أخبار ساخنة

المؤتمر الشعبي اللبناني في ذكرى ثورة يوليو الناصرية: لمشروع عربي يحقق التكامل والنهوض ويحمي الأمن القومي


اصدرت قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني البيان الآتي:
تحل الذكرى الحادية والسبعين لثورة يوليو الناصرية، وقد غادرنا الى دنيا الحق ابنها البار رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الاخ المناضل كمال شاتيلا الذي كانت له وقفات في كل محطة من محطاتها، فما خفت صوته يومًا في الدعوة الى التزام نهجها سبيلًا لرفعة الأمة وتحررها من نير الاستعمار والصهيونية، ووسيلة للقضاء على التجزئة والفقر اللذين هما الهدفان البارزان من الاحتلال الصهيوني، بدعم استعماري مفتوح، لفلسطين ولأراض عربية في سوريا ولبنان ومصر والاردن.
وقد قرأ الراحل الكبير منذ زمن بعيد، المتغيرات الدولية والإقليمية فرأى فيها إشارات تحد من قدرة المستعمرين الأطلسيين، وتدفع بشمس الغرب الى الغياب، ليسطع فجر الشرق بقيمٍ مختلفة، على البشرية التي عانت الحروب والاضطهاد والاحتلال ونهب الثروات، واشعال الفتن، ونبش الأحقاد والعصبيات، ومحاولة تسييد قيم الرذيلة والفساد والانحلال، بما يناقض ليس الأديان السماوية فحسب بل الفطرة الانسانية نفسها.
في ذكرى ثورة يوليو المجيدة، والتي بزغ من خلالها فجر جديد على المنطقة والعالم، فكانت ايذانًا بانتهاء عهد الاستعمار القديم، نرى في المؤتمر الشعبي اللبناني من الضرورة بمكان التذكير بالمواقف العربية التي اطلقها الفقيد الكبير قبيل رحيله ونشرتها جريدة الأهرام المصرية وملخصها التالي:
1- تطبيق المشروع الذي تقدمت به القيادة المصرية ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي الى القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ عام 2015، وهذا المشروع يقوم على ثلاثة مرتكزات رئيسة هي: التكامل الاقتصادي العربي، واحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك، وتشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة لحماية الأمن القومي العربي والدفاع عن مقومات الدولة الوطنية. ان المتغيرات الدولية والإقليمية التي جرت منذ العام 2015 وحتى الآن نراها تسهل نجاح هذا المشروع الذي يتواءم مع اهداف ثورة يوليو الناصرية في مجال الأمن القومي العربي والتنمية العربية ووقف اي تدخل سلبي في شؤون اي دولة عربية.

2- الاستفادة من تراجع الحلف الأطلسي عالميًا وتقدم الشرق العالمي، روسيا والصين ودول البريكس ومنظمة شنغهاي، لتعزيز وتنشيط الحوار الايجابي العربي مع المحيط الإقليمي بما يخفف من التوترات والنزاعات مع دول الجوار على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

3- دعم المقاومة الشعبية في فلسطين، فهذه المقاومة التي قال عنها القائد الخالد جمال عبد الناصر، انها وجدت لتبقى، نراها اليوم في اجيال الشباب الصاعد الذي راهن العدو على انه سوف ينسى القضية، فإذ بقوافل الشهداء، من القدس الى جنين الى نابلس الى غزة الى الخليل ورام الله واريحا وطول كرم وبيت لحم، والى كل منطقة فلسطينية محتلة، هي منارات حرية وتحرر قريب بإذن الله. ان قوافل الشهداء تؤكد مرة أخرى ان ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة، وان مسار التفاوض والركون الى اللجان الدولية لن ينتج سوى مزيد من إطالة أمد الاحتلال الصهيوني الغاشم وزيادة كلفة التحرير. وعلى العرب ان يضغطوا بكل قوتهم لوقف الانقسام الجغرافي الفلسطيني لتوحيد جهود المقاومين وتشكيل بيئة حاضنة لهم .

4- العمل على وقف الاقتتال داخل اي دولة عربية، وحل النزاعات العربية – العربية في الإطار العربي، ودعم سوريا لإخراج القوات الأجنية الأميركية والتركية المحتلة لأقسام واسعة منها، ووقف سعير الاقتتال داخل السودان، والتشجيع على الحل السياسي في ليبيا واليمن.

ختاماً، لا بد من التأكيد على أن مبادئ ونهج ثورة يوليو هي المدماك الأساس لإحداث التنمية والتقدم والتطوير في المنطقة العربية، فقد جربت مشاريع مغايرة لهذه المبادئ على امتداد اكثر من نصف قرن  فلم تحصد الأمة سوى الخيبات والتراجعات. ان المبادئ ثابتة فيما الأساليب متغيرة، فليجتهد الجميع في البحث عن الأساليب الفضلى التي تخدم تنفيذ الأهداف الكبرى في الحرية والتحرر والتقدم.


بيروت في 22 تموز 2023