أخبار ساخنة

كرامي نجح في جمع نواب سُنّة خارج الإصطفافات «التوافق الوطني» مُؤثرة في انتخابات الرئاسة وتسمية رئيس الحكومة


كتب كمال ذبيان 
ليس «لقاء تشاوريا» هو الذي يسعى اليه النائب فيصل كرامي، الذي يتحرك لانشاء كتلة نيابية، من نواب سُنة هم خارج الاصطفافات النيابية الحزبية، لان الكتلة الجديدة ستكون مستقلة وعابرة للطوائف والمناطق، وهي ستبدأ بنواب سُنة، وتتطلع الى ان تشمل نواباً من طوائف اخرى، وهذا ما فكر به كرامي، عندما كان الحديث يجري حول وجود تكتل وطني يجمع، ومنفتح على الكتل النيابية، وفق قوانين لبنانية وطنية وعربية الانتماء، وليست في «الحضن العربي»، وهو التوصيف الخاطئ للعروبة ولانتماء لبنان اليها.
فكرامي على خطى سياسية آل كرامي الوطنية والمعتدلة والمنفتحة والبعيدة عن العنف، كما يؤكد في مجالسه وامام زواره، وهو لا يخترع شيئا لم يحصل سابقا ولن يكون، فعمه الرئيس الراحل رشيد كرامي اسس لقاءات وجبهات واقام تحالفات، ومثله والده الرئيس المرحوم عمر كرامي، اقام تجمعا وطنيا مع الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص والنواب بطرس حرب ونسيب لحود ومحمد يوسف بيضون، حيث يسير فيصل على هذا النهج الانفتاحي، ويلتقي مع نواب على اهداف وطنية وسياسية واقتصادية، اذ يشير في مواقفه الى انه سيعمل ضمن استقلالية، وستكون تحالفاته مع التكتل الجديد، لارساء نهج جديد في الحكم بعد الازمات الكارثية التي تعصف بلبنان.
من هنا، فان كرامي ومنذ تأكيد المجلس الدستوري فوزه بالنيابة، بعد الطعن امامه، بان تركيزه سيكون على «كتلة نيابية» يغلب عليها التوافق، وباشر اتصالاته ولقاءاته، وتنقل في المناطق اللبنانية بقاعا وجنوبا وشمالا، واجتمع مع عدد من النواب لا سيما منهم الذين فازوا عن المقاعد السنية، حيث ستضم الكتلة حتى الآن من خلال اللقاءات والاتصالات كلا من النواب: حسن مراد، عدنان طرابلسي، طه ناجي، محمد يحي وفيصل كرامي، وهي مفتوحة لينضم اليها نواب آخرون من السنّة في المرحلة الاولى، اذ يتردد ان النائب عبد الرحمن البزري، سيكون في الكتلة.
والكتلة التي يعمل على تأسيسها لا علاقة لاي حزب بها، فهي تختلف عن «اللقاء التشاوري»، الذي ضم نوابا سُنة من «كتلة الوفاء للمقاومة» و»كتلة التحرير والتنمية»، لذلك هي مختلفة تماما عن «لقاء النواب السنة» السابق، الذي كان هدفه اظهار وجود «تكتل من نواب سُنة»، خارج «كتلة المستقبل النيابية»، ولها الحق في ان تتمثل في الحكومة، وتجري استشارات نيابية ملزمة معها، وقد حققت كتلة «اللقاء التشاوري» حضورا نيابيا وسياسيا، وتمثلت في الحكومات بوزراء منهم حسن مراد وطلال حواط، كما طُرحت اسماء لرئاسة الحكومة ايضا من اللقاء، فجرت تسمية جواد عدره لرئاسة الحكومة، بعد نيل موافقة «اللقاء التشاوري» الذي ادى خدمته في مرحلة ما.
ستكون «الكتلة النيابية» الجديدة وازنة، وستمثل اكبر تكتل نيابي سُني، وفق ما يؤكد مصدر مطلع على الاتصالات والمشاورات ، ويشير الى ان التمثيل سيشمل مختلف المناطق من البقاع الى الجنوب وبيروت والشمال، وسيكون له حلفاء من كتل نيابية اخرى، وهذا سيؤهله ليطرح اسم رئيس حكومة منه، ويبرز اسم كرامي كمرشح بارز ومتقدم، وفق المصدر الذي اكد ان الكتلة الجديدة ستكون لها ممارسة لجهة تفعيل دورها في مجلس النواب، وستطرح اقتراحات قوانين تنقذ لبنان من ازمته.
لن يتأخر الاعلان عن الكتلة الجديدة، التي ستكون تسميتها مبدئيا «كتلة التوافق الوطني» وستقدم برنامجا لعملها، اضافة الى وجود مكتب لها وادارة عمل تتابع القضايا وتعد الملفات، وهو نموذج جديد في العمل النيابي التشريعي والرقابي، وفق المصدر، الذي يكشف عن ان كرامي صاحب المبادرة التي نجح فيها، يواكب التطورات التي تشهدها المنطقة ويقرأ في الاتفاق السعودي - الايراني كما التقارب السعودي – السوري، وعودة العلاقات بين الدولتين تحت عنوان الانتماء الى العروبة، التي ستكشف مَن هو في لبنان من احزاب ونواب ورجال سياسية مع العروبة الحقيقية، ومن اخذها شعارا استهلاكيا ولمصالح فئوية ، في وقت ظهرت صدقية من هو عروبي الانتماء الذي هو مع فلسطين التي ستبقى قضية مركزية للعرب، والتضامن مع كل مقاومة للاحتلال الاسرائيلي.
 
 
«كتلة التوافق الوطني، التي عمل لها كرامي، ستظهر في وقت قريب جدا، وهي ستكون مؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، وصوتا وازنا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وقد تكون «بيضة القبان» فيها من خلال تشتت الكتل، لا سيما في ما يسمى «المعارضة»، اذ ان الكتلة الناشئة ستلعب دوراً في المرحلة المقبلة.