أخبار ساخنة

إفتتاح معرض "بيروت المرفأ" في حضور الرئيس سلام : دعوة عامة للتأمل والتذكر وإعادة التخيل


افتتح معرض "بيروت المرفأ" رسميا أمس في مرصد العمارة والمدينة - بيت بيروت، في حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور نوّاف سلام، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، النائب ملحم خلف، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني، أعضاء مجلس إدارة مرفأ بيروت، والقيّمين على المعرض وشخصيات ثقافية وأكاديمية وإعلامية.

وأشار بيان مرصد العمارة والمدينة - بيت بيروت، الى "ان المعرض يتناول العلاقة المتشابكة بين بيروت ومرفئها. فبعدما نشأت بيروت الحديثة مع تأسيس المرفأ وانتعشت مع ازدهاره، دمرت مع تدميره، حتى بات جرحها الأكبر بعد انفجار 4 آب 2020.

منذ القرن التاسع عشر، تزامن نموّ المدينة مع نموّ المرفأ وتقاسما مجالاتها الجغرافية الضيّقة. لطالما حاصرت المدينة المرفأ، كما عرقل هو بدوره تنظيمها مرارًا".

أضاف البيان :"من هذا المنظار، يكتسب مشروع إعادة تأهيل المرفأ أبعاداً تتخطى إشكاليّة تصميم ميناء معاصر، لا بل يُعدّ تأهيل المرفأ فرصة فريدة وتاريخيّة لإعادة صياغة علاقة الميناء بالمدينة واستعادة دورهما المتكامل الذي صنع هويّة بيروت، المدينة المتوسطيّة المفتوحة على البحر".

وتابع :"ثلاث رؤىً للمرفأ تعكس ثلاث رؤىً للمدينة: من إعادة تشكيل سلِسَة وإعادة تَموْضع، إلى سيناريوهات طموحة لمدينة في توسّع دائم، وصولاً إلى خطة طوارئ تحافظ على الاستمرارية وتعيد المرفأ إلى نمط العمل المعتاد، وهي الرؤية التي تفضّلها السلطات المحليّة. أربعة أسئلة أساسيّة تبقى مطروحة: أيّ نوع من الحوكمة؟ ما هو مصدر التّمويل؟ ما علاقة المرفأ  بالمدينة والحيّز العام؟ وماذا عن جراحنا وذاكرتنا؟ 

"بيروت المرفأ ليس مجرد معرض، بل هو فعل جماعي من التذكّر والتطلّع"، تقول القيّمة هالة يونس "واليوم، هناك فرصة تاريخية لإعادة صياغة علاقة أكثر انسجامًا وتوازنًا بين بيروت ومرفئها."

بعد مرور خمس سنوات على الانفجار، وعلى الرغم من الجهود والمبادرات القيّمة التي يوثّقها المعرض، لا تزال أجزاء كبيرة من المرفأ أرضاً مقفرة، مهجورة ومهملة. فالعصف الذي دمّر المدينة في انفجار 4 آب وأطاح بمنشآت المرفأ، كشف أيضاً هشاشة حوكمته واعتمادها المميت على النظام السياسي الذي ما زال يشلّ لبنان".

وأشار الى "إنّ صدمة الانفجار والهزّات الارتداديّة المتتالية لا تزال تُقصي مخيّلتنا الجماعيّة عن المشاركة في تصوّر مستقبل لبيروت. فالهول تركنا في حالة من الشلل، معلّقين في اللحظة، في تكرار المشهد والشجن العميق؛ تركنا غير قادرين على العبور إلى المستقبل".

ولفت البيان الى انه لعلّ "معركة الأهراءات" تُجسّد هذا الصراع الداخلي بين ذواتنا التي تتمسّك بالذاكرة، وتلك التي تتوق إلى النسيان".

ونسق المعرض كل من: هالة يونس، منى الحلاّق، وهادي مروه. وأنجز بدعم من: -المديرية العامة للآثار– وزارة الثقافة.-المكتبة الشرقية – جامعة القديس يوسف في بيروت. وتم إنتاج "بيروت المرفأ" بفضل التزام الناشطين والناشطات من مبادرة "احكيلي" التي تعمل منذ نيسان 2025 على إعادة فتح بيت بيروت.
 
وأشار البيان الى ان مرصد العمارة والمدينة في بيت بيروت، مساحة مخصصة للنّاشطين في مجالات العمارة، التنظيم المدني، التنمية الإقليميّة، وتصميم المشاهد. من خلال المعارض والمؤتمرات، يسعى المرصد إلى تحفيز النقاش العام حول البيئة المبنيّة. يبحث في القضايا الأساسيّة التي تؤثّرعلى قابليّة العيش في المدن، مثل الحيّزالعام، حقّ السكن، النقل المشترك، الحدائق والمساحات الترفيهيّة.
ويركز مرصد بيت بيروت على ثلاثة محاور رئيسيّة  قد تكون أولويّة الفاعلين في مجال البيئة المبنيّة في لبنان: المحافظة على التراث،ترميم البيئة والمدينة، والمشاركة في الحيز العام.
 
ويمتد المعرض من 5 تشرين الثاني 2025 – حتى 8 شباط 2026، ويفتتح أبوابه من الأربعاء إلى الأحد، من الساعة 12 ظهرًا حتى 8 مساء.