أخبار ساخنة

وفد من دار إفتاء جبل لبنان زار المطران العمّار في صيدا وتأكيد على التواصل والتلاقي في مواجهة التحديات


 
صيدا – أحمد منصور
     
زار وفد من دار إفتاء جبل لبنان، بإسم المفتي الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، مطرانية صيدا المارونية، حيث التقى راعي الأبرشية المطران مارون العمّار، في إطار التواصل والتلاقي بين المرجعيات الروحيّة في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في هذه الأوضاع الصعبة التي تتطلب منّا التكاتف والتعاضد . 
   وترأس الوفد القاضي الشيخ محمد هاني الجوزو، وضمّ رئيس دائرة أوقاف جبل لبنان المحامي محمد الخطيب والمشايخ: حسن الشاهين، أحمد الجنون، ماجد سعد، أحمد مزهر والمحامي طارق عمّار وأسامة بردويل، بحضور الأب الرئيس المونسنيور جوزيف القزي ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم .
   
   وتخلل اللقاء مداولاوت ونقاش حول عدد من القضايا التي تهم المجتمع اللبناني، مع التأكيد على أهمية العمل المشترك لحماية العائلة اللبنانية، بوجه محاولات إستهدافها والنيل منها وتفكيكها تحت مسميات متعددة، وكانت الآراء متفقة على هذا الأمر، ومرحّبة بكل جهد يصب في هذا الاتجاه.

  الجوزو
   الشيخ الجوزو تحدث في بداية اللقاء، فنقل تحيات والده المفتي محمد علي الجوزو للمطران العمّار، متمنيا له التوفيق، والعمل المشترك في ترسيخ الوحدة الوطنية والعيش الواحد .
  وقال الشيخ الجوزو:" زيارتنا اليوم تأتي في إطار التواصل، مع المرجعيات المعتدلة والحريصة على مصلحة الوطن، ونحن نحرص على الشراكة والتواصل مع بعضنا البعض، للقيام بواجبنا تجاه أهلنا ووطننا لبنان ."
 وأكد الجوزو ان المرجعيات الروحية هم أولى الناس بالتواصل وبناء جسور العلاقات، لافتا الى ان الدين الإسلامي يأمرنا بذلك، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة، وفي ظل المشاريع التي ترسم للبنان لتغيير رسالته ودوره وهويته، مشدداً على أهمية وضرورة ان نحمل رسالة مشتركة بوجه تلك التحديات، ومؤكداً على تكريس العيش المشترك فعلياً بين أبناء الوطن بكل معانيه، لافتا الى اهمية التلاقي والتعاون .." 

  وتوجه الجوزو الى القمة العربية التي تعقد في المملكة العربية السعودية، متمنيا من الدول العربية التي كانت تحرص دائما على لبنان، أن ترعاه وتوليه الاهتمام، وتعمل على اخراجه من أزماته، مؤكدا ان لبنان امتداده الأصيل والتاريخي الى الأمة العربية .
   كما أكد الجوزو على اهمية التمسك بالقيم الأخلاقية، لافتاً الى ان أول رسالة وأهمها في الدين هي الأخلاق، معتبرا اننا اليوم أحوج ما نكون الى وضع منظومة قيم وطنية، ويكون لها رعاية من جميع المؤسسات الدينية والروحية، سواء الكنيسة او دار الإفتاء في كل المناطق اللبنانية، لافتا الى ان هذا هو الهاجس لدينا اليوم في ظل الإنهيار الحاصل على مستوى القيم الاخلاقية، وانتشار الموبقات والفساد والرذيلة وغيرها .

  كما دعا الجوزو الى وضع ميثاق أخلاقي للعيش المشترك، مؤكدا ان الأخلاق تجمع الكل، وعلى الجميع أن يرعاها، وهي ليست عملية إختيارية، فهناك وطن تحكمه قيما عامة وتاريخية، وواجبنا جميعا احتضانها وحمايتها، معلنا رفضه ان نترك هذه الأمور خاضعة للنسبية والأفكار ..
   وأثنى الجوزو على الدور الوطني الذي يلعبه المطران العمّار، الذي يعمل على تقريب المسافات، مؤكدا  العمل على تعزيز هذه الصلة والعلاقات لما فيه المنطقة والوطن .  
  وتطرق الى الشأن الرئاسي، فأكد ان واجبنا جميعا ان نسعى لسد الفراغ الرئاسي والإتفاق على انتخاب رئيس جمهورية، مشيرا الى انه ما من بلد يمكن ان يقوم بدون رئيس، فآن الأوان أن نخرج من هذه الدوامة والحلقة المفرغة، داعيا الى صناعة الرئيس من الداخل اللبناني، لا انتظار الخارج، خصوصا واننا قادرون على صناعة رئيس من خلال التواصل والانفتاح، منددا بالمتاريس الطائفية التي تعيق العمل الوطني والصالح العام للشعب اللبناني، مشددا على ان لبنان يختزن العديد من الكفاءات التي يمكن ان تقود البلاد الى شاطئ الأمان ..
  
 العمّار
  من جهته رحّب المطران العمّار بالوفد، مؤكدا ان اللقاء هو خير ويحمل البركات لنا جميعا، منوها بالدور الوطني للمفتي الجوزو وبمسيرته الطويلة في دار الإفتاء .
   وأكد المطران العمّار ان التواصل هو عنصر مكون أساسي لأبناء الوطن، مشددا على أهمية هذا التواصل والتعاون بيننا في سبيل مصلحة الوطن .
  وأضاف :" نحن بحاجة ضمن هذا التواصل، الى توطيد الثقة بين بعضنا البعض وبين اللبنانيين، فمن من مصائب السياسيين في لبنان، انهم لا يثقون ببعضهم البعض، فهم يتواصلون شخصيا، ولكن عند الحسم نراهم يفقدون الثقة بين بعضهم البعض، داعيا الى بذل الجهود الكبيرة والعمل على خلق الثقة بيننا، فكلنا أبناء وطن واحد، ولا يمكننا العيش بأمان وسلام، إلا اذا كنا نثق ببعضنا البعض .

وفي موضوع رئاسة الجمهورية، دعا جميع المسؤولين، الى انتخاب رئيس على مستوى طموحاتنا، ويكون يمثلنا جميعا، ونثق به، وقال :"نتشرف ان يكون لدينا رئيس امام العالم أجمع، فالرئيس هو رأس الوطن، وكما يقول غبطة البطريرك "ما من جسم يعيش دون رأس"، نتمنى ان يكون لدينا رئيس لكل اللبنانيين في القريب العاجل .. 
 وختم المطران العمّار حديثه بالتشديد على متابعة التواصل وتعزيز العلاقات التي تجمع ابناء الوطن ولا تفرقهم .