أخبار ساخنة

إحتفال بإطلاق مشروع "نراك" لجمعية الشوف للتنمية في دير مار شربل – الجية تخلله تحية وفاء للمهندس الراحل سمير الخطيب


   

   نظّمت "جمعية الشوف للتنمية"، إحتفالا على مسرح دير مارشربل – الجية، بمناسبة إطلاق مشروع "نراك"، إيمانا منها بأهمية تفعيل دور المرأة، وتخلله تحية وفاء للراحل المهندس سمير الخطيب،  وحضره : النائب بلال عبد الله، النائب ميشال موسى، راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، أمين سر نقابة المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب، السفير الأوسترالي اندور بارنز، النائبة السابقة بهية الحريري، شهناز القشوع ممثلة النائب السابق محمد الحجار، ممثلة الأمم المتحدة لشؤون المرأة في لبنان جيلان المسيري، المقدم وائل محمود ممثلا مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ممثل عن العميد المتقاعد عماد القعقور، مساعد رئاسة المجلس الشيعي الأعلى لشؤون العلاقات العامة علي الحاج، نجلا المهندس الراحل سمير الخطيب المهندس رجا والسيدة لارا، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب ميلار السيد، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، حسين الحاج عن حركة أمل، رئيس دير مارشربل في الجية الأب شربل القزي، النائب الأسقفي الخاص رئيس بلدية جدرا الاب جوزيف القزي، الشيخ أياد عبد الله، رؤساء بلديات البرجين محمد ياسين، كترمايا المحامي يحيى علاء الدين وسبلين محمد أحمد يونس، رئيس رابطة مخاتير الشوف مختار المعنية جوزف القزي ومخاتير، المدير العام لجمعية الوعي والمواساة الخيرية الدكتور عماد سعيد ومسؤولة العلاقات العامة نجوى سعيد، رئيس لجنة مهرجانات الاقليم الدكتور نضال شعبان، وفد من جمعية "وردانيتي" برئاسة أسما بيرم، وسيدات وهيئات تربوية وفاعليات .   
    إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم تقديم من الإعلامية سهى شعبان، بعدها عرض فيلم قصير عرّف بجمعية الشوف للتنمية، ثم شريط فيديو آخر عن المهندس الراحل سمير الخطيب، بصفته الداعم الاساسي في انطلاق مشوار الجمعية .
العمّار
   ثم ألقى المطران العمّار كلمة قال فيها :"بارك الله لكم جميعاً، وبارك لكل انسان يقدم قطرة ندى لأخيه الإنسان، ان بالعلاج الطبي، او بالحضور النفسي او الحضور الإنساني او التعليمي، او التربوي، او السياسي، او في أي موضوع آخر، كل مساعدة نقف بها بجانب اخينا الانسان، هي قطرة ندى تحيي .. وجمعية الشوف للتنمية أعتبرها نقطة ندى في هذا الشوف، حتى نستطيع فعلا أن نكون بجانب اخوتنا الذين نستطيع أن نساعدهم بقطرة ندى ."

وأضاف "نبارك لجمعية الشوف للتنمية رئيسةً وأعضاءً ومشجعين، على كل الأعمال التي تقوم بها في الشوف خصوصاً، وفي لبنان عموماً، فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نشأت فيها وعمرها القصير في العمل، فقد حققت مشاريع عديدة على الصعيد الطبي والإنساني والاجتماعي، وكأنها مغروسة في هذا الشوف منذ زمن طويل . وكان لسعيد الذكر المرحوم المهندس سمير الخطيب، والذي نحيي روحه الطاهرة اليوم، ايادٍ بيضاء في انطلاقة ودعم هذه الجمعية ." 
  وقال العمّار: "ضمن مشروع "نراكِ" للعام 2023 أحبت جمعية الشوف للتنمية، ان يكون اليوم مؤتمرها الأول حول موضوع المرأة ودعمها المادي والنفسي والإجتماعي، وتفعيل دورها في المجتمع، وحمايتها من النواحي القانونية والعملية . لكي تقوم بدورها الريادي في خدمة العائلة والمجتمع، وتشارك في الحياة السياسية والإجتماعية بما قدر الله لها من نعم ومواهب وفضائل . وقد مدت الجمعية يدها الى السفارات الأجنبية طالبة منها الدعم المادي والإجتماعي والعلمي، مستفيدة من خبراتها في هذا المجال . وقد وعدتنا  الجمعية بمؤتمرات أخرى تتبع ما نقوم به الآن للإضاءة على جوانب أخرى من دور المرأة في المجتمع وحياتها فيه ." 

    وتابع "نجتمع اليوم مع نخبة من المفكرين والمثقفين والعاملين في الحقل السياسي والإجتماعي والطبي والتربوي، والذين تربطني بهم شخصياً علاقة المودة والإحترام والتقدير، لما يقومون به كل في حقل عمله، وقد برزوا واصبح لهم في المجتمع المكانة المرموقة والتقدير الكبير على ما قاموا ويقومون به، مضحين من اجل خير الوطن والمواطن . نتحلق اليوم حولهم لنسمع بانتباه كبير لما سيدلون به من خلاصة علمهم وخبرتهم وحضورهم الاجتماعي والحضاري المميز في الموضوع الذي سيعالجونه . ولنا كل الثقة بأننا سنكتنز الكثير من حكمتهم الإنسانية وعلمهم الوافر . اننا نصلي لكل فاعلي الخير ونطلب من الله ان يكثر جناهم ولكل من يحاول ان يؤسس لعدالة اجتماعية في وطننا وفي العالم . "

     وقال:"اسمحوا لي ان أتوجه بكلمة صغيرة من القلب في هذه المناسبة، الى حبيب قلبنا واستاذنا ومهندسنا الراحل سمير الخطيب، عندما تراه لأول مرة يدخل قلبك مباشرة بابتسامته أولاً، وفي أصعب الظروف تبقى الإبتسامة على وجهه وتدخل مباشرة الى القلب . وهو دخل الى قلوبنا بابتسامته قبل ان يدخل بكرمه . عندما كنت اتحدث واياه بالأمور اللبنانية كنت أتساءل وأقول " لا زال يوجد هناك اشخاص لبنانيون بهذه البراءة اللبنانية التي لا يداخلها غش وبهذا الانتماء اللبناني المميز، وبهذا الولاء لهذا الوطن . "
    وأضاف "من خلال احاديثنا معه كنا نشعر كم كان يحب لبنان وكم كان مستعدا ليضحي من اجل لبنان وربما عندما عرضت عليه رئاسة الوزراء، ووجدوا أنه بهذا القدر يحب لبنان خافوا منه !. وعندما وجدوا رأيه بهذا القدر واضحاً وصادقاً في العلاقة بين اللبنانيين ربما كان ذلك من الأسباب التي جعلتهم لا يريدونه ان يصل .. نعم لقد ملك علينا قلوبنا وحياتنا بمحبته وبكرمه وانسانيته، ولكن بنوع خاص بولائه لهذا الوطن ولكل ابناء الوطن بدون تمييز . نأمل من اولاده بارك الله فيهم جميعاً ان يكملوا هذه المسيرة المميزة لأن الوالد ترك لكم كنزاً ربما اهم من كل الكنوز، ترفعون به رأسكم دائماً وتقولوا أمام كل الناس انتم أولاد مَن. ويبقى رأسكم مرفوعاً الى الأبد ولبنانيتكم مرفوعة الى الأبد بارككم  الله وان شاء الله تكملوا هذه الرسالة. 

موسى
  وألقى رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب الدكتور ميشال موسى كلمة شكر فيها بدايةً جمعية الشوف للتنمية تنظيمها للمؤتمر واختيارها مواضيع اجتماعية في هذه المراحل الصعبة وللدير استضافته لهذا المؤتمر .
واستعرض موسى مطولاً تاريخ وتطور وواقع حقوق المرأة في لبنان والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها لبنان بهذا الخصوص منذ العام 1945، تاريخ  اعلان ميثاق الأمم المتحدة والعام 1948 تاريخ توقيع لبنان على الإعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948، مرورا بكل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان والمرأة والتي وقعها لبنان، وصولا الى اتفاقية القضاء على كل اشكال التمييز ضد المرأة "سيداو " عام 1996، والتزام لبنان بإعلان ومنهاج عمل بيكين عام 1995 .
   وقال: ومن ضمن مجالات التدخل التي حددها الإعلان للنهوض بالمرأة وتحقيق المساواة، موقع المرأة في السلطة وصنع القرار . وأخيرا التزم لبنان بخطة التنمية المستدامة 2030 في العام 2015 بأهدافها التنموية السبعة عشر. ومن ضمنها الهدف 5 المعني بتحقيق المساواة بين الجنسين وبتمكين كل النساء والفتيات .
 وأشار الى ان المجلس النيابي يولي اهتماما خاصاً بحقوق الانسان عامة، وبحقوق المرأة بشكل خاص، من خلال لجنة حقوق الانسان ولجنة المرأة والطفل، معدداً بعض القوانين التي اقرها لبنان او عدلها لضمان حقوق المرأة على عدة صعد . 
   وتطرق موسى الى مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فقال ان المرأة اللبنانية حصلت على حق الاقتراع عام 1952 ، ولكن تأخر وصول المرأة اللبنانية الى تولي مناصب وزارية حتى العام 2004 . وفي العام 2016 ضمت الحقائب الوزارية منصب وزيرة دولة لشؤون المرأة للمرة الأولى في لبنان ( في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري ) وشهد العام 2020 ولأول مرة في تاريخ لبنان والعالم العربي وصول ست وزيرات الى الحكومة ( حكومة الرئيس حسان دياب ) من اصل 20 وزيرا . وفي انتخابات عام 2009 قدمت 12 امرأة ترشيحهن الى الانتخابات النيابية مقابل 111 امرأة في انتخابات 2018 و 157 امرأة في انتخابات 2022 وبالرغم من هذا التقدم في الترشح الا ان نسبة وصول السيدات الى النيابة بقيت ضئيلة . 

   وفيما يتعلق بقانون الانتخاب، قال موسى انه "تم تقديم 4 اقتراحات قوانين حول الكوتا النسائية خلال العامين 2019 و2021 من قبل الكتل النيابية المختلفة ضمت جميعها الى ملف قانون الانتخابات النيابية غير ان الاقتراح النهائي بعد درسه في اللجان النيابية والاتفاق على تخصيص 26 مقعدا للنساء من ضمن 128 وتضمين اللوائح الانتخابية 40% من النساء، عاد وسقط في الهيئة العامة بحجة ان الكوتا النسائية لا تسري على الأقليات وبالتالي سوف تؤدي الى خلل بالتمثيل الطائفي والمناطقي ، وتم تأجيل البت فيه ". 
   ورأى موسى أن" أهم أسباب عدم مشاركة المرأة اللبنانية في الحياة السياسية ، قانون الانتخاب الذي لا يسمح بالترشح بشكل فردي وانما من ضمن قوائم حزبية او تابعة لبيوت وعائلات سياسية قد لا تنتمي اليها ".

   وأشار الى أن التمثيل النسائي في المجالس البلدية والاختيارية حقق تقدما ملحوظا في انتخابات 2016 البلدية اذ وصلت 636 امراة الى عضوية ورئاسة المجالس البلدية و57 امرأة الى منصب مختار . 
   واعتبر أن "المجتمع اللبناني لا يزال بحاجة لتطوير ثقافي تربوي لتخطي المقاربة الطائفية والتمييز على أساس الجنس خاصة في الترشح وتبوء مراكز القرار" . وراى ان "التشريع اللبناني ينبغي ان يتحول الى تشريع إيجابي يضمن دخول النساء الى المعترك السياسي عبر إقرار الكوتا النسائية بانتظار التحول المنشود ". 
وقال موسى : ان تمكين النساء في النظام السياسي اللبناني هو امر ضروري للنهوض بالوطن. فعند البحث عن حلول للانهيار والأزمات التي يعاني منها لبنان حاليا ، من المجدي الاعتراف بأن غياب الوجه الأنثوي في مراكز صنع القرار قد يكون واحدا من أسباب هذه الأزمات المتعددة . فالحلول المنتظرة مهما كانت فعالة لن تكون متكاملة اذا تم عزل النساء عن لعب دور أساسي في الحياة السياسية اللبنانية . 

 شمعون
  وكانت كلمة للسفيرة ترايسي شمعون  بعنوان "دور المجتمع في حماية حقوق المرأة في ظل غياب الدولة" فأمُلت أَنْ يَكونَ هَذَا الحَدَثُ هوَ اَلْأَوَّلُ ضِمْنَ سِلْسِلَةِ نِقاشاتٍ وَلِقاءاتٍ تَتناولُ مَسْأَلَةَ مُساعَدَةِ المَرْأَةِ اللُّبْنانيَّةِ فِي الكَثيرِ مِنْ نَوَاحِي حَياتِها خِلالَ هَذِهِ اَلْاَيّامِ التّي يَشوبُها الغُموض.
  وأضافت" إِنَّ التَّفَكُّكَ المُتنامي لِلدَّوْلَةِ اللُّبْنانيَّةِ، يَتَسَبَّبُ بِالْكَثِيرِ مِنْ التَّعْقِيدَاتِ في حَياتِنا، فَضْلًا عَنْ حَالَاتٍ مِنْ التَّوَتُّرِ والْقَلَقِ، لَيْسَ على المُسْتَوَى المادّيِّ فَحَسْب، بَلْ عَلَى مُسْتَوى وجودِيّ أعمَقْ. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَلْمُسَ هَذِهِ الصِّعاب مِنْ خِلالِ الهِجْرَةِ غَيْرِ المَسْبُوقَة لِلشَّبَابِ، وزّيادَةِ حَالَاتِ الِانْتِحار، بِمَا فِي ذَلِكَ الوَفِيّاتُ اَلَّتِي تَتَسَبَّبُ بِها المُحاوَلاتُ غَيْرُ الشَّرْعيَّةِ المَحْفوفَةِ بِالْمَخَاطِرِ لِمُغادَرَةِ البِلاد، وَهيَ مُحاوَلاتٌ مُسْتَمِرَّة يُمْلِئُهَا اليَأْس. والْحَقيقَةُ المُرَّةُ هِيَ أَنَّ الشَّعْبَ اللُّبْنانيّ، قَدْ تَخَلَّى عَنْهُ هَذَا النِّظامُ اَلَّذِي تُجَسِّدُه مُؤَسَّساتُ الدَّوْلَةِ اَلَّتِي وُجِدَت لخِدْمَتِهِ، وانْهَارَتْ جَميعُها مُنْذُ أَحداث شَهْر تِشْرينَ اَلْأوَّل 2019."
وتطرقت الى الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية  في لبنان وتأثيراتها السلبية على مختلف القطاعات، ورأت انه رغم كل ذلك، لَمْ نَشْهَدْ أَيّ تَحَرُّكٍ لِلتَخْفِيفِ مِن وَطأَةِ هَذَا السُّقوطِ الحُرِّ لِلبلد عَلَى طَريقِ الِانْحِلالِ، وَقَدْ تَفاقُمَ ذَلِكَ عَلَى مَرِّ اَلْأَيّامِ وأَدّى إلى وَضْعٍ كارِثيٍّ على شَتَّى الأَصْعِدَة.
  واعتبرت ان لبنان أَضْحَى اليَوْمَ بَلَدًا فَقِيرًا، وَهَذِهِ لَعْنَةٌ لِأُمَّةٍ كَانَت يَوْماً تتغنّى بأنّها لُؤْلُؤَةَ الشَّرْقِ، ودعت الى اعْتِمادَ شَكْلٍ جَديدٍ مِنْ الحَوْكَمَة يَرْتَكِزُ عَلى عُنْصُرَيْنِ. أَوَّلاً: يَجِبُ أَنْ تُحَرِّكَهُ رَغْبَةٌ في الِاعْتِناءِ بِالشَّعْبِ؛ وَثَانِيًا: يَجِبُ أَنْ يَقُودَهُ التَّخْطيطُ وَرُؤْيَةٌ طَويلَةُ الأَمَدِ مِنْ أَجْلِ لُبْنَان، فَبِدُونِ ذَلِكَ سَوْفَ يَظِلُّ لُبْنَان فِي حالَةٍ دائِمَةٍ مِنْ إِدارَةِ الأَزَماتِ المُزْمِنَة.
  ورأت إِنَّ النِّساءِ، كَمَجْموعَةٍ اجْتِماعيَّة، غَيْرُ مَرْئِيَّاتٍ فِي لُبْنَانَ، وَقد لَمستُ ذلك شَخْصِيًّا بِشِدَّةٍ فِي الفترة الأَخيرَةِ. وَمَا سَأَقولُهُ لَيْسَ بِدَافِعِ الغَضَبِ أو الِامْتِعاض، بَلْ بِالأَحْرَى كَمُراقَبَةٍ غير مُتَحَيِّزَةٍ  لِوَضْعٍ  خاصٍّ، لأَنَّني كُنْتَ إحْدَى السَّيِّدَتَيْنِ اَلْلَّتَيْنِ تَرْشَّحَتَا الَّى رِئاسَةَ الجُمْهُورِيَّةِ اللُّبْنانيَّةِ وَكَلَّفتَا نَفْسَيْهُمَا بتَقْديمِ رُؤْيَةٍ كامِلَةٍ لِلُبْنَان، وَمعْ ذَلِكَ نَادِرًا مَا يُلفَظُ إسْمَاهُمَا.

وعَلَينا كُلُّنا أَنْ نَحْرِصَ عَلَى مُساعَدَةِ المَرْأَةِ لِبُلوغِ أهْدافِها، وَبِصُورَةٍ خاصَّةٍ المَرْأَةَ اَلَّتِي تُكَافِحُ  لِتُغَطّي  نَفَقاتِها  وَتُرَبِّي عائِلَتِها بِكَرامَةٍ فِي بيئَةٍ لَا تُؤْمِّنُ البُنْيَةَ  التَّحْتيَّةَ  الدّاعِمَة اَلَّتِي يَجِبُ أَنْ يُوَفِّرَهَا بَلَدٌ طَبيعيٌّ يَحْتَرِمُ نَفْسَهُ لِجَمِيعِ المُوَاطِنِينَ فِي يَوْمِنَا هَذَا وَعَصْرِنا هَذَا.
  وقالت :"اعْتَقِدُ أَنَّ الوَقْتَ قَدْ حَانَ لِلنَّظَرِ الَّى بَعْضُنا البَعْضُ بِدُونِ تَمْييزٍ، وَلِخَلْقِ ثَقافَةٍ جَديدة مِنَ الِاحْتِرامِ المُتَبادَلِ والْمُشارَكَةِ والتَّعاوُن. هَذَا الوَضْعُ الِاقْتِصاديُّ المُزْرِي يَقْتَضِي مِنَّا أَنْ نَضَعَ خِلافاتِنا جانِباً فَنُصْبِحَ مُسَهِّلينَ لِبَعْضِنا البَعْضِ بَدَل أنْ نَكونَ مُعَرْقِلينَ للنَّجاحِ.
وأعربت عن سرورها لهذا اللقاء، مؤكدة ان لُبْنَانُ بَلَدٌ صَغيرٌ وَعَلَيْنَا أنْ نَفْهَمَ تَرابُطَنا مَعَ بَعْضِنا البَعْضِ. وإذا كانَ هُنَاكَ أَيُّ حَسَنَةٍ لِهَذِهِ الأزمَةِ اَلرَّهيبَةِ اَلَّتِي نُقاسي مِنْهَا جَمِيعًا، فَهِيَ أنَّها تُجْبِرُنا عَلَى ايْجَادِ مِساحاتٍ مُشْتَرَكَةٍ، وَمَدِّ أيْدينا إلى بَعْضِنا البَعْضِ لإعادَةِ بِناءِ وَطَنِنَا. فمَا مِنْ حَلٍّ آخَرَ.
عبد الله
    بدوره ألقى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله  كلمة بعنوان:" المرأة والعدالة الإجتماعية"، فحيا الحضور، وأشار الى ان النظام السياسي في لبنان، نظام معقّد وتأمين المستلزمات الكاملة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، ليس بالسهل، وذلك لعاملين أساسيين يمنعان حتى اليوم الوصول إلى هذا المستوى من التعاطي الإيجابي الراقي."
  وأضاف "العامل الأول هو العامل الاقتصادي، ويحلم من يظن أن المرأة تستطيع أن تأخذ كامل حقوقها اذا لم تكن مستقلة اقتصاديا، فقد أثبتت كل التجارب في كل العالم أن الحرية الاقتصادية للمرأة والشابة والتلميذة  والطالبة، وكل الفئات العمرية للنساء هي عامل أساسي بالمساواة، وطالما المجتمع والقوانين والأنظمة تمنع هذه المساواة يبقى الشعار جميلا. وليس من السهل في نظامنا السياسي الطائفي، والطوائف والأديان لها مكان مرموق في مجتمعاتنا وتفاصيل حياتنا، لذلك علينا جميعا كأحزاب وقوى سياسية ورجال دين ومجتمع مدني، أن نعي كيف نستطيع أن نوائم بين العدالة للمرأة في حقوقها وواجباتها وبين المسلمات والبديهيات الدينية لكل الطوائف والتي هي متشابهة في كثير من الأحيان، وهي ليست مهمة سهلة."
   وتابع " دعوني أقول بكل صراحة احيانا أتلمس بأنها قد تكون مستحيلة، والسبب انه نحن لا نبادر ولا نتجرأ احيانا والفريق المولج ايضا بهذه المسألة يجب أن يكون ربما اسلس بالتعاطي مع موضوع تطوير كل القوانين والأنظمة المرعية الإجراء فيما يختص بالعدالة مع النساء. وعندما قاربنا موضوع الكوتا النسائية للأسف لم نصل إلى نتيجة، وبكل صراحة نحن بدأنا بتطبيق هذه الكوتا على الأقل في حزبنا التقدمي الاشتراكي، تطبيق صارم، ونحن من ضمن الكتل النيابية التي تقدمت باقتراح قانون  الكوتا النسائية. 
واقول من هذا المنبر سنطور هذا الاقتراح، لأنه كان اقتراح بالترشيح سنطوره ليكون فعليا بالنجاح  إذ لا قيمة للترشيح فقط. هذا الشق من الموضوع يجب أن يتابع، نربط العدالة بين الرجل والمرأة  بالحرية الاقتصادية، ونحن في وطن مأزوم والرجل لا يملك الحرية الاقتصادية، فكيف بالمرأة ".

  وتابع: اما في الشق الثاني القوانين، وكما أشرت يجب أن نبدأ من مكان ما، إذ لا نستطيع أن نبقى في نفس النقطة العالقة بين العلمانيين وبين الاديان، فليكن حوار مفتوح وهناك في التاريخ اللبناني العديد من رجال الدين العلمانيين من كل الطوائف الذين استطاعوا في هذه المسألة أن يقطعوا أشواطا كبيرة  حتى سبقوا الأحزاب.
هذا الموضوع يجب أن يكون لدينا الجرأة الولوج إليه في مكان ما، لأنه عندما تقول باقتراح او رأي او قانون ما، فأما تكفر او تخون. وهذه المسألة يجب أن لا نستمر بها خاصة إننا نشهد هذه المتغيرات في العالم وفي الإقليم خاصة، يجب أن تستفيد من ذلك ونعمل وتطور هذا المجتمع.

الحريري
 ثم تحدثت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري فشكرت رئيسة جمعية الشوف للتنمية الدكتورة دعد قزي على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في إطلاق هذه المبادرة المميزة، التي تخاطب كلّ المجتمع اللبناني عبر المرأة الضامنة للتّماسك الأسري، الإجتماعي والوطني، والراعية والحاضنة للتربية والتّعليم، والتي جعلت منها مؤسسة الشوف للتنمية حدثاً أساسياً لأنّ صيانة الإنسان وحمايته لا تكون إلاّ عبر التّعليم وتعزيز المعرفة بكلّ أدواتها وموضوعاتها ..
 وأضافت" أنوّه بمسيرة مؤتمرات مشروع "نراكِ" الذي تطلقه اليوم جمعية الشوف للتنمية، على أمل أن نستطيع متابعته والإطلاع على مخرجاته وتحدّياته، وأن تشكّل هذه الإرادة الطيّبة شمعة تضيء ظلمات ما تعانيه كلّ الأسر اللبنانية بشيوخها ونسائها ورجالها وشاباتها وشبابها وأطفالها وقطاعاتها .. ولا أعتقد بأنّ أحداً ينتظر منا أن نوضّح ما نتحدّث عنه أو نذكّر بما يعانيه كامل الشعب اللبناني بكلّ أجياله ومناطقه من مظلومية جارحة ولا تطاق.. تجاوزت طاقات وقدرات هذا المجتمع الطّيب على تحمّل جورها وظلمها، هذا الشعب اللبناني الأصيل الذي لطالما تجاوز على مرّ التّاريخ الكثير من المحن والتّحديات، وبقيت رايات المعرفة والتّعليم والعدالة وحقوق الإنسان مرفوعة وهي ميزة وسمة كلّ إنسان و إنسانة من لبنان."
وقالت :"لقد كنت من المحظوظين بأن عائلتي منذ البداية آمنت بقدراتي وهذا الأساس، وهي التي قدمتني، فكنت أول امراة مسلمة تتقدم بالترشيح للأطراف وكانت الانتخابات النيابية في ذلك الوقت على أساس محافظتي الجنوب والنبطية معاً، وأنا اعتز بكل صوت منح لي، ولم يكن هناك تمييز بين الذين انتخبوني من الرجال والنساء على السواء، وكنت من المحظيين بنسبة النساء اللواتي آمنّ بقدراتي لأنه كان سبق ذلك لي 14 سنة من العمل في احلك الظروف التي مرت بها المنطقة منذ العام 1979 من اجتياحات إسرائيلية وازمات.. انني أدعو كل امرأة وكل فتاة لأن لا تفقد الأمل بأنها تستطيع ان تصل، لكن بداية يجب ان نكون موجودين على ارض صلبة فيها ايمان بقدرة أي مرشح او مرشحة، ونحن الذين سبقنا وكنا من أوائل الذين تقدموا للعمل العام يجب ان نساعد الباقين كي يصلوا . الإنتخابات ليست فقط قرار، وانما هناك مسار .. فيجب ان نساعد في التدريب على هذا المسار، وعلينا أن لا نيأس لأن بلدنا بلد فريد من نوعه فيه ميزات كثيرة لأن رأسماله البشري مميز .. لدينا صعوبات اكيد، لكن لا شيء مستحيلاً."

وتمنت التوفيق للمؤتمر والريادة دائماً . 
 القزي
   وختاما ألقت رئيسة جمعية الشوف للتنمية الدكتورة دعد القزي كلمة الجمعية، فرحبت بجميع الحضور ، و اشارت الى انها كانت فكرةٌ انبثقت من رحمِ المعاناة الاقتصادية وجائحة كورونا، من شباباتٍ وشبّان آمنوا بقدرةِ الارادة على الانتصار .. سرعانَ ما انبعثت مؤسسةً رائدة، نمتْ في أحضانِها أنشطةٌ انسانيةٌ  ومراكزَ صخّية، تبلسمُ بعضاً من أثار تلك الأزمة، عنيتُ بها جمعية الشوف للتنمية .."
  وقالت :" لم يمرّ أكثرَ من سنتين على تأسيسها، ومن منطلقِ أهدافها لتمنية قدرات الانسان، وما عاينَه ناشطوها ميدانيا، ارتأتْ الجمعيةُ أن تبادرَ الى اطلاقِ سلسلة مؤتمرات " نراكِ" التي تهتمُ بدعم المرأة على الصعد كافة.
"   واشارت الى ان" نراكِ" يتضمنُ سلسلة مؤتمرات، تهدفُ الإضاءة على سبل تقديم الدعم النفسي للمرأة، وتفعيلِ سياساتِ حمايتها من النواحي القانونية والعملية، بما يسمحُ للمرأة،  بأداءِ دورها الريادي في خدمة عائلتها ومجتمعها، ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية، بالتعاونِ مع عددٍ من السفارات، والسلطات المحلية.
هنا، لا يسعني الّا أن أخص بالشكر  سعادةَ السفير الاوسترالي المعتمد في لبنان "اندور بارنز" المحترم، على الدعم الكبير لهذا المشروع، حيث سيكونُ نهار الأحد القادم في 21 ايار، انطلاقةَ اولى الخطوات العملية للمشروع عبر المؤتمر الأول الذي يتناولُ تقديمَ الدعم النفسي للمرأة المربّية لأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بشراكةٍ مع السفارةِ الاوسترالية في بيروت، فلهم منّا كل التقدير والاحترام.

أمّا دير مار شربل الجية، التابع للرهبنة المارونية، والذي بادرَ مشكورا الى احتضانِ أنشظة هذا المشروع المهم، فلا نجدُ أنّه بغريب على تلك الرهبنة، الرائدةُ تاريخيا في نهضة لبنانَ الرسالة ثقافيا وتربويا واجتماعيا، مواجهةً بايمانِ رهبانها وصلابة أبائها كل الصعاب التي مرّت على لبنان. 

وفي معرضِ ردّ بعضٍ من الجميل، لكلِّ الجنود المجهولين الذين يسهمون بقوّة ٍفي دعمِ جمعية الشوف للتنمية منذ انطلاقتها.. دعونا نستذكرَ معاً قامةً كبيرة من قامات منطقة الشوف العزيزة على قلوبنا جميعا، ورائداً ممن قدّموا النموذجَ الراقي عن قدرة اللبنانيين على الاعمارِ، والتميّزِ ف كل المجالات، رجلٌ وضعَ ثقتَهُ الكاملةَ بالجمعيةِ وناشطيها، فكانَ السبّاقَ لتقديم الدعم المالي والمعنوي، عندَ كلِّ مفترقٍ صعب، فاتحاً ذراعيه لأعمال الخير، من منطلقٍ ايماني ووطني تجاهَ ابناء منطقته، والذي فقدانه منذ فترة، إنه الراحلُ الكبير سمير الخطيب، الذي ستبقى أعمالُهُ حاضرةً بيننا، وذكرَاه محفورةً في وجداننا، فلترقد روحُكَ بسلام.. آمين.
 تقديم الدرع 
بعدها قدّم المطران العمّار لنجل المهندس سمير الخطيب  المهندس رجا، درعا عربون وفاء وتقدير .