أخبار ساخنة

مشروع آبار بسري في طريقه الى حل أزمة مياه الاقليم


على الرغم من كل الأقاويل التي تؤكد أن منطقة إقليم الخروب غنية وتشتهر بوفرة المياه الجوفية، الا أنها كباقي المناطق اللبنانية، تعاني أزمة انقطاع المياه والتقنين في أوقات معينة، حتى أن الكميات التي تحصل عليها المنطقة لا تلبي احتياجات أبنائها، فالفارق كبير بين ما يحصلون عليه، وبين حاجياتهم اليومية. فالحاجات اليومية وفق مصادر معنية تتعدى الـ 15 ألف متر مكعب من المياه، وما تحصل عليه المنطقة حالياً لا يصل الى أكثر من 3 و4 آلاف متر مكعب.

والى جانب “مياه الدولة”، كان اعتماد أبناء المنطقة ولا يزال على شراء “نقلات المياه” بصورة شبه دائمة، ولكن وفق معنيين ومتابعين لملف المياه في إقليم الخروب وعلى رأسهم النائب السابق محمد الحجار، الذي سبق وأشار الى مشروع تزويد قرى وبلدات إقليم الخروب بمياه الشفة من آبار حوض بسري، وتابعه منذ اللحظة الأولى، فان هذا المشروع المموّل بهبة من الصندوق الكويتي ويديره مجلس الانماء والاعمار، في الصيغة الأساسية كان حفر 4 آبار بمعدل 15 ألف لتر مكعب يومياً الى خزان في بسابا ومن هذا الخزان الى قرى وبلدات إقليم الخروب كافة، وهذا هو المشروع الأساس، وتم تأمين هبة كويتية له بقيمة مليونين ونصف المليون دولار لتغطية تكاليف حفر هذه الآبار.

وفي المعلومات التي حصل عليها موقع “لبنان الكبير” من مصادر متابعة للملف كان من المفترض أن ينتهي المشروع في أيلول 2019 لكن مشكلات حصلت مع المتعهد، إضافة الى المشكلات والاحداث التي حصلت في البلد ما أدى الى تأخير المشروع.

يقول الحجار لموقع “لبنان الكبير”: “مع عودة العمل في إدارات الدولة بعد انتفاضة 17 تشرين، عملت ُعلى تحريك مشروع حفر آبار بسري، الذي كنت وبمساعدة من الرئيس سعد الدين الحريري قد أمّنت كلفة تنفيذه عبر هبة من الصندوق الكويتي، من جديد بعد توقف العمل به لأكثر من ثلاث سنوات لأسباب مختلفة، وأقرّ مجلس الانماء والإعمار تسوية مع المتعهد قضت بحفر 3 آبار بدلاً من أربعة من المفترض أن تؤمن 12 ألف لتر مكعب يومياً بدلاً من 15 ألف لتر مكعب”.

ويضيف الحجار: “تبعاً للعقد الجديد، سيتم تجهيز بئرين بصورة كاملة، اما البئر الثالث فيُجهّز، بعد حفره بالكامل، في حالتين، الأولى في حال توافر المال، والثانية في حال لم يُؤمن 12 ألف لتر مكعب من البئرين الأولين”.

ويوضح أن “العمل بالمشروع استؤنف منذ حوالي الشهرين، بحسب العقد الجديد مع المتعهد ومن المفترض ان تُسلّم الآبار (2+1) محفورة ومجهزة خلال 15 شهراً من تاريخ إعطاء أمر المباشرة بالعقد الجديد”.

وبالنسبة الى الحالة الحالية للآبار، يشير الحجار الى أن “البئر BH4 تم الحفر فيه 235 متراً، وأجريت تجارب عليه الأسبوع الماضي لتقدير كمية المياه التي يمكن توفيرها منه. واستمرت التجارب 72 ساعة متواصلة، وتم ضخ المياه من البئر بمعدل 50 لتراً في الثانية، ونتيجة هذه التجارب ستصدر خلال الأسبوع المقبل، لكن حتى الآن وحسب المعلومات المتوافرة التي حصلت عليها من الاستشاري والمهندس المسؤول، فإن التجارب كانت جيدة ومشجعة وهذا يعني أن كمية المياه ستكون مؤمنة بالحد الأدنى بين 10 و12 ألف لتر مكعب يومياً من الآبار الثلاثة. كما أن من الممكن جداً أن ينتهي حفر الآبار وتجهيزها قبل الموعد المحدد في العقد”.

ويلفت أيضاً الى أن “من ضمن المشروع الذي ينفذه المتعهد حالياً، سيتم إنشاء خزان بحجم 500 لتر مكعب تتجمع فيه المياه التي تضخها الآبار ومنه تُضخ لاحقاً، في عقد جديد ومشروع آخر، إلى الخزان الأساس في بلدة بسابا ومنه إلى قرى وبلدات إقليم الخروب كافة”.

وعن نسبة الأعمال المنجزة في مشروع حفر الآبار وتجهيزها، يقدر الحجار أنها بحدود الـ 50٪، معتبراً أن “هذا المشروع يمكن أن يُلزّم عند انتهاء هذه المرحلة أو بالتوازي معها، خصوصاً وأنني تمكنت وبمساعدة الرئيس سعد الدين الحريري، من تأمين كلفة تنفيذه عبر هبة ألمانية لوزارة الطاقة والمياه”. ويؤكد الحجار أن إنشاء الخزان في بسابا تم الانتهاء منه عبر هبة من “اليونيسف”، ووصل بالشبكة الرئيسة التي تُغذي قرى وبلدات الإقليم من الباروك.

وعن المرحلة الأخيرة المتمثلة في ضخ المياه من الخزان الموجود في حوض بسري بالقرب من الآبار، يقول الحجار: “كما ذكرت سابقاً، تم تمويل هذه المرحلة بهبة عن طريق البنك الألماني للاستثمارKFW ، والعمل جار لإطلاق مناقصة هذه المرحلة التي ستشرف على تنفيذها مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان”..

ويشدد الحجار على أن “الوعد الذي حصلنا عليه بعد عدد من الاجتماعات التي عُقدت في المؤسسة، أن هذا المشروع ستكون له أولوية مطلقة للتنفيذ ويفترض أن يتم توقيع العقد مع الاستشاري على المشروع خلال الأيام القليلة المقبلة أي قبل نهاية السنة الحالية”.

grandlb