
وكان للوزير كلمة بالمناسبة قال فيها: "احترت في امري ماذا اكتب والطائرات تقصف والحرب دائرة عندنا وفي غزة وفي اماكن اخرى، وكالعادة عندنا تختلط علي الامور افكر في كفردبيان. تذكرت انني وانا طفل في هذه البلدة رأيت امبراطوريات كبيرة وقد مرت عليها وذهبت وبقي. وبدأت مقالتي المركزية في ال financial times يومها بالقول :"اكتب لكم عن بلدة شهدت مرور الفنيقيين والرومان والبيزنطيين حتى الانتداب الفرنسي وكل منهم ترك فيها اثرا ، هم ذهبوا وهي بقيت".
وقال: "لذلك مهما تعلو علينا الصعوبات فإن نموذج قريتي تعبير عن كل لبنان مرت عليه امبراطوريات، واستهدف من غير بلد ،لكنه انتفض في كل مرة وعاد قويًا طموحًا متفردًا مختلفًا ومعتزا بماضيه، وعاملا على بناء مستقبله. اقول هذا لانه منذ مروري الاول في الحكومة منذ 25 عاما اعترف بانني دعيت على الاقل مرات ثلاث للعودة الى الحكومة واعتذرت. اعتذرت طبعا لاني كنت منهكا بالاعمال في العراق وفي نيمار وافريقيا ومؤخرا في ليبيا لمصلحة الامم المتحدة ، واخيراً كنت اعمل على انشاء جامعة متفوقة في باريس وقد نجحت والحمدلله".
وأضاف سلامة: "لكن السبب الحقيقي كان اني لم اكن مقتنعًا انه يمكن ان نُقدم على شيء حقيقي لمصلحة البلد في تلك الفترات التي عرضت علي للعودة الى الحكومة . لكني قبلت هذه المرة لاني اعتقد ان هناك فرصة حقيقية امام لبنان كي يستعيد عافيته بعد المآسي المتكررة التي مر بها من جائحة كورونا الى الانهيار المالي الخطير الى التهديدات والمعارك العسكرية التي اختيرت له".
وتابع: "لكن هناك فرصة اقول فرصة يعني انها غير مضمونة لكنها موجودة وبالتالي ان لم نحسن استعمالها وان لم نأخذ بتلابيبها ان لم نحولها الى إنجاز قد لا تتكرر مرة اخرى في قرن من الزمن . لذلك عدت الى لبنان مقتنعًا بأن هناك فرصة ومن واجبي ترجمة هذه الفرصة الى واقع".
واستعرض الواقع، حيث قال: "لا اريد ان اثقل عليكم بما نعانيه كل يوم وبماذا أبدأ؟ هل أبدأ بقرار دولي لم ينفذ كما يجب وما زال يعطي المجال لتحالف نحن لا نوده ونود نهاية سريعة له، ام أبدأ بانهيار مالي خطير افقد الكثير ودائعهم في البنوك وافقر البلاد وخفض ناتجها القومي من 48 مليار منذ خمس سنوات الى اقل من 20 مليارا هذه السنة. والى هجرة متفاقمة بين الشباب تجعل نسبة العاملين ضئيلة بالنسبة للمستفيدين وبالتالي هناك مجال هنا أيضا للخطر الاكيد. والادارات العامة اصبحت في حالة مآسوية في مختلف الادارات والوزارات"، مشيرا الى ان "التحديات كبيرة والفرصة المتاحة لهذه الحكومة ضئيلة لا تتجاوز ال15 شهرًا حتى موعد الانتخابات العامة. العام 2006 ولكني مصر بان هناك فرصة وبانه علينا ان نترجمها الى واقع وذلك لان الشغور الرئاسي قد انتهى. وتم انتخاب رئيس للجمهورية واضح التفكير واضح التعبير في خطاب القسم الذي القاه، ولانه تم تكليف قاضٍ دولي نزيه يعلم تفاصيل الدستور ولانه جيء بمجموعة الى الحكومة من افضل اللبنانيين الذين يفتخر بهم الانسان، انا انظر بتاريخهم ووجوههم واشعر بالفخر بالانتماء الى هذه المجموعة من الشباب الناجحين والمصرين على خدمة بلدهم وعلى التضحية باعمالهم في الخارج لكي يعودوا ويخدموا بلدهم. هناك فرصة نحن نعمل على تحويلها الى واقع."
واستطرد: "التحديات كبيرة دعوني اذكركم بآخرها وهو ليس الاسهل لقد جرت علينا حرب عام 82 واخرى عام 2006 وفي الحالتين جاءتنا المساعدات الكافية لاعادة الاعمار، ونحن لم نخرج تماما بعد من حرب كلفتنا على الاقل 12-13مليار دولار لكننا قد نجد
صعوبة هذة المرة في الحصول على اموال وتسألون لماذا؟ اولا، لان لبنان ليس وحده في ارجائه مدمر انما مختلف دول الشرق الادنى مدمرة، ونحن نحتاج الى ما يزيد عن 12-13 مليار دولار لاعادة الاعمار، وغزة بحاجة الى 160 مليار دولار وسوريا تحتاج ما يقارب ال 200 مليار، اذا نحن في حالة تنافس مع اقرب الجيران للحصول على الدعم من دول الخليج، هذا اضافة الى ان الدول الأوروبية قلصت نسبة المساعدات الخارجية وحولتها الى استثمارها في بنيتها العسكرية".
وختم سلامة: "نحن امام تحديات حقيقية ولكننا أيضًا جميعا امام اصرار على مواجهة هذه التحديات".
وكانت كلمات لكل من الدكتورة جوزفين زغيب باسم لجنة مهرجانات فقرا كُفْرْدِبَيَان الدولية، ورئيس بلدية كُفْرْدِبَيَان الدكتور بسام سلامة،
وفي الختام، تم تقديم درع تكريمية من بلدية كُفْرْدِبَيَان إلى الوزير سلامة تقديراً لجهوده في إعلاء الثقافة في لبنان، كما قدم أفرام زغيب هدية تذكارية يدوية للوزير سلامة، وقدم الحفل إيليو سلامة.
وكان الوزير سلامة زار القصر البلدي في كفردبيان حيث كان في استقباله رئيس البلدية واعضاء المجلس البلدي حيث شدد على "أهمية مقدرات كُفْرْدِبَيَان السياحية والطبيعية والثقافية، وغنى هذه البلدة بالآثار، وأهمها موقع فقرا، حيث وعد الوزير بإيلاء أهمية كبيرة للمحافظة على هذه المقومات وحمايتها، وإيجاد توازن بين المحافظة عليها وزيادة نسبة الاستثمار وحماية المستثمرين من جهة أخرى".