أخبار ساخنة

14 شباط 2024 الكلمة للشعب... الحجار لـ"النهار": سعد يحمل راية مشروع الرئيس الشهيد


يتحضّر الشارع السني، ومعه جمهور "المستقبل"، اليوم لإحياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق #الحريري في وسط بيروت، بحضور نجله رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين الحريري، الذي كان حريصاً طوال الأعوام السابقة على إحياء المناسبة والحضور بين أهله إلى جانب محبّي الرئيس الشهيد، فيكون اللقاء عند الضريح لقراءة الفاتحة وإطلاق أمنيات السلام.
تصادف ذكرى هذا العام مرور سنتين على إعلان الحريري تعليق نشاطه السياسي في لبنان ومغادرة البلاد. قرار الحريري جاء في خضمّ أزمات سياسية واقتصادية جمّة استدعت ثورة شعبيّة ضخمة طالبت بتنحّي المنظومة السياسية الحاكمة آنذاك، تحت شعار "كلّن يعني كلّن"، فاستجاب الحريري لمطلب الشارع، وأعلن استقالة الحكومة نزولاً عند رغبة الشعب الثائر، لتأتي الحكومات المتعاقبة بعده لتستعرض إنجازات افتراضية هشّة زرعت البؤس في نفوس الثائرين واللبنانيين جميعاً.
غياب الحريري أحدث فراغاً كبيراً على المستوى الوطني عامة، وفي مستوى الشارع السنيّ بشكل خاص، فباتت الحاجة لعودة سعد الحريري ملحّة؛ وهذه المرة على ضوء الاعتبار من أخطاء الماضي، وعلى قاعدة روحيّة وحركة #14 آذار 2005، لرسم خريطة مواجهة سلميّة سياديّة تُنقذ لبنان ممّا أوقعوه فيه.
تأتي الذكرى الـ19 لاستشهاد "الرفيق" مناسبة يضغط في أثنائها الشارع السنّي على الحريري ليعود عن قراره ويزاول عمله السياسي. لذلك أطلق "تيار المستقبل" شعار "تعوا ننزل ليرجع" لحشد أكبر عدد ممكن من المناصرين من جميع المناطق اللبنانية في وسط بيروت تزامناً مع زيارة الحريري لضريح والده الشهيد، وتأكيداً على أهميّة الحريرية السياسية وحاجة لبنان والمنطقة لوجود سعد الحريري سياسياً في البلاد. وقد تصدّر هاشتاغ "#تعوا_ننزل_ليرجع" منصّات التواصل الاجتماعي منذ بداية شباط الجاري، وامتلأت المناطق اللبنانيّة بصور ولافتات تحمل شعارات وفاء للرئيس الشهيد، وتأييد لعودة الحريري الابن، منها "على العهد والوعد ناطرينك"، "كبار وصغار قولوا الله وقوموا يلا"، "سيبقى يذكر اللبنانيون من أوقف حروبهم وبلسم جراحهم"، "الاعتدال والوطنية خلاص الوطن... سعد الحريري ارجع"، "انهيار الدولة بحاجة لبارقة أمل... عودتك ضرورة"، "لأن تاريخك ناصع الجبين حننزل متّحدين" و"رجاع ليرجع البلد".
وفي حديث لـ"النهار"، قال النائب السابق في "كتلة المستقبل" محمد الحجّار: "الحشود من جميع المناطق والمذاهب والطوائف، كل محبّ لرفيق وسعد الحريري سيكون أمام الضريح وفاءً وإحياء للذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس الحريري وتمنياً على سعد العدول عن قراره. اليوم الكلمة ستكون للشعب لنقول للرئيس الحريري إننا على خطاك سنتابع مسيرتك مع سعد تحديداً".


وأضاف: "لماذا سعد الحريري؟ لأن الجميع يرى ويعرف جيداً أنّ لبنان من دونه يعيش في حالة من الفراغ، وفي ضوء ما يُحكى عن "ما بعد غزة" من غير الجائز غياب المكوّن الأساسي السنيّ تيار المستقبل في هذه الحالة".
 
وقال: "هذا المكوّن لم يستطع أحد أن يملأ مكانه. هذا المكوّن لديه ولاء لسعد رفيق الحريري فقط، ومن حقّنا كمحبّي رفيق وسعد الحريري وجمهور "تيار المستقبل" أن نطالب الحريري بأن يعيد النظر بقرار العدول والعودة إلى الحياة السياسية. إلا أنّ الطبيعي أن القرار يعود له، ومهما كان، نحن معه دائماً".
وتابع الحجّار: "سعد هو ابن رفيق الحريري، والشعبيّة التي يملكها اليوم لا شكّ في أنّها انتقلت من الأب إلى الابن، فهو الذي حمل راية مشروع الرئيس الشهيد، ذاك المشروع الذي ذهبت دماء الرئيس الحريري فداء له (لبنان العربي، السيّد، الحر، المستقل، الدولة، الاعتدال، الحوار والسلم الأهلي)؛ هذه هي المفاهيم التي حملها مشروع الرئس الشهيد رفيق الحريري؛ واللبنانيون على مدى 19 عاماً مع سعد الحريري، واكبوه ورأوا أنّ هذا الرجل يتحلّى بسمات وُجدت عند الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهذه هي المدرسة الحريرية".
وأردف أنّه "خلال وجود الحريري في لبنان، وقبل قرار الاعتكاف، الكثيرون هاجموه وخوّنوه وانتقدوه خاصّة بعد التسويات والاتفاقات كربط النزاع مع "حزب الله"؛ وهي الخطوة التي لاقت انتقاداً واستنكاراً كبيراً، لنأتي اليوم ونرى أنّ المنطقة بكاملها تخطو خطوة ربط النزاع. وبعد عامين من الغياب، تأكّد الجميع أّنّ الحريري كان على صواب، وأنه كانت لديه نظرة مستقبلية نحو ما يمكن أن تؤول إليه الأمور".
واعتبر الحجّار أنّ "سبب تعلّق شباب اليوم بالحريري الابن هو العلاقة المتينة التي جمعته بهم طوال السنين الماضية، إضافة إلى التعقيد الذي حلّ علينا بغياب سعد وشعورهم باليُتم؛ لذلك هم اليوم أوّل من يطالبه بالعودة، لاّنه الخلاص الوحيد لمستقبل لبنان، ولا يجب أن يبقى خارج المشهد السياسي لأنه يجسّد تطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم".
وأضاف: "من الجدير ذكره أنّ الحريري، وبعد 12 يوماً من انتفاضة 17 تشرين، قدّم استقالة الحكومة نزولاً عند رغبة الشارع الذي تمتّع بأغلبية شبابية، وسعد اليوم يرى ما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي وسيشاهد اليوم الحشود الشعبية المطالبة به".
وأكّد الحجار أنّ "سعد الحريري لا يُغريه كرسيّ ولا منصب، ولا يبحث عن نفسه بل جلّ ما يشغله هو مصلحة لبنان، لذلك لن يكذب على أحد، ولن يعد بأية إنجازات إن لم يتأكّد أنّ باقي الأفرقاء السياسيين على جهوزية تامةّ للتعاطي معه بشكل إيجابي لتحقيق إنجازات جماعية من أجل لبنان".
في 14 شباط 2024، سيكون الضريح و#بيت الوسط مفتوحَين أمام الجميع، و"تيار المستقبل" وقطاع شباب "تيار المستقبل" خليّة نحل لا تهدأ في المحافظات كافة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لتنظيم مشاركة أهالي المناطق في "يوم الوفاء" للحريري.

في 14 شباط 2024، سيتذكّر اللبنانيون قامة رجل، وطنيّ، جريء، ذهب بحبّه للوطن إلى حدود الاستشهاد، هو رفيق الحريري الذي كانت له اليد الطولى في توقّف الحرب، وفي انطلاق مسيرة العمران في لبنان، وفي بناء الإنسان اللبناني. ومذّاك، تاريخ 14 شباط 2005، باتت عقارب الساعة تعود إلى الوراء، علّ مَن يعتبر ويقرّر أنّ أيّ أمل بكل غد آت هو بالتصاق الأيادي الإسلامية والمسيحية، وبارتفاع صرخة الحناجر تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال، تماماً كما حصل في 14 آذار 2005.