أخبار ساخنة

لبنان يهتز على وقع مجزرة غزة: حداد وطني وإقفال للجامعات والمدارس


اهتز لبنان واللبنانيون على وقع الانباء الصادمة والصاعقة عن المجزرة الجماعية البشعة التي ارتكبتها اسرائيل في قصفها للمستشفى الأهلي - المعمداني في غزة والتي تشكل جريمة حرب مروعة ووجهت الدعوات ليلا في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان للخروج بمسيرات غضب رفضًا للجريمة. وندد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقصف لذي طال المستشفى وقال: "مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الاجرام الاسرائيلي والضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق فإلى متى؟".

وأدان الرئيس بري الجريمة، ودعا حزب الله إلى تجمع تضامني كبير في باحة الشورى في حارة حريك اليوم.
وأصدر الرئيس ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الوطني على شهداء مستشفى المعمداني في غزة.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، يوم غد الأربعاء تضامناً مع غزة الصمود، واستنكاراً للمجازر.
وسط هذا الاحتدام رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا لـ"هيئة ادارة الكوارث والازمات الوطنية" في السرايا أوضح خلاله "إن مروحة الاتصالات الخارجية والداخلية التي أجريناها أظهرت حرصا على لبنان والاستقرار فيه، وابعاده قدر المستطاع عن النيران المشتعلة من حوله". وقال "نحن نواصل اتصالاتنا لاعادة الاستقرار الى الجنوب، والاولوية في هذا السياق هي ضرورة ان يكون الموقف اللبناني موحدا تجاه القضية الفلسطينية وهذا ما لمسناه في هذه المحنة، ونتمنى الثبات عليه من كل القيادات. الوحدة اللبنانية اساسية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتقوية الموقف اللبناني من التطورات”.

وأعلنت وزارة الخارجية انه "في اطار الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ وبالتشاور المفتوح مع رئيس مجلس الوزراء"، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سلسلة اجتماعات حيث التقى على التوالي سفراء ٢٦ دولة لبحث آخر التطورات في غزة والجنوب . وشدد بو حبيب على "اننا في لبنان لسنا هُواة أو دُعاة حرب بل نرغب في الحفاظ على الهدوء والاستقرار لذلك يجب وقف الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة على الحدود الجنوبية، والقتل المتعمد للصحافيين وإستهداف المدنيين والجيش اللبناني ومراكزه، ومواقع اليونيفيل، وقصف القرى والبلدات المأهولة بالمدنيين". وشدد على "ضرورة وضع حد لإستمرار التصعيد في غزة المستمر منذ احد عشر يوما ما قد يؤدي الى ما لا تُحْمَدُ عُقباه على الشعوب والدول في المنطقة، وعلى المصالح الدولية."
وغداة زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا استقبلت بيروت وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي اعلن أن بلاده" تعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى وأنّها تتضامن مع الموقف المِصري بشأن ما يجري في غزة". وطالب المجتمع الدولي "بأخذ خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967." وأشار إلى أنّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ يجتمعون اليوم في جدة.

ومساء استقبل الرئيس ميقاتي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور. وقال جنبلاط على الاثر: "يعمل دولة الرئيس جاهدا على طريقته، كما نعمل نحن، على محاولة تجنيب لبنان الحرب باتصالاته العربية والدولية. نحن بشكل متواضع نعمل على النفس ذاته، ولكن لا شك في أن جهود دولة الرئيس جبارة، على أمل أن تثمر وأن ترمم ايضا الجبهة الداخلية، لان بعض الناس في الجبهة الداخلية كأنهم في واد ثان". أضاف: "كنا نأمل مثلا أن يفرج هذا الظرف عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان من دون مقاطعة الخ. يبدو ان بعض الناس في عالم آخر، سنبقى الى جانب دولة الرئيس في كل الجهود التي يقوم بها، على أمل ألا نستدرج إلى الحرب" .