أخبار ساخنة

مشروع آبار بسري… إلى نهاياته؟



أُعلن صباح اليوم الخميس، عبر منصة الشراء العام، عن إطلاق مناقصة مشروع “إمداد إقليم الخروب بالمياه ضمن نطاق مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان”، أي جرّ مياه آبار بسري إلى خزان التوزيع في بلدة بسابا في إقليم الخروب. ما يعني أن المشروع بات في مراحله الأخيرة، بعد أن سلك جميع المسارات الرسمية والشرعية، على أن تُفضّ العروض يوم الخميس الواقع في 20 تشرين الثاني المقبل، أي بعد نحو شهر من اليوم. وقد أعلن النائب السابق عن كتلة “المستقبل” النيابية محمد الحجار هذا الخبر عبر حسابه على منصة “إكس”.

ويُعدّ هذا المشروع المنتظر من المشاريع الحيوية والأساسية التي تحتاجها منطقة إقليم الخروب، إذ تعاني المنطقة، شأنها شأن معظم المناطق اللبنانية، من أزمات في تأمين المياه، وتعيش فترات تقنين في بعض المواسم. فضلًا عن أن حاجات سكانها من المياه لا تُلبّى بالكامل، إذ تشير معلومات موقع “لبنان الكبير” إلى أن حاجات أبناء الإقليم تتجاوز 15 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، في حين لا تحصل المنطقة حاليًا إلا على ما بين 3 و4 آلاف متر مكعب فقط.

لذلك، كان من أبرز الحلول المطروحة لمعالجة الأزمة، مشروع تزويد قرى وبلدات الإقليم بمياه الشفة من آبار تُحفر في حوض بسري، وهو المشروع الذي يُعدّ النائب الحجار أول من سعى إليه وأبرز من تابعه

وسعى إلى إنجازه منذ انطلاق فكرته، حتى بات يوصف بأنه “أب هذا المشروع”.

ففي عام 2016، تمكّن الحجار، بدعم من الرئيس سعد الحريري، من تأمين هبة مالية عبر مجلس الإنماء والإعمار من الصندوق الكويتي للتنمية، بلغت قيمتها مليونين ونصف المليون دولار أميركي، وهي الكلفة التقديرية لحفر وتجهيز الآبار ومحطات الضخ الملحقة بها.

وفي الفترة الماضية، ومع اقتراب مشروع حفر الآبار من نهايته، تابع الحجار ملف جرّ مياه الآبار إلى بلدة بسابا، حيث تم لهذه الغاية تشييد خزان لتوزيع المياه إلى قرى وبلدات الإقليم كافة، بسعة ألفي متر مكعب، بتمويل من اليونيسف وبالتعاون مع مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، التي ستتولى تنفيذ خط الجرّ. وكان الحجار قد أمّن في عام 2022، وبدعم من الرئيس سعد الحريري، كلفة تنفيذ هذا الخط من هبة ألمانية مقدَّمة لوزارة الطاقة والمياه.

ولهذه الغاية، عقد النائب الحجار سلسلة لقاءات مع المدير العام السابق لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، والحالي بالتكليف المهندس ربيع خليفة، لوضع دراسات مشروع “إمداد إقليم الخروب بالمياه” ودفتر شروطه، والذي حصل على موافقة ومصادقة وزير الطاقة والمياه وليد فياض الأسبوع الماضي، وأُعلن عن مناقصته

اليوم.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فإن مشروع حفر الآبار المموَّل بهبة من الصندوق الكويتي ويديره مجلس الإنماء والإعمار، ينصّ في صيغته الأساسية على حفر أربع آبار بقدرة إنتاجية تبلغ 15 ألف متر مكعب يوميًا، على أن تُجرّ المياه إلى خزان التوزيع في بسابا، ومنه إلى قرى وبلدات إقليم الخروب كافة.

وكان من المفترض أن يُنجز المشروع في أيلول 2019، غير أن مشكلات عدة واجهت المتعهّد، إضافة إلى الأحداث التي شهدها البلد، ما أدى إلى توقف العمل به. ومع عودة العمل في إدارات الدولة بعد انتفاضة 17 تشرين، عمل النائب الحجار على إعادة تحريك الملف بعد توقفه لأكثر من ثلاث سنوات، وجرت تسوية بين مجلس الإنماء والإعمار والمتعهّد، تمّ بموجبها الاتفاق على حفر وتجهيز بئرين، وحفر بئر ثالث دون تجهيزه، بالتوازي مع تنفيذ بقية مستلزمات المشروع من مضخات وخزانات وتمديدات وبنى تحتية ضمن حوض نهر بسري.

على أن يتم في مرحلة لاحقة تجهيز البئر الثالث وحفر وتجهيز بئر رابع عبر وزارة الطاقة والمياه أو مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، بتمويل من الهبة الألمانية المذكورة سابقًا.