومعنا، فنبي أورفليس لم يمت، وقد حضر اليوم، لا ليقول شكرا لنا، بل جاء ليلومنا ويوبخنا ويسخر من ضعفنا ولامبالاتنا، من تراخينا وكسلنا، من تنكرنا لإنسانيتنا، من تعلقنا بالقشور، من كفرنا، من حقدنا، من أهوائنا الغرائزية، من ماديتنا وتسطحنا، من ادعاءاتنا الفارغة، من تثاؤبنا على أرصفة العظمة، من إدارة ظهورنا للوطن والوطنية والمواطنة، وخجلنا بالقيم، والتضحية المجانية بعرق أجدادنا والتراب، وبتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا".

 

أضاف: "اليوم ندرك يا جبران عمق إثمنا وبعد خطيئتنا، ونرى آثار ما اقترفناه بحقك، ففيما كان الغرب ولما يزل يرفعك على مذابح العبقرية والإبداع، ترانا نرجو تلامذتنا في المدارس والجامعات ليقرؤوك وليتعرفوا إلى ظاهرة من لبنان ملأت شهرتها الدنيا واغتنت بإنجازاتها شتى أرقى الثقافات".

وختم: "لعلنا بعد مئة عام نستفيق فنقدر شموليتك ونقدر أبعاد كونيتك، ونؤسس لعصر إنساني جديد وللبنان آخر يكون لنا ولك هذه المرة ونقيم فيه مدارس وجامعات تعلم نبيك وتسير في مواكبك وتكون عواصفك تهب في وجه الباطل، وأرواحا متمردة على الظلم وتكون حديقة لنبيك وملاذا لتائهك، ومروجا لعرائسك، وتكون جنة لذاك اليسوع ابن الإنسان".

 

غوشكو

وألقى ضيف الشرف ماثيو غوشكو كلمة قال فيها: "جبران هو أحد فنانينا العظماء في لبنان وأميركا. أعتقد أن السبب وراء صدى "النبي" بعمق لدى الناس في جميع أنحاء العالم، هو أنه يجسد أكثر مما يعنيه للبنانيين أو الأميركيين، أو أي لبناني - أميركي. "النبي" يتحدث عما يعنيه أن تكون إنسانا".

 

أضاف: "إن أحد الأسباب التي تجعل أعمال جبران تلخص الإنسانية بشكل جيد هو أنه ولد ونشأ في بلدين، بطبيعتهما وتاريخهما. بلدان هما مزيج عالمي من الثقافات والمجتمعات والمعتقدات المختلفة".

وتابع: "هنا، يمكن لرسالة جبران عن إنسانيتنا العالمية أن ترشدنا إلى الحقيقة الأساسية، وهي أنه بغض النظر عن المكان الذي أتينا منه، فإن هناك ما يربطنا ببعض أكثر مما يفرقنا. كما أن ماضينا وهوياتنا تساعد في خلق شيء عظيم".

 

وتخللت المؤتمر حوارات بين المشاركين عن فصول من كتاب النبي تمحورت حول الفرح والحزن والصداقة والحرية والشرائع والخير والشر، إضافة الى الدين والعطاء.

وفي اليوم الثاني، تطرق المشاركون إلى "أهمية كتاب النبي وترجمته الى لغات عدة".

كما ناقشوا القضايا الأساسية التي تتعلق بالألم والموت والزمن والحب في كتابات جبران.

وفي الختام، قدم الأب الخوري إلى غوشكو هدية تذكارية من جامعة سيدة اللويزة عبارة عن كتاب يتضمن خواطر لجبران خليل جبران، ثم شهادات للمشاركين في هذا المؤتمر.