وكان استهل اللقاء بكلمة لسرحال نوه فيها بمواقف المفتي الجوزو، "المرجعية الدينية الكبيرة التي نحن بأمس الحاجة اليها في هذه المرحلة". ونقل سرحال للجوزو "تحيات الرئيس سعد الحريري والأمين العام للتيار أحمد الحريري"، مذكرا بان "الرئيس سعد الحريري دفع ثمنا كبيرا لنهجه في الإعتدال، الذي اعتزل العمل السياسي بسبب ذلك، زلو كان هناك آذانا صاغية، لما وصلنا الى هذه المرحلة ."
وقال: "نفتقد اليوم في هذه المرحلة الصعبة للرئيس سعد الحريري، وللرئيس الشهيد رفيق الحريري. فلسطين، هي قضية تيار المستقبل المركزية، ونحذر من براثن الفتنة التي تلوح في الأفق ونؤكد ضرورة العمل لحماية بيئتنا".
وشدد على ان "الطائفة السنية التي تستقبل اليوم أهلنا النازحين، هي مضيافة عبر التاريخ، وكانت استقبلت اهلنا خلال الحروب الماضية عدة مرات، في بيروت والشمال والبقاع واقليم الخروب." وقال: "صحيح أننا علقنا عملنا السياسي كتيار، ولكننا لم نعلق العمل الإنساني والإجتماعي، وتوجيهات الرئيس الحريري، هي إحتضان أهلنا، وقطع دابر الفتنة في مهدها"، مشددا على ضرورة "الوحدة الوطنية والتضامن لحماية لبنان، بعد ان بتنا في قلب المعركة". وأثنى على "الدور الذي يمكن ان يلعبه المشايخ والعلماء من خلال المنابر، في التحذير من الفتنة، لا سيما الفتنة المذهبية التي تسعى اليها إسرائيل"، مؤكدا ان "الطائفة السنية هي أم الصبي وهي الركيزة الأساسية للبنان عبر التاريخ ".
وفي موضوع مساعدة النازحين، اشار الى "وجود 350 متطوعا ومتطوعة من التيار موزعين على مراكز الإيواء في جبل لبنان الجنوبي، لخدمة أهلنا"، مثمنا "الدور الذي يلعبه أبناء اقليم الخروب في الوقوف الى جانب النازحين، الذين وصل عددهم الى عتبة الـ 200 ألف نازح"، مبديا اسفه "للشح الحاصل في المساعدات من الحكومة اللبنانية، التي ارسلت الى المنطقة 1000 حصة غذائية للنازحين .."
وشكر "السعودية ودولة الإمارات وتركيا على المساعدات السخية للشعب اللبناني،" معرباً عن "تخوفه من إطالة أمد الحرب وانعكاساتها الخطيرة." وشدد على "أهمية وضرورة التعاون مع الجهات المعنية والأحزاب، للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي"، داعيا "أي فرد يشكل خطرا على المنطقة، عدم الحضور اليها، حفاظا على سلامة اهله النازحين والبيئة الحاضنة.."، مؤكدا "ان أي خلل أمني يتم معالجته عبر الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية لا عبر الأمن الذاتي.."
ختم: "نحن نضع كل إمكاناتنا بتصرف أهلنا، ولكن امام ضخامة الحاجات بفعل الأعداد الكبيرة للنازحين، بتنا نقف عاجزين"، مثنيا على دور مؤسسات دار إفتاء جبل في مساعدة أهلنا ضمن الإمكانات المتاحة".
من جهته رحّب الجوزو بالوفد، مشددا على "العلاقة التاريخية والمتينة التي كانت تجمع المفتي الجوزو مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي تستمر اليوم من خلال الرئيس سعد الحريري ."وأكد "أهمية وحدة الصف في مواجهة التحديات"، وشدد على"ان فلسطين قضيتنا جميعاً وهي ليست لفئة معينة"، لافتاً الى ان والده المفتي الجوزو "من عشاق فلسطين وزارها عدة مرات، وحتى انه اعتقل في سجون الإحتلال ايضا."
وتوقف عند الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، فأكد "ان النازحين اخوتنا، وهم باتوا في ضيافتنا وواجبنا ان نقدم لهم ما نستطيع، ولكن كما يقال "العين بصيرة واليد قصيرة"، فلبنان يتخبط اليوم في أزمات متعددة، وهذا يتطلب تعاونا بين الجميع لتخطي هذه المرحلة الصعبة جدا."
وقال: "نحن فتحنا بيوتنا لأخوتنا الوافدين، كما فتحنا جميع مؤسسات دار إفتاء جبل لبنان لمساعدتهم، فما من بيت في المنطقة الا ويسضيف عائلات نازحة، فكلنا عائلة واحدة، ولبنان بلد واحد، وما من شيء يفرقنا، كلنا نعبد إلها واحدا ولدينا كتاب واحد ونبي واحد، ولكن هناك بعض الأمور تتطلب معالجة بهدوء وروية ."
أضاف: "واجبنا أن نقف الى جانب إخوتنا، ونسعى مع الجميع، مع تيار المستقبل والقوى الأخرى، وضمن الإمكانات المتاحة للتخفيف من المعاناة، وتأمين الحاجات الضرورية للعائلات، فكلنا في الميدان".
وشدد على "أهمية ضبط النزوح وان لا يكون عشوائيا"، مرجحا "ان تستقبل المنطقة اعدادا إضافية من النازحين"، مؤكدا "أهمية ان يبقى ملف النزوح يعالج في إطار الدولة، التي هي الملجأ الوحيد لنا جميعا على الرغم من ضعف إمكاناتها مقدرا دور الدول العربية في تقديم المساعدات للنازحين".
وتوقف الجوزو عند "أهمية اللحمة وتوحيد الصف في هذه الظروف، لمواجهة المرحلة المقبلة"، داعيا الى "ضرورة التنسيق بين جميع القوى لإدارة الأزمة الإجتماعية بطريقة سليمة وكريمة، على إعتبار ان الملف الإجتماعي من أخطر الملفات وحتى لو انتهت الحرب"، معتبرا "ان مؤشرات الحرب لا تطمئن، فالكيان الصهيوني يستبيح كل شيء ومستمر في عدوانه.. وهذا يدل على ان الحرب طويلة وقد يكون لها انعكاسات سلبية وخطيرة بعد اشهر على المستوى الإجتماعي، وهذا ما يتطلب استمرار التواصل بين جميع القوى لمعالجة انعكاسات الأزمة".
وفي موضوع الأمن، دعا الى "وضع نقاط أمنية في مراكز النزوح تابعة لقوى الأمن الداخلي بصفتها المسؤولة عن الأمن"، وشدد على "أهمية تعاون اخوتنا النازحين معنا، للحفاظ على امنهم وسلامتهم واستقرار المنطقة بوعي وحكمة وعقلانية ."
وختم الجوزو بالإشارة الى أن "موضوع النزوح بات عبئا كبيرا ويتطلب دعما من الدولة والمنظمات الدولية، نظرا للحاجات الكبيرة، اضافة الى ان البيئة الحاضنة للنزوح بحاجة الى رعاية واهتمام ومساندة ودعم ايضا"، سائلا: "كيف يمكن ان نواجه هذه المسائل؟ وأن نتعاون لمساندة المجتمع المضيف في هذه الظروف الصعبة"