
ورأى أن "الوطن يمر في أخطر مراحله، منذ تحقيق الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1943، حيث العدوان الصهيوني الهمجي على معظم مناطق لبنان، وما يرتكبه من مجازر وحشية بحق المدنيين، وتدمير القرى والبلدات والمدن، واستهداف الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية والمستشفيات وطواقم الدفاع المدني والاسعافات، في جرائم حرب غير مسبوقة تنتهك كل القانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف ذات الصلة، وبدعم أميركي سافر وصمت ما يسمى بدول العالم المتحضر، المتشدقة زوراً بالدفاع عن حقوق الانسان، كما اكدت وقائع ويوميات العدوان الصهيوني على غزة ولبنان. وأمام هذا الواقع المريع، وفي ذكرى استقلال لبنان، نؤكد على الثوابت الآتية:
1- إن الانتماء الوطني والكرامة الوطنية والاحساس الوطني في هذه المرحلة الخطيرة، يتطلب من جميع اللبنانيين الارتقاء فوق خلافاتهم الداخلية والسياسية، لمصلحة الاتحاد صفاً واحداً في مواجهة العدوان الصهيوني وإحباط أهدافه العسكرية والسياسية، ومن العار كل العار أن يستغل البعض العدوان الصهيوني لتصفية حساباته الفئوية مع حزب الله أو أي حزب لبناني آخر، أو يصفق للقصف الصهيوني على مناطق لبنانية، أو يراهن على هذا العدو الإرهابي لتحقيق نصر موهوم على طرف داخلي، غير متعظين من دروس التاريخ وبخاصة تاريخ لبنان.
2- إن ردع العدوان الصهيوني على لبنان هو واجب كل اللبنانيين، بكل الوسائل، من مقاومة عسكرية إلى مقاومات اعلامية وثقافية وفكرية واقتصادية، ومحاصرة كل أصوات التخاذل والتطبيع والارتهان، فضلا عن ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني ليقوم بدوره في حفظ الامن وحماية الوحدة الوطنية في مواجهة ادوات التخريب وشبكات التجسس والفتن والعمالة، فكل صوت يخدم الفتنة أو يزرعها، يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني ما يستدعي التصدي له وملاحقته.
3- إن احتضان أخوتنا في الوطن الوافدين الى المناطق الآمنة بسبب العدوان الصهيوني، هو واجب ديني ووطني وقومي وأخلاقي وإنساني، وقد برهن اللبنانيون في مختلف المناطق ومن مختلف الطوائف والمذاهب، باحتضانهم الوافدين ورعايتهم، أنهم أهل كرامة وشهامة وشرف، وأنهم يتمتعون بمستوى عالٍ من الإنتماء الوطني على عكس القليل من الطبقة السياسية.
4- إن الأولوية اليوم هي لوقف العدوان الصهيوني على لبنان، بكل الوسائل، ضمن الحفاظ على كرامة لبنان وسيادته ودستوره، وعدم القبول بأي شرط يناقض هذه الثوابت، وفي هذا المجال نثمن عالياً حرص المفاوض اللبناني على رفض أي بند في الورقة الأميركية ينتهك السيادة اللبنانية، ويعطي العدو بالسياسة ما عجز عنه في الميدان.
5- إن اتفاق الطائف هو الحل الوحيد لاخراج لبنان من أزماته بعد وقف العدوان الصهيوني، وبالتالي يجب على كل الأطراف اللبنانية العودة الى هذا الاتفاق والإلتزام به وتنفيذ كل بنوده، حتى يعود الانتظام الى مؤسسات الدولة، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وطنية بكل معنى الكلمة، وصولاً الى وضع الخطط اللازمة لمواجهة الفساد والانهيار المالي والاقتصادي وإعادة بناء ما هدمته الحرب الصهيونية الوحشية.
6- إننا إذ نحيي المحكمة الجنائية الدولية على قرارها التاريخي باعتقال مجرمي الحرب الإرهابيين نتنياهو وغالانت، نقدر عالياً دولة جنوب افريقيا وكل الدول التي ساندت الدعوى ضد قادة العدو الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، وكذلك الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وندعو الدول العربية المطبعة مع هذا الكيان الى قطع علاقاتها معه، ونطالب بإجراءات تنفيذية لقرارات القمة العربية الاسلامية التي انعقدت في المملكة العربية السعودية".
وختم "المؤتمر الشعبي" بيانه: "في ذكرى استقلال لبنان، نوجه التحية لأبطال المقاومة الاسلامية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية البواسل الذين يسطرون بتضحياتهم وصمودهم ودمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء والكرامة، والتحية لكل أرواح الشهداء الذين سقطوا ويسقطون على طريق تحرير فلسطين، وكذلك الذين حققوا استقلال لبنان من الاستعمار الفرنسي، ونؤكد على ما كان يردده دائماً فقيدنا الكبير الاخ كمال شاتيلا بأن لبنان هو بلد عربي ولن يكون ولاية أميركية أو صهيونية أو تابعاً لأي بلد غربي أو شرقي".