أخبار ساخنة

حزب الله يهزأ من التسريب الإعلامي المفبرك حول عمليّة "مجدو" "إسرائيل" قد تلجأ الى الحرب للخروج من أزمتها الوجوديّة وأمامها إيران ولبنان


كتب كمال ذبيان
    عندما يقع الكيان الصهيوني الغاصب بأزمة داخلية، او بتحولات اقليمية ودولية تؤثر في امنه، يلجأ الى عمليات عسكرية او امنية خارج حدوده، وفي كثير من الاحيان بضوء اخضر اميركي. وكان لبنان احدى الساحات التي كان فيها العدو الاسرائيلي يقوم بالاعتداءات عليه، او احتلال اجزاء من اراضيه، وهو فعل ذلك منذ اغتصابه لفلسطين، لا سيما بعد هزيمة الجيوش العربية في 5 حزيران 1967 وانطلاقة المقاومة الفلسطينية، فبات لبنان هو المكان الذي يمارس فيه العدو الاسرائيلي عملياته العسكرية والامنية، والتي ابرزها كان تفجير طائرات لطيران الشرق الاوسط في مطار بيروت الدولي نهاية عام 1968، ثم اغتيال ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية في فردان في نيسان عام 1973، وبعد ذلك دعم اطراف لبنانية في الحرب الاهلية عام 1975 ، وبعد ذلك احتلال اجزاء من جنوب لبنان في آذار 1978، واقامة ما سمي "الشريط الحدودي" بقيادة الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد ثم انطوان لحد، وتبع ذلك الغزو الصهيوني للبنان في 5 حزيران 1982، وتكررت الاعتداءات في تموز 1993 ونيسان 1996، فحصل التحرير في ايار عام 2006، لتقوم "اسرائيل" بعدوان واسع صيف 2006.
   ووراء كل عمل امني او عدوان عسكري، كان مشروع سياسي لخدمة الكيان الصهيوني وضمان امنه، وادخاله في "سلام" مع انظمة عربية، او ضد وجود مقاومة له، كما في الكفاح المسلح الفلسطيني او المقاومة في لبنان، اذ ترافقت الاعتداءات والغزوات بقرار اميركي عبر الادارات الاميركية، سواء الديموقراطية او الجمهورية المتعاقبة على البيت الابيض، وكانت آخر المشاريع الاميركية التي سهّلت "اسرائيل" القيام بعدوانها صيف 2006، كان مشروع "الشرق الاوسط الكبير"، الذي قدمه الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن، وقبله اتفاقات السلام في "كامب دايفيد" عام 1977 بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس حكومة العدو الصهيوني مناجيم بيغن، والذي اعقب ذلك احتلال "اسرائيل" لاراض واسعة جنوب نهر الليطاني، ثم جاء مشروع دونالد ريغن للسلام ورافقه الغزو الصهيوني للبنان، والذي سقط معه اتفاق 17 ايار عام 1984، حيث كان لبنان ساحة لتصفية الحساب مع المقاومة للمشاريع الاميركية – "الاسرائيلية" والتي سهّلت لها منظمة التحرير الفلسطينية في "اتفاق اوسلو" عام 1993، وبعده "اتفاق وادي عربه" بين الاردن و"اسرائيل".
 
 
 ويخطط العدو الصهيوني، لعدوان جديد على لبنان، يمهّد له بمزاعم او حصول حادث ما ليبرر عملية عسكرية له، كمثل اختطاف ثلاثة جنود صهاينة في 12 تموز 2006، فكان رده واسعا بعدوان دام 33 يوما، وهو يبحث في هذه المرحلة عن ذريعة لشن عملية عسكرية على لبنان، هو بحاجة اليها داخليا، مع التظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو الذي تحالف مع احزاب دينية تحثه على عمل عسكري في الضفة الغربية وغزو لبنان، فكانت الرواية "الاسرائيلية" المفبركة على ما يبدو، والتي تزعم ان مقاوما تسلل من لبنان الى بلدة مجدو جنوب حيفا وعلى بعد 70 كلم عن الحدود مع لبنان، ورأى مسؤولون في ما اعلنه العدو الاسرائيلي مؤشرا خطرا، وقد يقوم بعدوان لم يُعرف حجمه بعد.
فحزب الله وهو المعني مباشرة بالوعيد "الاسرائيلي" بانه سيدفع الثمن، اذا اثبتت التحقيقات ضلوعه في العملية، فان مصادر قيادية فيه، تهزأ من المسرحية التي يعرضها الجيش "الاسرائيلي"، لان المقاومة عندما تقوم بعملية لا تخجل بها، ولديها الاعلام الحربي الذي يصورها وينقلها للرأي العام، وهذا ما حصل في اكثر من عملية كان آخرها خطف ثلاثة جنود عند السياج الحدودي في عيتا الشعب عام 2006، او غيرها من العمليات الموثقة، لا سيما اثناء الاحتلال الاسرائيلي للبنان او اعتداءاته عليه.
    وفي الوقت الذي يهزأ حزب الله من هذا التسريب الاعلامي الملفق، فانه يضع نفسه في جهوزية عسكرية، وهو دائم الحضور، ويتعاطى مع الحدث الامني باستعداد لاي "سيناريو اسرائيلي"، الذي يعاني ازمة داخلية وجودية قد تؤدي الى وقوع "حرب اهلية اسرائيلية"، يجري التحذير منها من قبل قادة العدو السياسيين منهم والعسكريين، وفي مواقع السلطة او المعارضة، حيث الانقسام كبير داخل الكيان الصهيوني، وبين المستوطنين، وما يسمى العلمانيين والمتطرفين دينيا، اذ قد يكون الهرب من الازمات الداخلية، بان تقوم حكومة نتنياهو بحرب خارجية، علها تستعيد الوحدة الداخلية، وهذا ما قد يحصل، مع وزير الامن "الاسرائيلي" ايتمار بن غفير بان على الجميع ان "يستعدوا للحدث"، وهو يراه قريبا وسريعا، بان يحصل رد "اسرائيلي" موجع، اما بضربة امنية موضعية تستهدف قيادات في حزب الله، كما سبق وحصل مع اغتيالات استهدفت قيادات منه كعماد مغنية ومصطفى بدر الدين وحسن اللقيس وغيرهم.
 
     فقادة العدو والمستوطنون ، لا سيما من هم على مقربة من الحدود مع لبنان، قلقون من تسلل عناصر من حزب الله، وقد سبق للجيش "الاسرائيلي" ان تحدث عن وجود انفاق تصل الى الخليل الاعلى وتم تدميرها، اضافة الى تهديد حزب الله الدائم عبر امينه العام السيد حسن نصرالله بان المعركة المقبلة مع الكيان الصهيوني ستكون في داخله بدءا من الجليل، وهو ما يأخذه قادة العدو على محمل الجد، ويخشون من ان التسلل الذي قُتل فيه مقاوم نفذ عملية، هو مناورة لاستكشاف جهوزية العدو، الذي اقلقه ايضا الاتفاق السعودي – الايراني، واعتبر قادته ان جدارا اقليميا يحتمون به قد سقط، لمصلحة ايران، التي يهددها العدو الاسرئيلي بضربة عسكرية، اذ ارتفعت اصوات صهيونية، لا سيما في اليمين المتطرف، بان يتم تعطيل الاتفاق بعملية عسكرية ضد ايران، لتؤكد لدول الخليج ان امنهم مع "اسرائيل" وليس مع ايران، او تختار لبنان في عملية امنية قد تصبح عسكرية، كرسالة بان جبهة الشمال جاهزة لضربة استباقية.