
حضر الاطلاق الوزير حيدر ممثلا رئيس الحكومة نواف سلام ، ووزراء: تكنولوجيا المعلومات كمال شحادة، الشؤون الاجتماعية حنين السيد، الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان، رئيس لجنة الصحة والعمل النائب بلال عبدالله ، المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية في بيروت الدكتورة ربا جرادات، محافظ بيروت مروان عبود ، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر ، الأمين العام للهيئات الاقتصادية نقولا شماس وممثلون عن وزراء الداخلية، الاعلام والتنمية الادارية، المدير العام للامن العام، وجمعية الصناعيين، ومستشاري وزير العمل، وعدد كبير من رؤساء المصالح والدوائر والموظفين في الوزارة.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم عرض وزير العمل بشكل موجز ابرز انجازات الوزارة بعد ستة اشهر من تأليف الحكومة، وتلا ذلك عرض فيلم توثيقي عن عمل منظمة العمل العربية بعد 60 عاما على تأسيسها.
ثم القى وزير العمل محمد حيدر كلمة قال فيها: "بداية يشرفني أن أنقل إليكم تحيات دولة رئيس الحكومة اللبنانية، الدكتور نواف سلام، الذي شرفني وفوضني بتمثيله في هذا الحفل، مؤكدا دعمه الدائم لمثل هذه الخطوات النوعية التي تهدف إلى تطوير قطاع العمل وتعزيز قدرات الموارد البشرية".
أضاف: وأرحب بكم جميعا في هذا الحفل الذي نطلق من خلاله ورشة العمل حول دور التحول الرقمي في تطوير الكفاءات البشرية لإدارة العمل. ويسعدني أن أوجه تحية خاصة إلى ضيفنا الكريم، سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية الأستاذ فايز علي المطيري، ضيفنا المحب للبنان والذي يحبه اللبنانيون، والذي يشرفنا بحضوره اليوم ويؤكد مجددا حرص المنظمة على دعم جهود لبنان في تطوير قطاع العمل وتعزيز قدرات موارده البشرية".
تابع: "لعل الجدير ذكره أن هذه الورشة تعد الأولى من نوعها على مستوى وزارات العمل في المنطقة، ما يضفي عليها أهمية خاصة ويعكس جدية التعاون بين لبنان ومنظمة العمل العربية. ونحن نقدر بشكل خاص جهود ومتابعة سعادة المدير العام، التي كانت حاسمة في تمكين لبنان من استضافة هذا الحدث النوعي، وضمان أن يكون إطار العمل متكاملا، وتفاعليا، ويواكب أفضل المعايير العملية لإدارة الكفاءات في عصر التحول الرقمي. إن انعقاد هذه الورشة يشكل محطة أساسية لتحديث سوق العمل اللبناني، ويعكس الإمكانات التي يملكها لبنان لتطوير قدراته المؤسسية. ومن هذا المنطلق، فإننا نأمل أن يمتد الدعم العربي للبنان ليس فقط على مستوى وزارة العمل، بل ليشمل كافة الإدارات والوزارات والقطاعات، إذ لبنان ينتظر الكثير من أشقائه العرب ليتمكن من النهوض بمؤسساته وتحقيق التنمية المنشودة. كما تأتي هذه الورشة لتؤكد أن التحول الرقمي لم يعد خيارا ثانويا، بل ضرورة استراتيجية لتطوير أساليب الإدارة، وتحسين كفاءة الخدمات، وتعزيز القدرة على متابعة الملفات بشكل متكامل وشفاف، بما يضمن حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء".
وقال:" نرى في هذه المبادرة فرصة حقيقية لإطلاق حوار مستدام بين مختلف الجهات المعنية، لتبادل التجارب، وتطوير مهارات الموارد البشرية، وابتكار حلول عملية قابلة للتطبيق، بما يسهم في بناء نموذج متقدم لإدارة العمل يمكن أن يحتذى في المنطقة بأسرها. لقد آمنت وزارة العمل منذ اليوم الأول بأن الاستثمار في الإنسان، من تدريب وتأهيل، هو الطريق الأمثل لتحقيق تنمية مستدامة وحماية الاستقرار الاجتماعي. ومن هذا المنطلق، عملنا على وضع خطة واضحة لتعزيز قدرات العاملين في القطاع، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتطوير أنظمة متابعة فعالة تضمن التنفيذ الأمثل للسياسات".
وختم شاكرا "كل من ساهم في إنجاح هذه الورشة من فريق عمل الوزارة ومنظمة العمل العربية الذين عملوا بلا كلل لضمان أن يكون هذا الحدث على مستوى التطلعات"، وشكر "لكل الشركاء في منظمة العمل العربية على تعاونهم ودعمهم المتواصل. شكرا لكم، وأهلا بكم مجددا في بيروت، التي تحتضن اليوم هذا الحدث النوعي لخدمة العمل والعمال، وتعكس التزام لبنان بالابتكار والتطوير في إدارة الموارد البشرية".
المطيري
ثم كانت كلمة للدكتور المطيري قال فيها: "بعد غياب سنوات يسعدني أن أعود اليوم إلى بيروت، لأجدها كما عهدتها، رغم ما مرت به من تحديات وأزمات: "ست الدنيا"، ومنارة للثقافة والإبداع، وملتقى للفكر والمعرفة، وأيقونة الشرق. وانعقاد ورشتنا اليوم على أرض لبنان رسالة أمل في عاصمة تتقن صناعة الأمل والتفاؤل؛ فهذا البلد العظيم قادر على النهوض من جديد، ونفض غبار السنوات العصيبة كلما اشتدت به الكروب".
أضاف:"نعيش اليوم وضعا عصيبا في ضوء المستجدات الخطيرة التي تشهدها منطقتنا، ونحن في منظمة العمل العربية ندين بأشد العبارات الاعتداءات الغاشمة المتواصلة لقوات الاحتلال على قطاع غزة، فسياسات التجويع والتهجير التي تنتهجها، ترقى إلى إبادة جماعية تستهدف عمال القطاع وشعبه، ناهيك عن الانتهاكات المتكررة للأجواء والأراضي اللبنانية، والخرق الصارخ لسيادة عدد من الدول العربية في تصعيد غير مسبوق، وتحد صريح للمواثيق والأعراف الدولية. يشهد عالم العمل اليوم تحولات رقمية وتطورات تكنولوجية متسارعة أعادت صياغة أسواق العمل ومؤسساته، وغيرت في طبيعة الوظائف، وأنماط العمل، والمهارات المطلوبة. وأصبحت الرقمنة ركيزة أساسية لتطوير الكفاءات البشرية، وتحسين الخدمات، وتعزيز القدرة التنافسية، وتحفيز الابتكار والإبداع. لذلك فإن وزارات العمل في الدول العربية مطالبة اليوم بتبني مسار التحول الرقمي، كأداة للتحديث والتطوير الإداري، وتأهيل الكوادر الوطنية، وإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات التشغيل، وربط الشباب بفرص عمل لائقة ومستدامة. ومن هنا تأتي أهمية هذه الورشة حول "دور التحول الرقمي في تطوير الكفاءات البشرية لإدارات العمل"، التي ننظمها استجابة لطلب معالي وزير العمل الأخ الدكتور محمد بهجت حيدر ، لتزويد الكوادر العاملة في إدارات العمل بالمهارات الرقمية الضرورية لفهم أدوات التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في مواجهة التحديات، ولدعم جهود وزارة العمل في تطوير برامج تشغيل الشباب، وتوجيههم نحو القطاعات الحيوية والمستقبلية. كما تمثل هذه الورشة منصة لنقل الخبرات، واستشراف المهارات اللازمة لمواكبة المستقبل".
تابع: "دأبت منظمة العمل العربية طوال ستة عقود على متابعة التحولات العالمية ورصد انعكاساتها على أسواق العمل العربية، واقتراح السياسات الملائمة. وقد اعتمدت القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بغداد وثيقة "إعلان المبادئ بشأن مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية" الصادرة عن الدورة الخمسين لمؤتمر العمل العربي (بغداد/2024)، التي تؤكد تطوير المهارات والتعلم المستمر، وتحقيق التوازن بين التكنولوجيا والإنسان، ومواءمة التعليم والتدريب المهني والتقني مع متطلبات الاقتصاد الرقمي وسوق العمل المتغير. أؤكد لكم اليوم أن منظمة العمل العربية لا تألو جهدا في تلبية احتياجات الدول العربية الأعضاء، فمن خلال برامجها التدريبية وأنشطتها المتخصصة، وتوظيف إمكاناتها كافة لتقديم الدعم الفني ودفع مسارات التحول الرقمي، نعمل على بناء إدارات عمل حديثة، وتنمية كفاءات بشرية قادرة على المنافسة والإبداع،انطلاقا من قناعتنا بأن الاستثمار في الإنسان هو السبيل الأمثل لتجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل.
إننا في منظمة العمل العربية على ثقة أن لبنان، بتاريخه وحضارته، رغم كل ما مر به من حروب وويلات، لا ينكسر، وسيظل ينبض بالحياة والإبداع، ويزخر بكفاءات شابة قادرة على التحول إلى نموذج ريادي عربي في رقمنة سوق العمل، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، وإيجاد بيئة عمل أكثر إنصافا. نحيي الإرادة اللبنانية الصلبة التي لا تهزم، ونجدد التزامنا في منظمة العمل العربية بأن نكون داعمين لكل جهد يعيد لهذا البلد الشقيق تألقه واستقراره".
ختم:" اسمحوا لي أن أشيد بالجهود المتميزة التي بذلها الإخوة والأخوات في وزارة العمل للإعداد لهذه الورشة الهامة، والتي سيكون لها بالغ الأثر في إنجاح أعمالها وتحقيق أهدافها. كما أتمنى أن تسهم هذه الورشة في وضع اللبنات الأولى لإدارة عمل رقمية حديثة تعلي قيمة العمل اللائق، وتفتح آفاقا أرحب لمستقبل عمل أكثر إشراقا.حفظ الله لبنان، قيادة وحكومة وشعبا، وأعاد إليه الأمن والأمان والاستقرار".
بعد ذلك تبادل الوزير حيدر والدكتور المطيري دروع المحبة والتقدير.
ثم بدأت جلسة العمل التي تستمر الى يوم غد حيث تصدر النتائج والتوصيات وتسليم الشهادات.