"اذا لم تكن اللحظة التي تستعيد فيها الامم والاوطان والشعوب سيادتها وتحرير ترابها وانسانها عيدا وطنيا فمتى تكون الاعياد ؟.
ان الخامس والعشرين من ايار عام 2000 ابدا ليس لحظة عابرة في تاريخ ، أو تأريخ عابر للحظة من عمر وطن !! بل هو عبور لكل المحطات المضيئة التي كونت تاريخا للوطن وللامة وللإنسانية فصنعت المجد وعيد الاعياد .
ولأنه كذلك وأكثر من ذلك بكثير !
تحية إعتزاز وعرفان وتقدير للذين صنعوا هذا التاريخ العيد ، وهذا المجد الوطني الإنساني الذي لا ولن يزول.
تحية للقافلة الطويلة من الشهداء الذين منهم من قضى نحبه والآلاف منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ذودا عن ترابنا الوطني ودفاعا عن سيادتنا وصونا لكرامة الانسان فاستحالوا أنجما وكواكب متلالئة تحرس السماء .
تحية للمقاومين/ كل المقاومين على حدود الوطن ولعيونهم التي لا تنام ولسواعدهم القابضة على الزناد.
تحية لكل اللبنانيين في الشمال وشهبائه طرابلس ، في البقاع أبجدية المقاومة الاولى وسهله المتدفق عطاء وتضحية وفي الجبل الاشم الشامخ بالوفاء والإباء في بيروت العاصمة والحاضنة للحلم والألم والأمل.
تحية للجنوب معجزة الجهات للصامدين فيه الراسخين في قراه من الناقورة الى أعالي العرقوب وجبل الشيخ وقمم حرمون والبقاع الغربي وجزين والريحان وحاصبيا وقرى اقليمي الخروب والتفاح وأقضية صيدا وصور مرجعيون وبنت جبيل والنبطية.
تحية لكل هذه الارادات الوطنية التي توحدت وتضافرت وتكاملت فصنعت قبل 24 عاما ذلك التاريخ العيد".
أضاف الرئيس بري في رسالته : لقد شكل الخامس والعشرون من ايار عام 2000 حجر الزاوية لحاضر لبنان ومستقبله في تحرير معظم أراضيه من الإحتلال الإسرائيلي فاستوجب لتحقيق ذلك بأن يقدم اللبنانيون أغلى ما يملكون من فلذات الاكباد صمودا واستشهادا وتحملا للمسؤولية الوطنية ليس من باب الترف أو خدمة لأجندات خارجية كما يحلو للبعض التوصيف خاطئا ، انما كان فعل ذلك ولا يزال إنطلاقا من الإيمان الراسخ والمطلق بأن مسؤولية الدفاع عن الارض والسيادة والكرامة الوطنية إذا ما تعرضت لإحتلال أو تهديد وتخلفت السلطات المعنية عن القيام بواجبها في هذا الإطار فذلك لا يلغي ولا يسقط المسؤولية عن كاهل الشعب للقيام بهذا الواجب والدور، وهذا ما كان يجب أن يحصل لانجاز تحرير واسقاط مفاعيل الحروب والإجتياحات الإسرائيليه التي شنت على لبنان ولا تزال حتى الآن بهدف إسقاطه كأنموذج للتعايش ونقيض لعنصرية اسرائيل".
وتابع : فكما تحقيق ذلك الانجاز كان مسؤولية وطنية سامية وجهدا جامعا ، كذلك حفظه الان والدفاع عنه في هذه المرحلة الراهنة التي تتعرض فيها المنطقة بأسرها ولبنان ضمنا إنطلاقا من حرب الإبادة التي تشنها المستويات السياسية والامنية والعسكرية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وصولا الى العدوان التدميري والممنهج الذي يستهدف القرى الحدودية الجنوبية مع فلسطين المحتلة يستدعي أيضا من كافة الاطراف والقوى السياسية إستحضار كل العناوين والمناخات الوطنية لحفظ الإنجازات التي تحققت في 25 من ايار عام 2000 والتي تحاول إسرائيل يائسة في حربها المكشوفة الاهداف التعويض عن هزائمها التي منيت بها في لبنان.
وعليه وفي ذكرى التحرير نؤكد على العناوين التالية :
أولا : نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 ببنوده ومندرجاته كافة وأن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي إسرائيل بأكثر من 30 الف خرق برا وبحرا وجوا وبالتوازي، فإن لبنان متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهه العدوانية الاسرائيلية ولإستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة والشطر الشمالي من قرية الغجر والنقاط الحدودية المتحفظ عليها مع فلسطين المحتلة وصولا الى النقطةb1 عند رأس الناقورة.
ثانيا : إن لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وإطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية ، وفي الإطار نفسه نشدد على ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدولية والاقليمية لوقف حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة كمدخل اساس للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
ثالثا : أن لبنان سيقاوم أي محاولة من اي جهة لفرض أي شكل من إشكال التوطين سواء للنازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين وفي هذا الاطار نجدد دعمنا للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة لتحرير أرضه وتحقيق حلمه بالعودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما ندعو المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيدا عن أي إستثمار لاغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سوريا كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الامنة للنازحين الى وطنهم الام .
رابعا : في الشأن الداخلي نجدد الشكر والتقدير لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لاسيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعا كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة في ما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخاصه المجلس النيابي ودائما تحت سقف الدستور ، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غدا قبل بعد الغد إنقاذا للبنان وصونا لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل ان يبقى وطنا واحدا موحدا لجميع ابنائه".